قدرة إسالة الغاز في أميركا ترتفع 24 مليون طن سنويًا.. وهذه توقعات 2030
وحدة أبحاث الطاقة - رجب عز الدين

- قدرة إسالة الغاز الأميركية العاملة ارتفعت إلى 116 مليون طن سنويًا بنهاية 2025.
- توقعات بدخول 105 ملايين طن سنويًا إلى القدرة الأميركية العاملة بين 2026 و2030.
- إدارة ترمب رفعت كل القيود المفروضة على صادرات الغاز المسال وتشجع المطورين.
- حوضا هاينزفيل وبرميان أكبر الأحواض المغذية لمشروعات إسالة الغاز الأميركية.
- مشروعات الإسالة الجديدة تدفع الموجة الثالثة من توسعة شبكة خطوط الأنابيب الأميركية.
انتعشت قدرة إسالة الغاز في أميركا خلال عام 2025، مدفوعةً بدعم سياسي قوي من إدارة الرئيس دونالد ترمب الذي عاد إلى البيت الأبيض بأجندة مشجعة جدًا لمشروعات النفط والغاز.
وأظهرت بيانات تحليل حديث -اطلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة- ارتفاع طاقة تسييل الغاز في الولايات المتحدة بمقدار 24 مليون طن سنويًا خلال عام 2025.
وجاء ارتفاع قدرة إسالة الغاز في أميركا خلال 2025، بعد تشغيل المرحلتين الأولى والثانية من مشروع بلاكمينز للغاز المسال بولاية لويزيانا، وأول وحدتين من المرحلة الثالثة من مشروع كوربوس كريستي بولاية تكساس.
وأسهم تشغيل هذه الوحدات في ارتفاع إجمالي قدرة إسالة الغاز الأميركية إلى 116 مليون طن سنويًا بنهاية عام 2025، ما يشكل 22% من السعة العالمية، بحسب التحليل المنشور على موقع منتدى الدول المصدرة للغاز.
تحولات سياسات الغاز المسال بين بايدن وترمب
بدأت الولايات المتحدة تصدير الغاز المسال في عام 2016، ثم توسعت طاقة الإنتاج تدريجيًا حتى أصبحت أكبر مصدر له عالميًا منذ عام 2023، متفوقةً على قطر وأستراليا.
وكانت مشروعات الغاز المسال قد واجهت قيودًا في عام 2024، بعد قرار الرئيس السابق جو بايدن وقف تراخيص التصدير إلى الدول غير الموقعة على اتفاقيات التجارة الحرة مع الولايات المتحدة.
وأدى ذلك إلى تباطؤ زخم السوق، وعدم وصول أى مشروعات جديدة للغاز المسال إلى مرحلة اتخاذ قرار الاستثمار النهائي عام 2024.
ولم يستمر التضييق طويلًا؛ فمع عودة دونالد ترمب للبيت الأبيض مجددًا، أصدر أمرًا تنفيذيًا فوريًا تحت عنوان "إطلاق العنان للطاقة الأميركية" تضمن استئناف منح التراخيص لمشروعات تصدير الغاز المسال، في أول يوم لتوليه المسؤولية (20 يناير/كانون الثاني 2025).
ووجه الرئيس وزير الطاقة إلى إعطاء الأولوية للفوائد الاقتصادية المحلية، وخلق فرص العمل، وتلبية احتياجات أمن الطاقة لحلفاء الولايات المتحدة وشركائها.
وأعقب التغيير في السياسات، تسارع النشاط الاستثماري بصورة ملحوظة، إذ وصلت 7 مشروعات أميركية للغاز المسال بقدرة إنتاجية 62 مليون طن سنويًا إلى قرار الاستثمار النهائي بين يناير/كانون الثاني ونوفمبر/تشرين الثاني 2025.
توقعات قدرة إسالة الغاز في أميركا
تخطط إدارة ترمب لتوسعة قدرة إسالة الغاز في أميركا للحفاظ على مكانتها العالمية، عبر تشجيع المطورين على الاستثمار في القطاع.
وبحسب بيانات منتدى الدول المصدرة للغاز، بلغت قدرة مشروعات الإسالة تحت التطوير في الولايات المتحدة 105 ملايين طن سنويًا، ومن المتوقع تشغيلها بين عامي 2026 إلى 2030.
وإذا اكتملت هذه المشروعات؛ فمن المتوقع أن ترتفع قدرة تصدير الغاز المسال الأميركية إلى 221 مليون طن سنويًا بحلول نهاية العقد، ما سيضمن بقاءها على عرش أكبر المصدرين.
كما يتوقع أن تكون الولايات المتجدة المساهم الأكبر في الفائض المحتمل بسوق الغاز المسال العالمية على المدى المتوسط، مع استحواذها وحدها على 43% من إجمالي الطاقة الإنتاجية الجديدة التي ستدخل حيز التشغيل بين 2026 و2030 والمقدرة بنحو 240 مليون طن سنويًا.
ويرصد الرسم التالي -أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- أكبر محطات تصدير الغاز المسال المقترحة وقيد الإنشاء في العالم حتى عام 2024:

إضافة إلى ذلك، هناك مشروعات إنتاجية أخرى مخطط لها في الولايات المتحدة بقدرة 109 ملايين طن سنويًا، وحصلت بالفعل على موافقة لجنة تنظيم الطاقة الفيدرالية (FERC)، ومن المتوقع اتخاذ قرارات الاستثمار النهائية بشأنها قريبًا.
وتتوزع القدرة على 11 مشروعًا مقترحًا لإنشاء محطات إسالة جديدة أو توسيع محطات قائمة، وكلها تقع على ساحل خليج أميركا (خليج المكسيك سابقًا)، باستثناء مشروع في ألاسكا وهو الوحيد الأكبر حجمًا من بين المشروعات المقترحة.
توقعات إنتاج الغاز وخطوط الأنابيب 2030
تتركّز أكثر من 90% من قدرة إسالة الغاز في أميركا (العاملة وتحت التطوير والمخطط لها) في منطقة جنوب وسط الولايات المتحدة وتحديدًا في تكساس ولويزيانا وميسيسيبي.
ويعكس التركّز الزيادة السريعة في إنتاج الغاز الطبيعي في المنطقة، ولا سيما من حوضي هاينزفيل وبرميان الواقعين جنوب وسط الولايات المتحدة، وهما المورد الرئيس للغاز المغذي لمحطات التسييل.
وتتوقع شركة أبحاث ريستاد إنرجي ارتفاع إنتاج الغاز في الولايات المتحدة من 1.06 تريليون متر مكعب في 2024، إلى 1.3 تريليون متر مكعب في عام 2030.
كما يتوقّع ارتفاع الإنتاج السنوي في حوضي هاينزفيل وبرميان بمقدار 87 مليار متر مكعب، و64 مليار متر مكعب على التوالي خلال هذه المدة، مع ذهاب جزء كبير منها إلى مشروعات الإسالة الجديدة.
وسيواكب النمو توسعًا على الجانب الآخر في شبكة خطوط نقل وتوزيع الغاز لتلبية متطلبات الاستهلاك المحلي ومراكز البيانات، ومحطات الإسالة التي تعتمد على سحب الغاز من الأنابيب وإعادة تسييله وتفريغه في السفن للنقل.

وشهدت خطوط أنابيب الغاز موجة توسع كبيرة خلال المدة من 2008 إلى 2011، بدعم ثورة الغاز الصخري؛ ما أدى إلى زيادة كبيرة في الإنتاج والاستهلاك المحلي للغاز.
بينما كانت مشروعات الغاز المسال، المحرك الرئيس للموجة الثانية من توسعة شبكة الأنابيب الأميركية بين عام 2017 و2021، ومن المتوقع أن تستمر في دفع الموجة الثالثة التي بدأت في 2024 ويتوقع أن تصل إلى ذروتها عام 2026، مع تشغيل خطوط بقدرة نقل تصل إلى 200 مليار متر مكعب سنويًا.
وستتركز التوسعات في منطقة جنوب وسط الولايات المتحدة، وغالبها سيكون مخصصًا لنقل الغاز المغذي إلى محطات إسالة الغاز العاملة في المنطقة.
موضوعات متعلقة..
- محطات إسالة الغاز في أميركا.. معلومات وأرقام
- صادرات الغاز المسال الأميركية ترتفع 27%.. ومصر تقترب من صدارة المستوردين
- صادرات الغاز المسال الأميركية ستنمو حتى 2026.. وهذه سيناريوهات المشروعات الجديدة
اقرأ أيضًا..
- سوريا تطرح 500 ألف برميل نفط للبيع.. ما السبب؟
- لماذا انخفضت أسعار النفط تحت 60 دولارًا للبرميل؟ (تحليل)
- أبرز 10 أبحاث عربية في قطاع الطاقة خلال 2025 (صور)
المصدر:





