أزمة السيارات الكهربائية تضرب فورد الأميركية.. وصدمة بـ19.5 مليار دولار
أحمد بدر
تعيد شركة فورد الأميركية رسم إستراتيجيتها في سوق السيارات، مع تراجعها عن خطط التوسع في تصنيع السيارات الكهربائية الكبيرة، وسط بيئة تنظيمية متغيرة وضعف الطلب، ما يعكس تحولات أعمق في صناعة المركبات عالميًا.
وبحسب تقارير طالعتها منصة الطاقة المتخصصة، أوضحت الشركة أنها قررت توجيه استثماراتها نحو السيارات الهجينة والمركبات العاملة بالوقود التقليدي، إضافة إلى طرازات كهربائية أصغر حجمًا، في محاولة لتعزيز الربحية وتقليل المخاطر التشغيلية.
وتتوقع فورد الأميركية أن ينعكس هذا التحول الإستراتيجي على أرباحها، وأن تتلقى صدمة بمبلغ يصل إلى 19.5 مليار دولار، في وقت تعمل فيه إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب على تخفيف قواعد كفاءة استهلاك الوقود.
ويأتي هذا التغيير في نهج فورد الأميركية بالتزامن مع تراجع الدعم الحكومي للسيارات الكهربائية في الولايات المتحدة، ما يطرح تساؤلات حول مستقبل هذا القطاع، وقدرته على المنافسة أمام الوقود التقليدي والهجين خلال السنوات المقبلة.
شركة فورد والسيارات الكهربائية
شركة فورد والسيارات الكهربائية من أبرز النماذج التي تعبّر عن عدم جاذ بية هذا القطاع للشركات العملاقة، نتيجة ضعف بيانات الشراء عالميًا.
وتعكس قرارات الشركة الأميركية قناعة متزايدة بأن الجدوى الاقتصادية للسيارات الكهربائية الكبيرة تراجعت، نتيجة ارتفاع تكاليف الإنتاج، وضعف الطلب مقارنة بالتوقعات السابقة، إلى جانب عدم استقرار السياسات التنظيمية المرتبطة بالطاقة والبيئة.
وأشارت الشركة الأميركية إلى أن التركيز المفرط على السيارات الكهربائية لم يعد يحقق العوائد المأمولة، ما دفعها إلى إعادة توزيع رأس المال نحو قطاعات أكثر ربحًا، مثل الشاحنات والمركبات التجارية والسيارات الهجينة.
وفي هذا السياق، أكد الرئيس التنفيذي للشركة جيم فارلي أن التحول الحالي تقوده تفضيلات العملاء، موضحًا أن فورد الأميركية تستهدف بناء نموذج أعمال أكثر مرونة، وقادر على تحقيق أرباح مستدامة في ظل تقلبات السوق.
وأضاف أن الواقع التشغيلي تغيّر بشكل واضح، ما استدعى توجيه الاستثمارات نحو فرص نمو ذات عوائد أعلى، تشمل الشاحنات الخفيفة و"الفانات"، إلى جانب أنشطة تخزين الطاقة التي تراهن عليها الشركة مستقبلًا.

ومن أبرز قرارات شركة فورد إيقاف إنتاج النسخة الكهربائية بالكامل من شاحنتها الشهيرة (F-150)، واستبدال نسخة هجينة بها تعتمد على مولد يعمل بالوقود، في خطوة تعكس إعادة تقييم شاملة للمنتج.
وترى الشركة الأميركية أن الجمع بين الوقود التقليدي والتقنيات الكهربائية يوفّر توازنًا أفضل بين التكلفة والكفاءة، خاصة في سوق ما تزال متحفظة تجاه السيارات الكهربائية الكبيرة مرتفعة السعر، بحسب تقرير نشرته "بي بي سي".
ويُنتظر أن تؤثّر هذه التحولات في مكانة فورد الأميركية التنافسية، سواء داخل السوق الأميركية أو عالميًا، مع مراقبة دقيقة من المستثمرين لأداء الشركة خلال الأوقات المقبلة، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
البيئة التنظيمية وضغوط السوق
لا ينفصل قرار شركة فورد الأميركية عن التغيرات التنظيمية في الولايات المتحدة، إذ اتخذت إدارة الرئيس دونالد ترمب خطوات لتخفيف الحوافز واللوائح التي كانت تدعم انتشار السيارات الكهربائية خلال السنوات الماضية.
وكان إلغاء الائتمان الضريبي الذي خفّض أسعار بعض السيارات الكهربائية بنحو 7500 دولار قد شكّل ضربة قوية للقطاع، ما دفع الشركة -وعدد من الشركات الأخرى- إلى مراجعة توقعاتها بشأن نمو الطلب.
يُذكَر أن جيم فارلي سبق -في هذا الإطار- أن أشار إلى أن سوق السيارات الكهربائية ستكون أصغر بكثير مما كان متوقعًا، وهو ما ينسجم مع قرارات فورد الأميركية الأخيرة بإعادة ترتيب أولوياتها الإنتاجية.
كما أعلنت شركات منافِسة، مثل جنرال موتورز، تقليص طموحاتها في السيارات الكهربائية، ما يعكس اتجاهًا أوسع في السوق الأميركية، التي تتأخر في تبنّي هذه المركبات مقارنة بالصين وأوروبا، بحسب ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

ويشير محللون إلى أن ضعف الدعم الحكومي وارتفاع الأسعار شكّلا عائقين رئيسين أمام انتشار السيارات الكهربائية، ما يفسّر لجوء شركة فورد الأميركية إلى الرهان على السيارات الهجينة بوصفها حلًا انتقاليًا يدعم قوّتها ويحقق الأرباح.
في المقابل، أثار تخفيف قواعد كفاءة الوقود انتقادات من جانب عدد من المجموعات البيئية، التي رأت أن هذه الخطوة تُمثّل تراجعًا عن جهود خفض الانبعاثات، رغم ترحيب فورد الأميركية بالتغييرات بوصفها متماشية مع طلب المستهلكين.
وتتزامن هذه التطورات مع توجُّه أوروبي محتمل لتخفيف خطة حظر سيارات الاحتراق الداخلي بحلول 2035، ما يعزز قناعة الشركة الأميركية بأن التحول الكامل إلى الكهرباء قد يحتاج إلى وقت أطول مما كان متوقعًا في السابق.
موضوعات متعلقة..
- تراجع السيارات الكهربائية يجبر فورد الأميركية على تسريح 1000 موظف
- فورد الأميركية تتعاون مع "شانغان أوتو" الصينية لنشر السيارات الكهربائية
- الصين تلاحق طموح فورد الأميركية لتصنيع بطاريات السيارات الكهربائية محليًا
اقرأ أيضًا..
- نشاط ملحوظ بسوق ناقلات النفط في 2025.. ودولة عربية ضمن أكبر المشترين
- لماذا تحتاج السعودية إلى الطاقة النووية رغم توافر النفط والغاز؟ أنس الحجي يجيب
- نجاح أول تجربة تجمع بين طاقة المد والبطاريات وإنتاج الهيدروجين في العالم
المصدر:





