تقارير النفطرئيسيةسلايدر الرئيسيةنفط

تايمز أوف إنديا: لطمة جديدة لشركات الطيران الهندية

بعد رفع أسعار وقود الطائرات أكثر من 50%

وصفت صحيفة تايمز أوف إنديا، رفع الحكومة الهندية أسعار وقود الطائرات أكثر من 50% في هذا التوقيت الحسّاس بأنّه بمثابة لطمة جديدة و"وقحة" لشركات الطيران التي تكافح بالفعل من أجل البقاء، في ظلّ الخسائر- بل والإفلاسات- التي تواجهها هذه الصناعة، جراء تدابير الإغلاق وتقييد حركة السفر التي اتّخذتها الحكومات في مختلف أرجاء العالم، لاحتواء تفشّي فيروس كورونا المستجدّ.

قالت الصحيفة الهندية، إن وقود الطائرات سيكلّف 33575 روبية (الدولار يساوي 3ر75 روبية) لكلّ كيلومتر، بدءًا من اليوم الإثنين، بزيادة 11000 روبية عن الشهر الماضي.

وبحسب البيانات المتاحة على موقع مؤسّسة النفط الهندية، وبحسب بيانات وكالة أنباء بلومبرغ، فإن السعر يمثّل زيادة نسبتها 5ر56% عن السعر السابق، وهي الزيادة الأكبر على الإطلاق التي يجري تسجيلها منذ عام 2005.

ويأتي رفع أسعار وقود الطائرات الذي أعلنته مؤسّسة النفط الهندية، بعد خفضها لستّ مرّات متتالية، منذ شهر فبراير / شباط الماضي.

كما يأتي ذلك بعد أسبوع فقط من إعادة تشغيل الرحلات الداخلية، حيث يعدّ الطلب على السفر الجوّي هزيلًا للغاية، حتّى الآن، بسبب عوامل متعدّدة مثل قواعد الحجر الصحّي المختلفة في ولايات مختلفة، والقلق بشأن الطيران، وضعف الاقتصاد بوجه عامّ.

على سبيل المثال، شهد وزير الطيران الهندي، هارديب سينغ بوري، أمس الأحد، 44.593 راكبًا في 501 رحلة مغادرة محلّية. وهذا يعني متوسّطًا ​​أقلّ من 100 على متن طائرة، بسعة تصل إلى 180 راكبًا.

وتعليقًا على ذلك، قال بوري: "كان متوسّط ​​النقل لدينا يتراوح بين 50٪ و60٪، وكانت التذاكر -في الغالب- ذهابًا فقط، وبمجرّد انتهاء هذه الموجة الأولى من الأشخاص الذين تقطّعت بهم السبل في مدن مختلفة، وهم عائدون إلى بلدانهم، سيستعيد السفر الجوّي نشاطه تدريجيًا عندما ينتعش النشاط التجاري.

ونقلت تايمز أوف إنديا عن مسؤول في شركة الطيران، قوله: "لقد انتهى السفر للترفيه في الوقت الحالي، ولفترة طويلة".

لمدّة عام، وحتّى فبراير/شباط، كانت أسعار وقود الطائرات في دلهي تتراوح بين 60 و 65 ألف روبية لكلّ كيلومتر، ولكن بدأت الأسعار في الهبوط كثيرًا، بدءًا من مارس/آذار، إلى أن قامت السلطات الهندية في نهاية المطاف بتعليق الرحلات الجوّية تمامًا، بسبب تدابير إغلاق البلاد لاحتواء فيروس كورونا. وهوًت الأسعار لأدنى نقطة في الشهر الماضي.

وفي هذا السياق، قال مسؤول: "فقط عندما كنّا قد بدأنا للتوّ الطيران مرّة أخرى ، كان هناك ارتفاع حادّ بنسبة بلغت نحو 50%، مع ضعف إشغال الطائرات، وارتفاع سعر الوقود، وضعف الروبية، ستحتاج شركات الطيران إلى تحديد عدد الطائرات التي يجب أن تطير من أجل إبقاء التكاليف تحت السيطرة، لأن تدفّق الإيرادات ضعيف للغاية".

وحصلت شركات الطيران على موافقة لاستئناف العمليات المحلّية، بمعدّل ثلث جدول الصيف المحلّي الأصلي ، بدءًا من 25 مايو/أيّار.

وفي ظلّ هذه الضغوط الهائلة، قال مسؤول آخر في شركة الطيران: "دعونا نرى من يستطيع أن ينجو من هذا الانكماش الاقتصادي".

نزيف صناعة الطيران

وسط الخسائر الفادحة التي تواجهها صناعة الطائرات وشركات الطيران، بعد تفشّي فيروس كورونا المستجدّ، ووقف حكومات العالم حركة السفر الجوّي لاحتواء الفيروس، تتساقط شركة تلو الأخرى، ومصنع تلو الآخر، في دوّامة الديون والخسائر وتحدّيات التشغيل التي تجبرها إمّا على تقليص عملياتها وأنشطتها، أو إعلان إفلاسها تمامًا.

وأصبحت شركة ميتسوبيشي اليابانية للصناعات الثقيلة الأحدث في سلسلة المعاناة والنزيف المتواصل في جسد هذه الصناعة الحيوية، حيث أعلنت الأسبوع الماضي غلق مواقعها في الخارج، وإلغاء مئات الوظائف في ولاية واشنطن، ووقف عملياتها في الولايات المتّحدة لمشروع سبيس جيت، الذي يواجه تحدّيات ماليّة.

وتأتي هذه الأخبار بعد أن أعلن العملاق الصناعي الياباني خسارة إجمالية قدرها 275 مليون دولار، للسنة الماليّة المنتهية في مارس/آذار.

لم يتوقّف النزيف عند ميتسوبيشي، فقد أعلن مجلس الوزراء التايلاندي مؤخّرًا، أن الخطوط الجوّية التايلاندية سوف تقدّم طلبًا للإعلان عن إفلاسها أمام محكمة الإفلاس المركزية، وذلك من أجل إعداد خطّة إعادة هيكلتها.

ونقلت صحيفة بانكوك بوست عن رئيس الوزراء، برايوت تشان أوشا، قوله، إن هذا هو أفضل خيار لمساعدة الشركة المتعثًّرة. ووفقا لخطّة إعادة الهيكلة، فإن الشركة لن تتلقّى مساعدات ماليّة من الحكومة، ولن يتم تسريح موظّفيها البالغ عددهم 20 ألف موظّف.

إفلاس أفيانكا

وقبل نحو أسبوعين، قدّمت شركة أفيانكا القابضة -ثاني أكبر شركة طيران في أميركا اللاتينية- طلبًا لإشهار إفلاسها، مع اقتراب الموعد النهائي لسداد سندات مستحقّة، وبعد سعيها -دون جدوى- للحصول على مساعدة عاجلة من حكومة كولومبيا، من أجل النجاة من آثار أزمة فيروس كورونا.

وقدّرت أفيانكا قيمة التزاماتها الماليّة بين مليار وعشرة مليارات دولار، في طلبها الذي أودعته لدى محكمة الإفلاس الأميركية للمنطقة الجنوبية في نيويورك.

وأفيانكا واحدة من أقدم شركات الطيران في العالم، كما إنّها مصدر فخر للكولومبيّين. ومرّت الشركة بالإفلاس من قبل في أوائل العقد الأوّل من القرن الحالي، وجرى إنقاذها على يد جيرمان إفروموفيتش -رجل الأعمال بوليفي المولد، وهو أحد روّاد الأعمال في مجال النفط-.

وإذا فشلت في الخروج من الإفلاس، فإن أفيانكا ستكون واحدة من أولى شركات الطيران الكبرى في العالم، التي تفشل نتيجة لأزمة فيروس كورونا، التي أدّت إلى انخفاض بنسبة 90% في حركة الطيران العالمية.

ولم تنفّذ أفيانكا أيّ جدول منتظم لرحلات ركّاب منذ أواخر مارس / آذار، كما تخلّفت عند دفع رواتب معظم موظّفيها البالغ عددهم 20 ألفًا طوال الأزمة.

وكانت أفيانكا تعاني بالفعل قبل اندلاع وباء كورونا، لكن طلبها لإشهار الإفلاس يبرز التحدّيات التي تواجه شركات الطيران التي لا تستطيع الاعتماد على إجراءات إنقاذ حكومية. ونقلت رويترز عن ممثّل للشركة، قوله، إن أفيانكا لا تزال تحاول تأمين الحصول على قروض من الحكومة.

وبلغت ديون الشركة 4.9 مليار دولار بنهاية 2019، وذلك بزيادة 20% مقارنةً بعام 2018.

خسائر “إير فرانس-كا أل إم

وفي استمرار لتكبّد قطاع الطيران خسائر فادحة بسبب كورونا، والذي يعدّ أهمّ القطاعات المستهلكة للطاقة، تكبّدت مجموعة “إير فرانس-كا أل إم” أولى عواقب جائحة كوفيد-19 على حركة الطيران مع تسجيلها خسائر صافية قدرها 1.8 مليار يورو خلال الربع الأوّل، وتوقّعت تأثيرًا كارثيًا أكثر بحلول فصل الصيف.

أشارت المجموعة إلى تراجع في قدراتها بنسبة 10.5 % خلال الربع الأوّل، لكنّها تتوقّع انهيارًا بنسبة 95 % خلال الربع الثاني و80 % في الربع الثالث، على ما جاء في بيان. وتراجع سهم المجموعة بنسبة 3,70 % في بورصة باريس.

وستحصل الشركة الفرنسية-الهولندية على مساعدة قدرها سبعة مليارات يورو من الدولة الفرنسية، لمواجهة هذه الأزمة.

ويشكّل النقل الجوّي أحد أكثر القطاعات الاقتصادية تأثّرًا بأزمة فيروس كورونا المستجدّ، بسبب القيود على التنقّل وإغلاق الحدود في دول كثيرة في العالم للجم انتشاره.

وسجّلت غالبية شركات الطيران في العالم التي شلّت حركتها، انهيارًا في خزينتها منذ نهاية نيسان / أبريل، فيما تتوالى الإعلانات عن صرف موظّفين فيها مع 12 ألفًا لدى "بريتيش إيرويز" البريطانيّة، وخمسة آلاف لدى "ساس" الإسكندنافيّة، وألفين في شركة "آيسلاندير" الآيسلندية، و ثلاثة ألاف لدى "راين إير" الإيرلندية، و3450 لدى "يونايد إيرلاينز" الأميركية، وثلاثة آلاف لدى "فيرجين أتلانتيك".

وازدادت خسارة الربع الأوّل خمس مرّات، مقارنةً بـ 324 مليونًا سُجّلت قبل سنة. وتشمل خصوصًا 455 مليون يورو من المشتريات المسبقة للوقود الذي لم يُستهلك في نهاية المطاف، بسبب الأزمة الصحّية.

شركات الشرق الأوسط

وكانت خطوط طيران أميركية قد طلبت في وقت سابق من الحكومة الفيدرالية منحًا وقروضًا وتخفيفًا للضرائب بما يتجاوز 50 مليار دولار لمساعدتها في التغلّب على تراجع معدّلات السفر بسبب فيروس كورونا.

أعلنت خطوط طيران أميركا -وهي مجموعة تجارية تمثّل خطوط الطيران- طلبها المساعدة الماليّة، فيما يعلن مزيد من الشركات حول العالم تخفيضًا حادًّا في الخدمات، وأحيانًا تسريحًا للعاملين فيها.

طلبت المجموعة 29 مليار دولار من المنح الفيدرالية، و25 مليار دولار لخطوط طيران الركّاب، و4 مليارات دولار للشحن الجوّي.

وفي ظلّ هذه الأزمة المتفاقمة، قال الاتّحاد الدولي للنقل الجوّي (إياتا)، في مارس/آذار الماضي، إن على حكومات الشرق الأوسط النظر في تقديم الدعم لشركات الطيران، لمساعدتها في مواجهة تفشّي فيروس كورونا، الذي أدّى لإلغاء الكثير من الرحلات الجوّية، مشيرًا إلى أن خسائر شركات الطيران في المنطقة خسرت في الربع الأوّل من العام الجاري، ما يزيد عن 100 مليون دولار.

وتكافح شركات الطيران من أجل البقاء، في ظلّ تفشّي وباء كورونا، وقد يستغرق الطلب على الرحلات الجوّية ووقود الطائرات سنوات، للتعافي،بحسب ما ذكرته رويترز.

وفي هذا السياق، قال بير ماغنوس نيسفين -رئيس فريق التحليل في شركة ريستاد إنرجي لبحوث واستشارات الطاقة- في تصريحات لرويترز مؤخرا، إن استهلاك وقود الطائرات سوف يتأثّر لفترة أطول، وربّما لا يتعافى تمامًا، حتّى في العام المقبل، لاسيّما أن الطلب على الطائرات النفّاثة مازال ضعيفًا. وانخفضت أسعار وقود الطائرات في سنغافورة بنسبة 61 %، خلال الشهرين الماضيين.

314 مليار دولار خسائر

وقد حذّر (إياتا)، من انتعاش بتوتيرة أقلّ ممّا كان عليه في الأزمات السابقة، وبحسب توقّعاته فإن خسائر الإيرادات لعام 2020 سترتفع بنسبة 25 % إلى 314 مليار دولار.

وأوضح اتّحاد النقل الجوّي الدولي، أن هناك موجة شتوية جديدة من فيروس كورونا، ولن يكون هناك انتعاش قبل الربع الأخير من العام.

كما حذّرت شركات صناعة الطائرات -إيرباص وبوينغ- من أزمة ممتدّة، حيث توقّع عدد قليل من المحلّلين العودة إلى الظروف السابقة، حتّى عام 2023 أو عام 2024.

ويبلغ متوسّط الطلب على وقود الطائرات حوالي 8 ملايين برميل يوميًا.

وفي وقت سابق، قالت الوكالة الدولية للطاقة، إنها تتوقّع انخفاض الطلب على وقود الطائرات والكيروسين بمقدار 2.1 مليون برميل يوميًا في المتوسّط، في عام 2020. وتوقّعت ريستاد إنرجي انخفاض الطلب على وقود الطائرات بما لا يقلّ عن 1.9 مليون برميل يوميًا العام الجاري، وقدّرت شركة جي بي سي إنرجي الاستشارية الطلب على وقود الطائرات خلال الأشهر القليلة المقبلة إلى أقلّ من مليوني برميل يوميًا، وإلى 5.2 مليون برميل يوميًا في المتوسّط في عام 2020.

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق