أنهت أكبر منصة حفر في العراق مرحلة فنية محورية داخل حقل مجنون النفطي، في إنجاز جديد يعكس تطور قدرات شركة الحفر العراقية، ودعمها خطط زيادة الإنتاج، وتعزيز كفاءة استثمار الاحتياطيات النفطية في أحد أهم الحقول العملاقة جنوب البلاد.
وبحسب بيان حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، نجحت الكوادر الفنية والهندسية في استعمال منصة الحفر الكبرى في البلاد لإنجاز بئر تقييمية إستراتيجية، ضمن برنامج متكامل يهدف إلى جمع بيانات دقيقة تدعم قرارات التطوير المستقبلية للحقل.
يأتي هذا التطور في وقت تتسارع فيه جهود العراق لتعظيم إنتاجه النفطي، من خلال الاعتماد على الإمكانات الوطنية، والاستفادة من الشراكات الفنية العالمية، بما ينسجم مع الخطط التشغيلية المعتمدة لدى شركة نفط البصرة.
ويمثّل تشغيل أكبر منصة حفر في العراق داخل حقل مجنون خطوة نوعية، تعكس انتقال قطاع الحفر إلى مراحل أكثر تقدمًا تقنيًا، مع الالتزام الصارم بمعايير السلامة والجودة، وتحقيق أهداف إستراتيجية طويلة الأمد لقطاع الطاقة.
مهمة أكبر منصة حفر في العراق
أنجزت شركة الحفر العراقية حفر البئر التقييمية "مجنون/170" بعمق بلغ 4280 مترًا، باستعمال الجهاز "IDC-57"، الذي يُعدّ أكبر منصة حفر في العراق بقدرة تصل إلى 3000 حصان، ما يعكس كفاءة تشغيلية عالية.
ونُفِّذت أعمال الحفر لصالح شركة نفط البصرة، وبالتعاون مع شركة هاليبرتون العالمية، ضمن إطار فني دقيق، التزم بالمعايير المعتمدة لمشروعات الحفر العميق، مع تطبيق متطلبات السلامة والجودة في جميع المراحل.
تهدف هذه البئر التقييمية إلى جمع وتحليل البيانات الجيولوجية والمكمنية، وتقييم الخصائص النفطية للتكوينات المنتجة، بما يتيح تحسين نماذج المكمن، وتعزيز كفاءة التخطيط لعمليات التطوير اللاحقة، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وأسهم إنجاز البئر باستعمال أكبر منصة حفر في العراق في تعزيز قاعدة البيانات الفنية لحقل مجنون النفطي العملاق، ورفع مستوى دقة التقديرات المتعلقة بالاحتياطيات، الأمر الذي يدعم قرارات زيادة الإنتاج المستدامة.
ويُعدّ هذا الإنجاز محطة محورية ضمن برنامج التقييم الحقلي، إذ ينعكس مباشرةً على تحسين استثمار الموارد النفطية، وتحقيق الاستغلال الأمثل للمكامن، بما يخدم إستراتيجية العراق النفطية على المديين المتوسط والبعيد.

معلومات عن حقل مجنون النفطي
حقل مجنون النفطي واحد من أكبر الحقول النفطية في العالم، وما يزال يحافظ على مكانته الإستراتيجية في العراق، مدعومًا باحتياطيات ضخمة، وجهود حكومية متواصلة لتطويره وزيادة طاقته الإنتاجية.
شهد الحقل خلال السنوات الأخيرة أعمال توسعة مهمة، من بينها افتتاح مشروع حقن الماء التجريبي، ومشروع محطة عزل الغاز الثانية في مايو/أيار 2023، ضمن خطة شاملة لتحسين الأداء التشغيلي.
ويعود اكتشاف حقل مجنون إلى عام 1975، عندما اكتشفته شركة بتروبراس البرازيلية في تكوينات من أعلى الطباشيري، وبدأت فورًا أعمال تطوير استمرت خمس سنوات، قبل أن تتوقف لاحقًا بسبب الظروف السياسية.

وبحلول عام 1980، توقفت أعمال التطوير بالكامل مع اندلاع الحرب العراقية الإيرانية، وكانت المشروعات آنذاك في مرحلة الإنشاءات الهندسية بمنطقة خيبر، ضمن مشروع الحقل العملاق، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وتتباين التقديرات الرسمية لاحتياطيات حقل مجنون، إذ تشير وزارة النفط العراقية إلى نحو 38 مليار برميل، في حين قدّرت شركة نفط البصرة الاحتياطيات بنحو 25 مليار برميل، ما يبرز أهمية التقييمات الفنية المستمرة.
ومع ذلك، صرّح مدير حقل مجنون النفطي ضياء شاكر في مايو/أيار من عام 2023، بأن الحقل يحتوي على 58 مليار برميل من النفط الخام، و38 تريليون قدم مكعبة من الغاز، وهي كميات أظهرتها عمليات مسح زلزالي أُجريَت حينها.
موضوعات متعلقة..
- تدشين أكبر جهاز حفر في العراق بحقل مجنون النفطي
- حقل مجنون النفطي العراقي يشهد إضافة بئر جديدة بوقت قياسي
اقرأ أيضًا..
- قطاع الطاقة الروسي.. تكيف متواصل مع العقوبات والضغوط الجيوسياسية (مقال)
- حصة الطاقة المتجددة في سلطنة عمان 2025 تقترب من 10%
- سوق الفحم في 2025.. مفارقة الطلب القياسي وتراجع التجارة العالمية





