غازتقارير الغازرئيسية

إهدار احتياطي الغاز الهندي.. تهمة قد تُكلف تعويضًا تاريخيًا

قضية تحكيم دولي قد تُحسم في منتصف 2026

حياة حسين

أصبحت شركة ريلاينس إندستريز -المملوكة للملياردير موكيش أمباني، أكبر داعم للحكومة في سوق الطاقة- مُتّهمة بإهدار احتياطي الغاز الهندي، وتطالبها الحكومة نفسها بتعويض هو الأكبر في تاريخ مثل هذه المطالبات من الشركات الخاصة.

وأوصلت الحكومة الاتّهام إلى التحكيم الدولي، ضد الشركة الهندية وشريكتها شركة النفط البريطانية (بي بي)، اللتين تعملان في المياه العميقة، وهو أول العمليات في هذه المياه.

وتتهم الحكومة الشركتين بتضييع احتياطي الغاز الهندي في حقلين في المياه العميقة، هما "دي1" و"دي3" في المربع "دي 6" بحوض "كريشنا غودافاري"، وفق 7 مصادر على معرفة بالمسألة تحدّثت لوكالة رويترز

وأشارت المصادر إلى أن القضية تُنظر في التحكيم الدولي منذ 2016، وأن آخر الاستفسارات من قبل المحكمة جرت في 7 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي (2025)، وفق تفاصيل تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وتوقّع عدد من المصادر أن تحسم محكمة التحكيم الدولي القضية في منتصف العام المقبل (2026)، حيث تحدد ما إذا كانت ستفرض على ريلاينس دفع عشرات المليارات من الدولارات التي تطالبها بها الحكومة من عدمه.

ما قصة إهدار احتياطي الغاز الهندي في المياه العميقة؟

كانت الهند ترى في حقلَي الغاز بالمربع دي 6 في المياه العميقة التي لم تجرِ فيها أيّ أنشطة من قبل، طوق نجاه يساعدها في تحقيق أمن الطاقة، ويخفض فاتورة الواردات الهائلة.

ويقع المربع في خليج البنغال قبالة جنوب ولاية أندرا برادش، وأرست الحكومة مشروع بدء استخراج الغاز من المياه العميقة على شركة ريلاينس العملاقة المستقلة، عام 2000، بعقد تقاسم الإنتاج.

وفي 2012، أعلن وزير النفط في بيان مكتوب في البرلمان، أنه قبل بدء العمل في الحقلين، قدّرت شركة ريلاينس حجم احتياطي الغاز الهندي فيهما بنحو 10.3 تريليون قدم مكعبة، قبل أن تخفض التوقعات في وقت لاحق إلى 3.1 تريليون قدم مكعبة.

لذلك تتهم الحكومة ريلاينس بتضييع معظم احتياطي الغاز في الحقلين بسبب سوء الإدارة، وتطالبها بتعويض يبلغ 30 مليار دولار.

وكانت ريلاينس قد باعت 30% من حصتها في 21 حقل نفط وغاز، متضمنةً الحقلين إلى شركة النفط البريطانية مقابل 7.2 مليار دولار في 2011.

وتحتجّ الحكومة الهندية خلال التحكيم الدولي بأن ريلاينس قدّرت الاحتياطي بأكثر من 10 تريليونات قدم مكعبة، لكنها لم تنتج سوى 20% من هذه الكمية.

وأضافت أنه على ريلاينس وبي بي دفع قيمة حصتها في عقد تقاسُم إنتاج الحقل.

وكانت شركتا ريلاينس وبي بي قد أعلنتا في فبراير/شباط 2020 أن الحقلين لم ينتجا سوى 3 تريليونات قدم مكعبة، لكنها لم تفصح عن حصة كل حقل منهما.

رئيس محلس إدارة شركة ريلاينس موكيش أمباني
رئيس محلس إدارة شركة ريلاينس موكيش أمباني - الصورة من (دنا إنديا)

استثمارات ريلاينس الأولية

كان عقد تقاسم الإنتاج بين الحكومة وريلاينس الهندية في أول حقلين للغاز في المياه العميقة الهندية، ينص على استرداد الشركة تكاليف الاستثمارات الأولية اللازمة للبنية التحتية، التي وصلت إلى ما يقارب ربع مليار دولار.

وأوضحت الحكومة في بيانات مُعلنة في وقت سابق، أن حصتها من الأرباح بلغت 10% في السنة الأولى، ويمكن أن ترتفع لاحقًا بعد استرداد التكاليف.

وأفاد مصدران بأن الحكومة، خلال جلسات التحكيم، برّرت مطالبتها بتعويض قدره 30 مليار دولار بالقول، إنها تملك أيّ غاز يُكتشف بموجب العقد، وأن سوء الإدارة أدى إلى ضياع معظم الاحتياطيات.

وزعمت الحكومة أن شركة ريلاينس أساءت إدارة الحقول باتّباعها أساليب إنتاج "مفرطة في العدوانية"، تضمنت استخراج الغاز من عدد أقل من الآبار مقارنة بالعدد المخطط له في البداية.

وأضافت الحكومة أن ريلاينس حفرت 18 بئرًا فقط، بدلًا من 31 بئرًا كما كان مخططًا، دون بنية تحتية كافية؛ ما أدى إلى إلحاق الضرر بالخزان.

في حين إن ريلاينس كانت قد أشارت إلى أنها اتّبعت القواعد، ولم تتّهمها الحكومة بارتكاب أيّ مخالفات، بدليل أن لجنة الإشراف على العمل، التي ضمت اثنين من المسؤولين الحكوميين لم يعترضا على أيّ من الإجراءات.

وأشارت إلى تراجع إنتاج الغاز في الحقل عن التوقعات بسبب مشكلات جيولوجية طبيعية، ورغم ذلك رفضت الحكومة بأثر رجعي بعض التكاليف التي تكبدتها ريلاينس.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

  1. حكومة الهند تطالب ريلاينس بـ 30 مليار دولار تعويضًا عن انخفاض إنتاج حقل للغاز (حصري)، من رويترز
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق