سعة سوق توربينات الرياح العالمية تلامس 935 غيغاواط بحلول 2030 (تقرير)

تواصل سوق توربينات الرياح العالية انتعاشتها مع تنامي الطلب على حلول الطاقة المتجددة عالميًا تحقيقًا لهدف الحياد الكربوني.

وأدت التعهدات بتحقيق أهداف إزالة الانبعاثات عالميًا إلى تسارع نشر أنظمة الطاقة النظيفة مثل مزارع الرياح البحرية؛ ما نتجت عنه زيادة في الطلب على التوربينات وأنظمة الدعم لتشغيلها وصيانتها.

وارتكز النمو في سوق توربينات الرياح العالمية -أساسًا- على المصنعين الصينيين الذين تسارعت تركيباتهم المحلية، بريًا وبحريًا، وفق متابعات منصة الطاقة المتخصصة.

وفي عام 2024 ارتفعت سعة طاقة الرياح في الصين بواقع 80 غيغاواط لتلامس إجمالي السعة في البلد الآسيوي 520 غيغاواط، كما فاجأت بكين العالم عندما حققت مستهدفها من قدرات طاقة الشمس والرياح بحلول عام 2030، والبالغ 1.2 تيراواط، قبل 6 سنوات من موعده.

مراحل نمو قوية

تدخل سوق توربينات الرياح أقوى مراحل نموها حتى الآن، بدعمٍ من تسارع أهداف الحياد الكربوني الوطنية، واحتياجات أمن الطاقة والإستراتيجيات الصناعية طويلة الأجل، وفق تقرير نشرته شركة تحليل البيانات "غلوبال داتا".

ومن المتوقع أن تبلغ سعة التركيبات في سوق توربينات الرياح 934.6 غيغاواط بحلول عام 2030، وفق التقرير الذي طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وحسب تقرير بحثي منفصل نشرته شركة أبحاث السوق ماركيتس أند ماركيتس (Markets and Markets)، يُتوقع نمو صناعة توربينات الرياح بنسبة 51% في غضون 5 أعوام.

ومن الممكن أن تقفز القيمة السوقية للصناعة إلى 45 مليار جنيه إسترليني (61 مليار دولار)، من قيمتها الحالية البالغة 30 مليار إسترليني (40 مليار دولار)، بحلول نعام 2030.

*(الجنيه الإسترليني = 1.35 دولارًا أميركيًا).

التوزيع الجغرافي

تتوزع حصص سوق توربينات الرياح العالمية جغرافيًا على النحو التالي:

• آسيا والمحيط الهادئ

تستأثر منطقة آسيا والمحيط الهادئ بنصيب الأسد من الحصة السوقية في توربينات الرياح عالميًا؛ إذ تستحوذ على أكبر حصة من التركيبات السنوية وتمتلك معظم قدرات التصنيع المتطورة للتوربينات والمكونات والتقنيات البحرية.

وتأتي هيمنة منطقة آسيا والمحيط الهادئ مدعومةً بعوامل عدة مثل التطوير الموسع الذي تشهده الصين في توربينات الرياح البرية والبحرية، وتسارع وتيرة تصنيع التوربينات المحلية في الهند إلى جانب الخطط التوسعية التي تقودها المزادات ومشروعات طاقة الرياح البحرية الناشئة في اليابان وأستراليا.

• أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا

تمثل أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا ثاني أكبر سوق توربينات رياح عالميًا. وتُعد أوروبا بمثابة ركيزة إقليمية بدعمٍ من تفويضات المناخ الملزِمة بموجب الصفقة الخضراء في الاتحاد الأوروبي، و"توجيه الطاقة المتجددة 3" إلى جانب المسار الصعودي الذي تمضي فيه مشروعات طاقة الرياح البحرية بقيادة دول في بحر الشمال.

• الأميركيتان

تحل أميركا الشمالية والجنوبية ثالثًا عالميًا من حيث الحصة السوقية لتوربينات الرياح بقيادة الولايات المتحدة الأميركية التي حفز فيها قانون خفض التضخم استعمال الطاقة النظيفة وتطوير سلسلة إمدادات طاقة رياح بحرية ناشئة.

• الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

تطور منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مشروعات طاقة متجددة على مستوى المرافق عبر عمليات شراء توربينات رياح تقودها الحكومة ومبادرات إزالة الكربون.

في الوقت نفسه تستغل مناطق معينة في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى إمكانات طاقة الرياح تدريجيًا بمساعدة مبادرات التمويل الإقليمية والعالمية.

الشركات المهيمنة

تنحصر الهيمنة على الحصة السوقية بشكل متزايد بين مصنعي توربينات الرياح الكبار في الصين، بدعمٍ من انخفاض تكلفة التصنيع ومعدلات نشر التوربينات التي لا تُقارَن بنظيراتها في أي مكان آخر حول العالم.

في الوقت ذاته، تحافظ شركات تصنيع توربينات الرياح الأوروبية والأميركية على قدراتها التنافسية بفضل التقنيات البحرية المتقدمة، والتحسن الرقمي، ومجموعة الخدمات المتكاملة التي تقدمها.

وتُحدِث التوجهات الحالية، مثل رفع كفاءة التوربينات، ودمج المشروعات الهجينة، وتوطين سلاسل الإمدادات، تحولاً جذريًا في كيفية ومكان إنتاج ونشر توربينات الرياح.

وتقف سوق توربينات الرياح العالمية على أعتاب مرحلة جديدة من النمو المتسارع، بدعمٍ من التزامات الطاقة النظيفة والتطورات التقنية السريعة والنظم البيئية التصنيعية الأكثر مرونة.

إلى جانب ذلك، تدخل سوق توربينات الرياح أكثر مراحلها التنافسية والتحولية حتى الآن مع قيادة المصنعين الصينيين إضافات السعة العالمية، وأيضًا مع قيادة الشركات الغربية طفرات الإبداع في منصات التوربينات البحرية والرقمية.

وفي ضوء تنامي اعتماد الدول على طاقة الرياح لتحقيق أهداف المناخ وضمان استقلال الطاقة على المدى الطويل، يُتوقع أن تنمو سوق توربينات الرياح العالمية بشكل كبير خلال السنوات المقبلة؛ ما يعزز دور طاقة الرياح بوصفها حجر الزاوية في مستقبل الطاقة المتجددة في العالم.

موضوعات متعلقة..

• صدارة سوق توربينات الرياح العالمية في قبضة شركة صينية
• صناعة توربينات الرياح الغربية.. كيف منحت الصين فرصة المزاحمة عالميًا؟
• سيمنس إنرجي تخسر 5 مليارات دولار بعد أزمة عيوب توربينات الرياح

اقرأ أيضًا..

• تغير المناخ يفجر أزمة شوكولاتة عالمية.. ونبات بديل قد ينهي المعضلة
• قطاع الطاقة السعودي في 2025.. عام استثنائي للكهرباء المتجددة والغاز
• محطة هيدروجين أخضر "صمام أمان" لشبكة الكهرباء.. إنجاز غير مسبوق عالميًا

المصادر:
1.سعة سوق توربينات الرياح العالمية من "غلوبال داتا".
2.قيمة سوق توربينات الرياح بحلول عام 2030 من "4 سي اوفشور" نقلًا عن "ماركيتس أند ماركيتس".