التقاريرتقارير الغازرئيسيةغاز

مشغلو محطات الغاز المسال يتبنّون تقنيات حديثة.. الإمارات نموذجًا (تقرير)

نوار صبح

يولي مشغّلو محطات الغاز المسال الأولوية للسلامة التشغيلية والمسؤولية البيئية، ولذلك يلجؤون إلى استعمل التقنيات الحديثة والحلول الذكية لتحقيق هذه الغاية وسط تنافس الشركات المصنّعة على طرح أفضل الابتكارات في السوق.

ونتيجة لتطور مشهد الطاقة العالمي، أصبحت المرونة والاستدامة من أهمّ سمات التحول إلى مستقبل منخفض الكربون، وهو ما يشمل سلسلة قيمة الغاز المسال، بحسب مقال طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وتُعدّ إدارة غاز التبخر، الناتج عن تسرب الحرارة في أثناء تخزين ونقل الغاز المسال، أمرًا بالغ الأهمية لضمان السلامة، وتقليل فقد المنتج، وخفض الانبعاثات في محطات الغاز المسال.

وقد ازداد التركيز، لا سيما في السنوات الأخيرة، على إدارة غاز التبخر بكفاءة، حيث يولي مشغّلو الغاز المسال الأولوية لكلٍّ من السلامة التشغيلية والمسؤولية البيئية.

محطات الغاز المسال المبكرة

قال نائب الرئيس الأول لقسم ضغط الغاز لدى شركة سيمنس إنرجي الألمانية (Siemens Energy)، ماركوس بروشر: "كانت محطات الغاز المسال المبكرة، التي اعتمدت على ضواغط التبريد التي تعمل بتوربينات البخار، تتعامل مع غاز التبخر في المقام الأول بصفته منتجًا ثانويًا يُستهلك في الغلايات لتوليد البخار".

نائب الرئيس الأول لقسم ضغط الغاز لدى شركة سيمنس إنرجي الألمانية، ماركوس بروشر
نائب الرئيس الأول لقسم ضغط الغاز لدى شركة سيمنس إنرجي الألمانية، ماركوس بروشر – الصورة من لينكد إن

وأضاف بروشر: "كانت السلامة هي الأولوية، وقد حظيت كفاءة الطاقة وخفض الانبعاثات باهتمام أقل من المتوقع، ومع تزايد الطلب العالمي على الطاقة، ازدادت الحاجة إلى حلول أكثر ذكاءً".

بالمثل، أحدث التحول إلى وحدات التبريد الرئيسة التي تعمل بتوربينات الغاز في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي نقلة نوعية في إستراتيجيات التعامل مع غاز التبخر.

بدورها، تتطلب توربينات الغاز إمدادًا مستمرًا بالوقود، ولذلك كان استعمال غاز التبخر خيارًا مثاليًا.

وأشار ماركوس بروشر إلى أن شركة سيمنس إنرجي طرحت ضواغط طرد مركزي لاستعادة البخار من خزانات الغاز المسال وتوصيله بالضغط المناسب للاحتراق، ما عزّز الكفاءة وقلل من حرق الغاز، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

ومع إدخال وحدات التبريد الكهربائية بالكامل لخطوط إنتاج الغاز المسال الاصطناعي، تستعمل منشآت الغاز المسال الاصطناعي الحديثة عادةً ضواغط غاز التبخر عالية الضغط لالتقاط هذا الغاز.

بعد ذلك، يُعاد تسييله في المبادل الحراري الرئيس المبرد، ويؤدي هذا إلى انخفاض الانبعاثات وزيادة استخلاص الغاز إلى أقصى حدّ، ما يُسهم في تحقيق الأهداف البيئية وخفض التكاليف.

تصميم ضواغط غاز التبخر لمحطات الغاز المسال الحديثة

قال نائب الرئيس الأول لقسم ضغط الغاز لدى شركة سيمنس إنرجي الألمانية، ماركوس بروشر: "يُعدّ تصميم هذه الضواغط مهمة بالغة الصعوبة، إذ يجب أن تتحمل درجات حرارة قصوى، تتراوح بين ناقص 160 درجة مئوية وزائد 240 درجة مئوية".

وأضاف: "يُمثّل ضغط غاز التبخر تحديات فريدة من نوعها في الديناميكا الحرارية والميكانيكية والمواد، وهي تحديات لا تُرى عادةً في تطبيقات النفط والغاز الأخرى".

ويستعمل مهندسو شركة سيمنس إنرجي مواد متخصصة وتصاميم ذكية لضمان التشغيل الموثوق.

وأوضح ماركوس بروشر أن معدلات توليد غاز التبخر ليست ثابتة دائمًا في أثناء بدء التشغيل أو تحميل السفن، فقد ترتفع أو تنخفض بسرعة.

لذا، يجب أن تكون الضواغط مرنة، ومستقرة عند التدفقات المنخفضة، وقابلة للتكيف مع الظروف المتغيرة، وتُعدّ إستراتيجيات التحكم القوية والتكوينات المرنة أساسية في هذا الصدد.

وقد طورت شركة سيمنس إنرجي العديد من الابتكارات، بما في ذلك تقنيات المواد المبردة المتخصصة وترتيبات الضواغط الفريدة، بالإضافة إلى ميزات تصميم جديدة لضمان موثوقية الضواغط خلال التشغيل.

نتائج ملموسة وتأثير حقيقي

ركّبت شركة سيمنس إنرجي بتركيب أكثر من 240 ضاغط طرد مركزي أحادي المحور لغازات التبخر، وأكثر من 100 ضاغط ترددي لغازات التبخر، في منشآت إنتاج الغاز المسال ومحطات التصدير والاستيراد حول العالم.

وتتراوح قدرة ضواغط سيمنس إنرجي المبردة من 1.5 ميغاواط إلى 33 ميغاواط، وتتحمل درجات حرارة تصميمية أقل من -190 درجة مئوية، وتصل ضغوط تصريفها إلى أكثر من 75 بار، معظمها مزود بريش توجيه متحركة للتحكم الدقيق في السعة.

وقال نائب الرئيس الأول لقسم ضغط الغاز لدى شركة سيمنس إنرجي الألمانية، ماركوس بروشر: "تشمل خبرة الشركة المنشآت البرية والبحرية، بما في ذلك منشآت الغاز المسال العائمة، التي تعمل بمصادر طاقة متنوعة، من الغاز الطبيعي إلى الطاقة الكهرومائية والنووية".

في معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول (أديبك)، نشرت سيمنس إنرجي الدروس المستفادة من مشروعات واقعية، مثل محطة الرويس للغاز المسال في أبوظبي، ومشروع وودفايبر للغاز المسال الاصطناعي في كندا.

ضواغط تبريد الغاز المسال من شركة سيمنس إنرجي
ضواغط تبريد الغاز المسال من شركة سيمنس إنرجي – الصورة من إنرجي كونكتس

بناء مستقبل مستدام ومرن للغاز المسال

أشار نائب الرئيس الأول لقسم ضغط الغاز لدى شركة سيمنس إنرجي الألمانية، ماركوس بروشر، إلى أن تحسين ضغط غاز التبخر يُسهم في جعل محطات الغاز المسال أكثر أمانًا ونظافة ومرونة.

ومن خلال استخلاص كل قطرة من الغاز وإعادة استعمالها، تساعد الشركة القطاع في تحقيق أهداف بيئية طموحة والتكيف مع احتياجات الطاقة المتغيرة.

ومع استمرار نمو قطاع الغاز المسال، ستكون الحلول الذكية والمبتكرة لإدارة غاز التبخر أساسيةً لمستقبل مستدام.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق