مشروع نيوم للهيدروجين الأخضر في السعودية يقترب من الإنجاز
الأكبر من نوعه عالميًا
ياسر نصر
يقترب مشروع نيوم للهيدروجين الأخضر في السعودية من مرحلة الإنجاز النهائي، بما يرسّخ مكانته بوصفه أحد أضخم وأهم مشروعات الطاقة النظيفة في العالم، ويعكس طموح المملكة لقيادة تحول الطاقة عالميًا.
وكشفت شركة نيوم للهيدروجين الأخضر -وفق بيان حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)- أن المشروع يسير وفق الجدول الزمني المخطط له، إذ بلغت نسبة إنجاز أعمال التشييد والبناء نحو 90% في جميع المواقع.
وتُعزز نِسب الإنجاز التوقعات ببدء التشغيل التجاري للمشروع خلال المدة المقبلة، بما يدعم خطط تصدير الهيدروجين ومشتقاته من السعودية إلى الأسواق العالمية.
ويستهدف المشروع إنشاء أكبر مصنع في العالم لإنتاج الهيدروجين الأخضر اعتمادًا على الطاقة المتجددة بنسبة 100%، ليكون نموذجًا رائدًا لإنتاج الهيدروجين على نطاق واسع وبتكلفة تنافسية، بما يسهم في إزالة الكربون من القطاعات الصناعية والنقل الثقيلة التي يصعب خفض انبعاثاتها بالاعتماد على الكهرباء المباشرة فقط.
إنتاج الهيدروجين الأخضر الخالي من الكربون
يمثّل مشروع نيوم للهيدروجين الأخضر أحد الأعمدة الأساسية في مسار تحول الطاقة عالميًا، إذ يعتمد على مزيج ضخم من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح لتشغيل وحدات التحليل الكهربائي، لإنتاج الهيدروجين الأخضر الخالي من الكربون، قبل تحويله إلى أمونيا خضراء لتسهيل عمليات النقل والتصدير.
وتشير تقديرات منصة الطاقة إلى أن المشروع، عند اكتماله، سيكون قادرًا على إنتاج 600 طن يوميًا من الهيدروجين في شكل أمونيا خضراء، ما يضع السعودية في موقع متقدم ضمن الدول الرائدة عالميًا في هذا القطاع الناشئ، ويمنحها ميزة تنافسية في أسواق الوقود النظيف المستقبلية.

وتُعدّ شركة إير برودكتس الأميركية المشتري الوحيد لما يصل إلى 1.2 مليون طن سنويًا من الأمونيا الخضراء؛ إذ وقّعت اتفاقية شراء لمدّة 30 عامًا مع شركة نيوم للهيدروجين الأخضر، ما يسمح بتحويل إنتاجها من الهيدروجين إلى أمونيا، لتسهيل نقله وتوزيعه إلى الأسواق العالمية.
ومن المقرر الانتهاء من مواقع توليد الطاقة الشمسية وطاقة الرياح بقدرة 4 غيغاواط بحلول منتصف عام 2026، مع توقُّع توافر أول شحنة من الأمونيا في عام 2027.
خزانات الهيدروجين في مشروع نيوم
يبلغ طول كل خزان من خزانات الهيدروجين في مشروع نيوم 79 مترًا، وتصل سعته إلى نحو 5.5 أطنان من غاز الهيدروجين.
ورُكِّب 22 خزانًا عالي السعة -حتى الآن- في خطوة تهدف إلى ضمان استقرار الإنتاج اليومي، ودعم توفير إمدادات موثوقة من الأمونيا الخضراء للأسواق العالمية.
وتُعدّ هذه البنية التحتية المتقدمة عاملًا حاسمًا في تعزيز موثوقية المشروع، لا سيما أن التخزين يمثّل أحد أكبر التحديات التقنية المرتبطة بسلاسل إمداد الهيدروجين، سواء من حيث السلامة أو الكفاءة التشغيلية.

ويتماشى مشروع نيوم للهيدروجين الأخضر مباشرةً مع رؤية السعودية 2030، التي تستهدف تنويع مزيج الطاقة، وتعزيز الاستثمارات في التقنيات النظيفة.
كما يدعم المشروع مبادرة السعودية الخضراء، الرامية إلى خفض الانبعاثات الكربونية والإسهام الفاعل في الجهود الدولية لمكافحة تغير المناخ.
ومن خلال مشروع نيوم للهيدروجين الأخضر، لا تكتفي المملكة بدور المنتج التقليدي للطاقة، بل تتجه بقوة إلى أداء دور محوري في تشكيل أسواق الطاقة المستقبلية، ولا سيما مع تزايد الطلب العالمي المتوقع على الهيدروجين الأخضر في الصناعات الثقيلة، والنقل البحري، والطيران، وإنتاج الأسمدة.
موضوعات متعلقة..
- مشروع نيوم للهيدروجين في السعودية يشهد صفقة شراء ضخمة
- مشروع نيوم للهيدروجين الأخضر يجتذب الشركات المصرية
اقرأ أيضًا..
- قطاع الطاقة المتجددة في 2025.. عام التقدم البطيء وخفض التوقعات
- تأجيل تطوير حقل غاز مهم لمدّة عام.. وتكلفته ترتفع 25%
- محطات تغير المناخ في 2025.. تحولات تاريخية والجفاف يضرب دولًا عربية





