مصر تطلق مشروع طاقة شمسية مهمًا في جيبوتي
أطلقت مصر مشروع طاقة شمسية جديدًا في جيبوتي، ضمن تحركات إقليمية تستهدف دعم التحول إلى الطاقة النظيفة وتعزيز التعاون الأفريقي، في خطوة تعكس توجهًا عمليًا نحو تنفيذ مشروعات تنموية ذات أثر مباشر في المجتمعات المحلية.
وبحسب بيان حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فقد افتُتحت، اليوم السبت 27 ديسمبر/كانون الأول 2025، محطة الطاقة الشمسية بقرية عمر كجع في منطقة عرتا، خلال زيارة رسمية رفيعة المستوى لنائب رئيس الوزراء وزير الصناعة الفريق كامل الوزير إلى جيبوتي.
ويأتي المشروع في توقيت يشهد اهتمامًا متزايدًا بالطاقة المتجددة، مع تصاعد الحاجة إلى حلول مستدامة للكهرباء في المناطق البعيدة عن الشبكات الوطنية، خاصة في الدول التي تواجه تحديات جغرافية وبنيوية معقّدة.
ويمثّل هذا التحرك امتدادًا لرؤية مصر القائمة على دعم التنمية المستدامة في أفريقيا، عبر مشروعات عملية تركز على نقل الخبرات وبناء القدرات، مع إيلاء أولوية واضحة لقطاعات الطاقة والبنية الأساسية.
التعاون بين مصر وجيبوتي
قال نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل الفريق كامل الوزير، إن افتتاح المحطة يعكس إرادة سياسية مشتركة لتعزيز التعاون التنفيذي، مؤكدًا أن المشروع يتجاوز كونه منشأة كهرباء إلى كونه ركيزة لتحسين جودة الحياة المحلية.
وأضاف الوزير أن المحطة تُجسّد رؤية تقوم على دعم الاقتصاد الأخضر، من خلال تعزيز الاعتماد على مصادر نظيفة، بما ينسجم مع أهداف التنمية المستدامة، ويُسهم في دعم الأنشطة الاقتصادية وخلق بيئة تنموية أكثر استقرارًا.
وأوضح أن المشروع يأتي ضمن توجه ثابت لدعم الدول الأفريقية عبر مشروعات بنية أساسية قابلة للتنفيذ، تركّز على الأثر المباشر للمواطنين، مع الاعتماد على الخبرات الفنية المتراكمة لدى مصر في مجالات الطاقة المتجددة.

وأشار المسؤول المصري إلى أن التعاون يعكس رؤية إستراتيجية شاملة لأمن منطقة البحر الأحمر والقرن الأفريقي وتنميتها، مؤكدًا أن هذه المنطقة تمثّل مصلحة مشتركة تتطلّب تكامل الجهود التنموية والاستثمارية طويلة الأجل.
وأكد أن المرحلة المقبلة ستشهد توسعًا في مشروعات الطاقة الجديدة، مع تهيئة المناخ لمشاركة الشركات المنفذة في مشروعات إضافية، بما يعزّز نقل التكنولوجيا وبناء الكفاءات المحلية بصورة مستدامة.
ولفت إلى أن المشروع يُجسّد تكاملًا مؤسسيًا بين جهات فنية وتنفيذية، في إطار شراكات تقوم على المنفعة المتبادلة والاحترام، بما يدعم مسارات التنمية الإقليمية ويعزّز الثقة بين الشركاء، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
شراكة تنفيذية بين مصر وجيبوتي
قال وزير الطاقة والموارد الطبيعية الجيبوتي، يونس علي جيدي، إن المحطة الكهروضوئية بقدرة 300 كيلوواط، والمزوّدة بنظام تخزين، تمثّل أكبر منشأة شمسية في الوسط الريفي، وتُسهم في كهربة قرى بعيدة عن الشبكة الوطنية.
وأضاف أن المشروع نُفّذ خلال فترة زمنية قياسية، مع الاعتماد على تقنيات حديثة للمتابعة والتشغيل عن بُعد، مؤكدًا أن ذلك يعكس جودة التنفيذ والتخطيط الفنييْن المتقدمَيْن، بحسب التصريحات التي تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وأوضح الوزير الجيبوتي أن التمويل والدعم الفني يعكسان متانة العلاقات الثنائية، مشيرًا إلى أن التعاون مع مصر أتاح تنفيذ بنية تحتية نوعية تُلبي احتياجات المجتمعات الريفية بصورة مستدامة.
وأكد أن المحطة تُعدّ ثمرة شراكة إستراتيجية طويلة الأمد بين كل من مصر وجيبوتي، داعيًا إلى استنساخ التجربة في مناطق أخرى، ضمن برنامج وطني واسع لكهربة القرى وتعزيز الاعتماد على الطاقة المتجددة.
وأشار يونس علي جيدي إلى أن المشروع يندرج ضمن سياسة وطنية للطاقة تستهدف تنويع المزيج الكهربائي، وتقليل الاعتماد على الوقود التقليدي، بما يرفع كفاءة الإمدادات ويعزّز الاستقرار الطاقي.
وبيّن أن الشراكة التنفيذية، التي شاركت فيها جهات تمويل وتنفيذ متعددة، تمثّل نموذجًا ناجحًا للتعاون التنموي، وتفتح المجال لمشروعات إضافية تدعم التكامل الاقتصادي مع مصر.
موضوعات متعلقة..
- جيبوتي تخطط لإنشاء مركز للطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر
- جيبوتي تستعين بالخبرات المصرية في تطوير صناعة النفط والغاز
- فرصة ذهبية أمام جيبوتي لتصبح موردًا عالميًا للهيدروجين الأخضر
اقرأ أيضًا..
- تغير المناخ يفجر أزمة شوكولاتة عالمية.. ونبات بديل قد ينهي المعضلة
- قطاع الطاقة السعودي في 2025.. عام استثنائي للكهرباء المتجددة والغاز
- محطة هيدروجين أخضر "صمام أمان" لشبكة الكهرباء.. إنجاز غير مسبوق عالميًا
المصدر..





