رئيسيةتقارير الطاقة المتجددةطاقة متجددة

طاقة الرياح البحرية في أوروبا تترقب مزاد بولندا.. هل تتجاوز الفشل؟

تترقب سوق طاقة الرياح البحرية في أوروبا لحظة حاسمة مع إطلاق بولندا لأول مزاد تنافسي، في خطوة تشكّل اختبارًا مركزيًا لانتعاش قطاع تعرَّضَ لسلسلة من الانتكاسات في الأشهر الماضية.

وأعلنت بولندا اليوم الأربعاء 17 ديسمبر/كانون الأول (2025) طرح مزاد تنافسي لطاقة الرياح البحرية لمنح عقود لمدة 25 عامًا بأسعار ثابتة للطاقة تتراوح بين 135 و143 دولارًا لكل ميغاواط/ساعة.

يشكّل مزاد بولندا -وفق بيانات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)- محاولةً لاستقطاب مطوري مشروعات طاقة الرياح البحرية في أوروبا وخلق بيئة مستقرة للاستثمار طويل الأمد، بعد أن أدت حدود الأسعار المنخفضة ونقص تمويل البنية التحتية إلى ردع مقدّمي العطاءات.

ويُعدّ المزاد نقطة تحوّل لأن العمود الفقري لنظام الدعم يشمل ضمانات لعقود الفروق التي تحمي المستثمرين من تقلّبات الأسعار، وتمنح رؤية واضحة لعائدات المشروعات المستقبلية، وهو ما تفتقده عدّة دول أوروبية سبقت بولندا في هذا المجال.

عودة الثقة لمشروعات طاقة الرياح البحرية

يقول المحللون، إن نهج بولندا يمكن أن يضع معيارًا لكيفية استعادة الثقة في الاستثمار في طاقة الرياح البحرية بعد أن أدت معارضة الرئيس الأميركي دونالد ترمب للطاقة المتجددة إلى تجميد السوق الأميركية فعليًا.

وتكمن أهمية الخطوة في كون سوق الرياح البحرية في أوروبا شهدت في 2024 و2025 عدّة مزادات فاشلة في كل من ألمانيا والدنمارك وهولندا، إذ لم تجذب تلك المزادات عددًا كافيًا من العروض يعكس جدوى اقتصادية للمطورين.

يرجع ذلك أساسًا إلى تكاليف متصاعدة لمكونات المشروعات البحرية، كالأبراج والتوربينات والربط الشبكي، إلى جانب سقف منخفض للأسعار في نظم الدعم الحكومية، ما جعل الربحية غير واضحة في مواجهة بدائل الطاقة الأخرى.

وقالت المديرة المساعدة في بنك الإقراض الألماني "نورد إل بي" (NORD/LB)، أناستاسيا جورنيل: "إذا نجح مزاد بولندا، فسوف يظهر أن طاقة الرياح البحرية في أوروبا ليست في وضع سيئ للغاية".

مشروعات طاقة الرياح البحرية في أوروبا
مشروعات طاقة الرياح البحرية في أوروبا - الصورة من orsted

وأضافت محللة السوق في شركة إيجير إنسايتس، سيغني تيلير كريستنسن، أن خطة بولندا لمزادات الدعم توفر "رؤية طويلة الأجل" حاسمة للاستثمارات في طاقة الرياح البحرية وسلسلة التوريد الخاصة بها، مما يخفف من حالة عدم اليقين التي تعاني منها المزادات الأوروبية الأخرى.

ومن المتوقع أن يشمل المشاركين في المزاد عدّة لاعبين كبار مثل شركة الطاقة البولندية "بي جي إي" (PGE)، وشركة النفط "أورلين" (Orlen)، إلى جانب تحالف بين إكوينور (Equinor) وبولنغيرا (Polenergia).

وتشترط قواعد المزايدة التي وضعتها في بولندا لضمان المنافسة، حضور 3 مزايدين على الأقل، وتحديد الحصة القصوى لأيّ فائز بما لا يزيد على 90% من السعة المطروحة التي تبلغ ما يصل إلى نحو 4 غيغاواط.

أهمية طاقة الرياح في أوروبا

تُعدّ بولندا من الدول المتأخرة في تطوير الرياح البحرية في أوروبا، إذ ليس لديها حتى الآن محطة بحرية منتجة للكهرباء.

وتنظر بولندا إلى طاقة الرياح البحرية بصفتها مصدرًا حيويًا لسدّ فجوة الطاقة الوشيكة، إذ يجري التخلص التدريجي من الكهرباء المولدة من الفحم، والطاقة النووية على مدى عدّة سنوات، وقربها من روسيا يزيد من تركيز البلاد على الاستقلال في مجال الطاقة.

وتستهدف بولندا إضافة نحو 6 غيغاواط من الرياح البحرية بحلول 2030 و12 غيغاواط بحلول 2040، مع إمكانات أكبر تصل إلى نحو 33 غيغاواط في بحر البلطيق نظريًا.

وتمثّل الرياح البحرية في أوروبا جزءًا أساسيًا من إستراتيجية الطاقة المستدامة، خصوصًا في دول مثل المملكة المتحدة وهولندا والدنمارك، التي تستثمر بشكل كبير في ربط الشبكات البحرية وتوسيع قدرات التوربينات العائمة، خاصةً في البحر الشمالي.

ويرى محللون أنه إذا حقّق المزاد أهدافه، وجرى التعاقد مع مشروعات جديدة، فإن ذلك لن يقف عند حدود بولندا وحدها، بل يمكن أن يمثّل تحولًا في نماذج الدعم الأوروبي، ومبادرة قد تشجع دولًا أخرى، ما قد ينعش سلسلة التوريد لطاقة الرياح البحرية في أوروبا ويحفّز الاستثمار في مرافق التركيب والمواني المتخصصة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق