رئيسيةأخبار الطاقة النوويةطاقة نووية

صفقة لتأمين الوقود النووي لمحطات براكة في الإمارات من قازاخستان

الطاقة

من المقرر أن تكون قازاخستان، أكبر منتج لليورانيوم في العالم، أحد مورّدي الوقود النووي لمحطات براكة في الإمارات، التي تغطّي -عند دخولها حيز التشغيل بكامل طاقتها- نحو 25% من احتياجات البلاد من الكهرباء.

وفي هذا الإطار، أعلنت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية اليوم الإثنين 4 ديسمبر/كانون الأول (2023) توقيع أول عقد تجاري لتوريد وقود اليورانيوم مع الشركة الوطنية للطاقة الذرّية في قازاخستان "كازاتومبروم".

يضمن العقد الجديد، وفق بيان اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، إمدادات الوقود لمحطات براكة النووية السلمية في منطقة الظفرة بإمارة أبوظبي.

حضر التوقيع رئيس قازاخستان قاسم جومارت توكاييف، على هامش مشاركته في قمة المناخ كوب 28 (COP28) التي تستضيفها الإمارات، حسبما ذكرت وكالة وام.

برنامج الإمارات النووي

يمهّد العقد لمجالات جديدة للتعاون المستقبلي بين الجانبين، ويدعم الإستراتيجية التي اعتمدتها مؤسسة الإمارات للطاقة النووية منذ بداية البرنامج النووي السلمي الإماراتي، والتي تتضمن تنويع المشتريات والمورّدين لضمان إمدادات آمنة ومستدامة للوقود النووي.

وفي إطار "عام الاستدامة" في الإمارات، ستدعم الشراكات الدولية لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية مواصلة عملية تسريع خفض البصمة الكربونية للصناعات الثقيلة والقطاعات التي تتطلب كميات كبيرة من الكهرباء، مما يؤدي إلى تطوير المزيد من مصادر الطاقة الصديقة للبيئة مع استعمال أحدث التقنيات، ومن ثم الإسهام في الوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2050.

وتواصل المؤسسة إطلاق الشراكات الدولية بهدف تعزيز دور الطاقة النووية على مستوى العالم، وضمان أمن الطاقة، ودعم التنمية المستدامة.

ويتمتع العقد بأهمية إستراتيجية، نظرًا لأن قازاخستان هي أكبر منتج لليورانيوم في العالم، إذ تمتلك ما يقرب من 12% من موارد اليورانيوم القابلة للاستخراج، وتنتج 40% من إمدادات اليورانيوم على المستوى العالمي، واستخرجت 42% من اليورانيوم في العالم عام 2022.

يقول العضو المنتدب، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية محمد الحمادي، إن المؤسسة لديها إستراتيجية شاملة لإدارة الوقود في محطات براكة، إذ وقّعت عقودًا في عام 2012 مع عدد من المورّدين العالميين لضمان إمدادات مستدامة وآمنة.

وأوضح أن العقد الذي وُقِّعَ مع شركة كازاتومبروم -بوصفها أكبر منتج لليورانيوم على مستوى العالم- له أهمية إستراتيجية للمؤسسة، إذ يتضمن الاستمرار في تنويع وتأمين إمدادات الوقود.

وأضاف: "مع الإدراك المتزايد للعديد من الدول لأهمية إضافة الطاقة النووية لمزيج الطاقة لديها، أصبحت الإمدادات الآمنة للوقود أمرًا بالغ الأهمية، وتعزز الاتفاقية مع كازاتومبروم قائمة شركائنا في هذا المجال، وهو ما يضمن إمدادات وقود مستدامة لإنتاج الكهرباء الصديقة للبيئة على مدار الساعة".

وأشار إلى أن الاتفاقية تدعم خطط المؤسسة الخاصة بإنتاج الحرارة والبخار والهيدروجين، بهدف خفض البصمة الكربونية للصناعات والقطاعات التي تتطلب كميات كبيرة من الطاقة في دولة الإمارات وحول العالم.

من مراسم توقيع عقد الوقود النووي لمحطات براكة
من مراسم توقيع عقد الوقود النووي لمحطات براكة- الصورة من وام (4 ديسمبر 2023)

الوقود النووي

من جهته، قال الرئيس التنفيذي لشركة كازاتومبروم، ميرزان يوسوبوف: "فخورون بأن أول عقد تجاري بين شركتنا ومؤسسة الإمارات للطاقة النووية هو بمثابة بداية تعاون واعد بيننا".

وأضاف: "يسرّنا إضافة الإمارات للدول التي نقوم بتزويدها بالوقود النووي، ولا سيما مع سجلّ كازاتومبروم الاستثنائي في مجال الإمداد وسمعتها في السوق بمجال الاستدامة، وهو ما يأتي في إطار خطة أمن الطاقة والحياد الكربوني في دولة الإمارات".

وأعرب عن أمله "أن تتعزز شراكتنا في المستقبل، مما يؤدي إلى إبرام عقود جديدة لإمدادات موثوقة من اليورانيوم الطبيعي لمحطات براكة في الإمارات".

ويعدّ اليورانيوم ضروريًا لمحطات الطاقة النووية، إذ تنقسم ذرّاته في عملية تسمى الانشطار النووي، مما يؤدي إلى إطلاق حرارة كبيرة، وهي البخار الذي يحرك التوربينات المتصلة بالمولدات، ما يؤدي في النهاية إلى إنتاج كهرباء خالية من الانبعاثات الكربونية.

وتتضمن إستراتيجية شراء اليورانيوم التي تتبعها مؤسسة الإمارات للطاقة النووية عقودًا طويلة الأجل مع العديد من المورّدين من دول مختلفة، وذلك لتفادي التحديات الجيوسياسية وضمان الأسعار التنافسية.

محطات براكة النووية

تضم محطات براكة في الإمارات -التي تقوم بدور أساس في قطاع الطاقة النووية الدولي- 4 مفاعلات من طراز إيه آر بي 1400 (APR-1400)، مما يجعلها واحدة من أكبر منشآت الطاقة النووية على مستوى العالم.

وتؤدي المحطات دورًا رئيسًا في مسيرة الدولة للانتقال إلى مصادر الطاقة الصديقة للبيئة والوصول إلى الحياد المناخي بحلول عام 2050، ولا سيما أن المحطات أصبحت أكبر مصدر للكهرباء الصديقة للبيئة في المنطقة، وتقود جهود خفض البصمة الكربونية في الدولة.

وتركّز مؤسسة الإمارات للطاقة النووية على ما هو أبعد من محطات براكة النووية، للاستفادة من الخبرات التي اكتسبتها في استكشاف فرص تطوير المحطات على نطاق واسع، إضافة إلى تطوير المفاعلات المتقدمة، والبحث والتطوير، وإنتاج الحرارة والبخار، سواء في دولة الإمارات، أو من خلال الاستثمارات والشراكات حول العالم، من أجل تحقيق الأهداف الأوسع للبرنامج النووي السلمي الإماراتي.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق