التقاريرتقارير منوعةرئيسيةمنوعات

سوق القاطرات البحرية.. ماذا حدث في 2025؟ (تقرير)

نوار صبح

أظهرت عمليات تسليم القاطرات البحرية في عام 2025 تزايُد ثقة المُلّاك، خصوصًا فيما يتعلق بتلبية متطلبات خفض انبعاثات القطاع وتوفر خدمات التزود بالوقود في موانٍ عديدة.

ولمسّ المُلّاك الفوائد التشغيلية والبيئية لاستعمال قاطرات الشحن البحرية المتطورة تقنيًا لدعم السفن في المواني، حسب تحديثات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.

ويرى محللون أن عام 2025 كان عامًا مميزًا في قطاع السحب والإنقاذ، وشهد تطورًا ملحوظًا في بناء القاطرات البحرية، حيث سُلِّمَت سفن متطورة تقنيًا.

ويشهد القطاع، حاليًا، مرحلة حاسمة من تحوّل الصناعة البحرية إلى أنواع الوقود البديلة، مع دخول القاطرات البحرية، الخدمة بمحركات كهربائية تعمل بالبطاريات، واقتراب أحواض بناء السفن من إكمال أولى السفن المزودة بمحركات جاهزة للعمل بالميثانول وأنظمة تخزين الوقود.

شحن القاطرات البحرية العاملة بالبطاريات

يتزايد التفاؤل بأن الأسواق والمواني تستعد لشحن القاطرات البحرية العاملة بالبطاريات، لتكون جاهزة لدعم عمليات مناورة السفن وقطرها ورسوّها على أرصفة المواني دون أيّ انبعاثات.

ومن المتوقع أن تكون بعض المواني جاهزة لتوفير وقود الميثانول بديلًا للديزل، وهو ما سينعكس على عمليات التسليم في عام 2026.

ويُستعمل الغاز المسال، حاليًا، وقودًا لأسطول القاطرات البحرية، ويزوّد ميناءان السفن بالهيدروجين المضغوط، بينما يركّب المزيد محطات شحن في الأسواق التي تُقدّر الهواء النظيف.

ومع استعداد القطاع لنهاية العام، في منتصف العقد، يمكن للمُلّاك وبناة السفن استعراض عمليات التسليم الناجحة، بما في ذلك أقوى القاطرات البحرية العاملة بالبطاريات الكهربائية حتى الآن، وقاطرات مرافقة تعمل بالغاز المسال والوقود المزدوج، وقاطرة ميناء أخرى تعمل بالهيدروجين.

يضاف إلى ذلك العديد من القاطرات البحرية الأخرى التي تتوافق مع متطلبات الانبعاثات من المستوى الثالث للمنظمة البحرية الدولية.

قاطرة بحرية في ميناء ليث بمدينة إدنبرة الإسكتلنددية
قاطرة بحرية في ميناء ليث بمدينة إدنبرة الإسكتلندية – الصورة من فورث بورتس

خفض انبعاثات الكربون

على الرغم من أن خفض انبعاثات الكربون يُعدّ محورًا رئيسًا لقطاع النقل البحري، يتزايد الضغط على سلطات المواني لخفض التلوث، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وسواءً كان ذلك ضمن نطاق التلوث 1 أو 2 أو 3، أو مسؤولية جهة أخرى، فإنّ تقليل انبعاثات أكاسيد النيتروجين والجسيمات وثاني أكسيد الكربون يصبّ في مصلحة الجميع.

وتجد القاطرات البحرية المتوافقة مع معايير المنظمة البحرية الدولية من المستوى الثالث طريقها إلى أسواق خارج المناطق الرئيسة في شمال أوروبا وحول سواحل أميركا الشمالية، مثل جنوب أوروبا وأميركا اللاتينية وأستراليا وسنغافورة.

من ناحية ثانية، يحتوي العديد من هذه القاطرات البحرية على وحدات اختزال تحفيزي انتقائي وخزانات يوريا لتقليل انبعاثات أكاسيد النيتروجين، ما يُثبت وجود حلول لخفض ملوثات المواني دون استعمال أنواع وقود جديدة.

ويتوقع القطاع تشديد القيود البيئية في المواني، مع اشتراط استعمال مرشحات جسيمات الديزل للامتثال للمرحلة الخامسة من معايير الاتحاد الأوروبي، وأحدث تشريعات مجلس موارد الهواء في كاليفورنيا مثال على ما هو مقبل.

في الأسواق الإقليمية، ستتاح فرصٌ لأصحاب السفن الراغبين بالاستثمار في قاطرات فعّالة أو منخفضة الكربون.

قاطرة بحرية تعمل بالهيدروجين والبطاريات في ميناء تشينغداو بالصين
قاطرة بحرية تعمل بالهيدروجين والبطاريات في ميناء تشينغداو بالصين – الصورة من فوغل كوميونيكيشن غروب

التزويد بالوقود وشحن السفن على الأرصفة

من المتوقع أن تشجع لوائح الاتحاد الأوروبي للوقود البحري "فيول إي يو ماريتايم" ( FuelEU Maritime) المواني على الاستثمار في التزويد بالوقود وشحن السفن على الأرصفة.

وفي سنغافورة، تشجع هيئة المواني والملاحة البحرية على بناء سفن المواني التي تعمل بالطاقة الكهربائية. وتستفيد المواني من التمويل في أميركا الشمالية وأوروبا لكهربة عملياتها، ما سيؤدي إلى طلبات شراء أساطيل من القاطرات البحرية العاملة بالبطاريات الكهربائية في عامي 2025 و2026.

ودعا مُلّاك القاطرات البحرية المواني إلى إنشاء أرصفة مخصصة مزودة بمحطات شحن وتزويد بالوقود شرطًا أساسًا للاستثمار في قاطرات تعمل بالبطاريات أو الميثانول.

في عام 2025، تعاونَ المُلّاك مع المواني لإيجاد حلول لهذه التحديات.

وقد توصلت شركة سفيتزر (Svitzer) وميناء غوتنبرغ إلى أرضية مشتركة كافية لتشغيل أول قاطرة بحرية هجينة في العالم تعمل بالميثانول والبطاريات، وذلك لضمان مناولة السفن بانبعاثات منخفضة.

ويجري تجهيز وتشغيل قاطرتين هجينتين للمرافقة تعملان بالميثانول، ومن المتوقع أن تبدأ عملياتهما في منتصف عام 2026 في مقاطعة بريتيش كولومبيا الكندية.

وتُبنى أول قاطرة تعمل بالهيدروجين في اليابان، لتنضم إلى قاطرة هيدروتوج 1 التي تتخذ من ميناء أنتويرب مقرًا لها، بصفتها إحدى القاطرات البحرية الرائدة في هذا المجال.

إزاء ذلك، يلمس المُلّاك فوائد تشغيل القاطرات البحرية العاملة بالبطاريات، وسيشهد عام 2026 المزيد من طلبات شراء القاطرات البحرية لأحواض بناء السفن في الصين وتركيا وكوريا الجنوبية، وقريبًا في الهند واليابان.

ويستعد عام 2026 ليكون حاسمًا بالنسبة لعمليات السحب المحايدة كربونيًا في المواني.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق