تستكشف روسيا وباكستان إبرام اتفاقية نفط جديدة في خطوة من شأنها أن تعزز أوجه التعاون بين البلدين في قطاع الطاقة، وفق تقارير إعلامية تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وما تزال الطاقة تُمثّل قضيةً محوريةً في التخطيط الاقتصادي لباكستان، في وقت تتطلع فيه إسلام أباد إلى تحقيق توازن بين الطلب المرتفع وبين حاجتها الماسّة إلى خفض فاتورة الواردات وضمان أمن الإمدادات على المدى الطويل.
وأصبح تنويع مصادر واردات النفط والغاز أولويةً رئيسةً بالنسبة للبلد الواقع في جنوب آسيا وسط اضطرابات السوق العالمية نتيجة التحديات الجيوسياسية الإقليمية.
في المقابل، تأتي خطة روسيا بإبرام اتفاقية نفط مع باكستان في إطار جهود موسكو لتوسيع أوجه التعاون بمجال الطاقة مع أسواق جنوب آسيا ضمن خطة أوسع لتعزيز العلاقات الاقتصادية خارج أوروبا.
وتبرُز باكستان التي تتنامى احتياجات الطاقة لديها مع نموها السكاني بمعدلات مطّردة، شريكًا محتملًا لروسيا على المدى الطويل.
مباحثات مكثفة
تخوض روسيا وباكستان مباحثاتٍ مكثفةً بشأن إبرام اتفاقية نفط محتملة، وفق ما أعلنته وكالة الأنباء الروسية ريا نوفوستي اليوم الثلاثاء 16 ديسمبر/كانون الأول الجاري، نقلًا عن وزير المالية الباكستاني محمد أورنغزيب.
وقال، إن باكستان تُبدي حرصًا شديدًا على العمل مع روسيا في المجالات التي تمتلك فيها الأخيرة خبرات واسعة، بما في ذلك الاستكشاف والتنقيب والإنتاج في قطاع النفط.
وتابع: "كل المجالات تلك تُعدّ نقاط قوة تتمتع بها روسيا، ونحن سنكون سعداء إذا وافقت موسكو على إبرام اتفاقية في هذا القطاع مع باكستان"، وفق تصريحاته التي جاءت خلال حواره مع ريا نوفوستي.
وأضاف أن مسألة إبرام اتفاقية نفط تفرض نفسها على طاولة النقاش في الوقت الراهن بوساطة وزارتَي الطاقة في البلدين كليهما.

مصفاة تكرير
إلى جانب اتفاقية نفط محتملة، قال وزير الطاقة الروسي سيرغي تسيفيليف، إن بلاده ناقشت كذلك سُبُل تطوير مصفاة تكرير في باكستان مع شركات روسية، حسب تصريحات سابقة أدلى بها في شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وكثّفت باكستان تعاونها مع روسيا خلال السنوات الأخيرة في وقت تسعى فيه موسكو إلى اقتحام أسواق طاقة جديدة إثرَ العقوبات الغربية المفروضة عليها على خلفية حربها الدائرة في أوكرانيا، التي اقتربت من دخول عامها الرابع.
في الوقت نفسه، تتطلع إسلام أباد إلى خفض تكاليف وارداتها، علمًا بأن البلد كان قد بدأ في شراء النفط الروسي عام 2023؛ ما مثَّل حينها تحولًا واسعًا في إستراتيجية شراء الطاقة وتعزيز التعاون الاقتصادي مع موسكو، وفق متابعات منصة الطاقة المتخصصة.
في سياق مختلف، قال وزير المالية الباكستاني محمد أورنغزيب، إن بلاده وروسيا تخططان لبناء مصنع حديد آخر في باكستان، مشيرًا إلى التعاون الصناعي الأوسع بين البلدين في مجالات أخرى غير الطاقة، حسب ريا نوفوستي.
وأوضح مسؤولون من الجانبين أن الحوار المستمر والمشاركة على المستوى التقني سيكونان مهمَّين لترجمة المناقشات إلى اتفاقيات حقيقة، مشيرين إلى أنه من المتوقع أن تتحدد أيّ صفقة مستقبلية وفق معيارَي الجدوى التجارية والمنفعة المتبادلة.
واردات باكستان من النفط الروسي
في شهر يونيو/حزيران (2023) تسلّمت باكستان أول شحنة نفط روسي تصل حمولتها إلى 45 ألف طن بعد وصولها إلى ميناء كاراتشي، في إطار اتفاقية حكومية أبرمها الجانبان آنذاك، وفق تقديرات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وكانت الحكومة الباكستانية قد تقدمت في شهر أبريل/نيسان (2023) لحجز أول طلب لشراء 100 ألف طن من النفط الخام الروسي في أعقاب مباحثات مستمرة دامت شهورًا للتوافق حول بنود الصفقة.
ثم وصلت شحنة ثانية من النفط الروسي منخفض التكلفة إلى ميناء كراتشي في وقت لاحق من شهر يونيو/حزيران (2023)، تحمل 55 ألف طن.
موضوعات متعلقة..
- اكتشاف جديد يعزز احتياطيات النفط والغاز في باكستان
- ارتفاع احتياطيات النفط والغاز في باكستان يغري بمزيد من الاستثمارات
- احتياطيات الغاز الصخري في باكستان.. ثروة هائلة قد تحل أزمة الطاقة (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- لماذا تحتاج السعودية إلى الطاقة النووية رغم توافر النفط والغاز؟ أنس الحجي يجيب
- وزير الطاقة الإماراتي: الوقود الأحفوري سيظل جزءًا من مزيج الطاقة العالمي مستقبلًا
- قطر للطاقة تتوسع في صادرات الهيليوم باتفاق مع شركة عالمية
المصدر:
1.اتفاقية نفط مخططة بين روسيا وباكستان، من رويترز





