التقاريرتقارير النفطتقارير دوريةرئيسيةنفطوحدة أبحاث الطاقة

النفط الصخري في أميركا.. هل تنطلق ثورته الثانية قريبًا؟ (تقرير)

وحدة أبحاث الطاقة - رجب عز الدين

اقرأ في هذا المقال

  • ثورة النفط الصخري الأولى انطلقت في عام 2010 وحققت نتائج هائلة.
  • الرئيس ترمب وعد بإطلاق ثورة الصخري الثانية تحت شعار "احفر يا عزيزي احفر".
  • معدل استخلاص النفط الصخري في أميركا لا يزال في حدود 10% فقط.
  • معدل استخلاص النفط التقليدي في العالم يتراوح من 30% إلى 60%
  • وزارة الطاقة تضع مضاعفة معدل الاستخلاص ضمن أبرز أولوياتها.

انطلقت ثورة النفط الصخري في أميركا عام 2010، مع التوسع في استعمال تقنيات التكسير المائي؛ ما مكّن واشنطن من قيادة تحولات عالمية غير مسبوقة في إنتاج النفط والغاز خلال العقدين ونصف العقد الماضي.

ورغم ما حققته ثورة الصخري الأولى من نتائج كبيرة خلال الأعوام الـ25 الماضية، حتى أصبحت الولايات المتحدة أكبر منتج للنفط والغاز عالميًا -اليوم- فإن الصناعة ما زالت تأمل في انطلاق الثورة الثانية التي وعد بها الرئيس دونالد ترمب في شعاره الانتخابي المثير للجدل "احفر يا عزيزي احفر".

وبحسب تقرير حديث -اطلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة- تجري إدارة ترمب مباحثات واسعة مع الفاعلين في الصناعة لتذليل العقبات التي وُضعت أمام إنتاج النفط الصخري في أميركا خلال عهد بايدن تمهيدًا لإطلاق العنان للمنتجين خلال السنوات المقبلة.

في هذا السياق، أعلن مساعد وزير الطاقة ورئيس مكتب الهيدروكربونات والطاقة الحرارية الأرضية كايل هاوستفيت، في اجتماع المجلس الوطني للنفط -الأسبوع الماضي- أولويات السياسة العامة للمجلس خلال السنوات القليلة المقبلة.

وكان أول بند معلن في هذه الأولويات يختص بمضاعفة معدلات استخلاص النفط من الموارد غير التقليدية في الولايات المتحدة.

ويختص المجلس الوطني للنفط (NPC) المؤسس عام 1946 بتقديم المشورة لوزير الطاقة الأميركي في المسائل المتعلقة بصناعات النفط والغاز الطبيعي، ويتكوّن هذا المجلس من 200 عضو يعينهم الوزير ممثلين عن القطاعات ذات الصلة.

تطورات استخراج النفط الصخري في أميركا

ما زال معدل استخلاص النفط الصخري في الولايات المتحدة في حدود 10%، وهو متوسط منخفض مقارنة بالمعايير العالمية، حيث تتراوح معدلات استخلاص النفط التقليدي من 30% إلى 35% من كمية النفط الأصلية الموجودة في المكمن.

ويمكن لهذه النسبة أن تصل إلى 60% أو 70% باستعمال تقنيات الاستخلاص المعزز للنفط، وطرق الاستخلاص الثانوية أو الثلاثية المتقدمة، مثل حقن الغاز والمعالجة الكيميائية، بحسب التقرير الصادر عن شركة الأبحاث وود ماكنزي.

وكان معدل الاستخلاص الضعيف للنفط الصخري، من الموضوعات التي تحدّث فيها مساعد وزير الطاقة كايل هاوستفيت -مؤخرًا- مع تأكيده أن بلاده يمكنها تكرار ثورة الصخري مرة أخرى، إذا تمكنت الصناعة من رفع معدلات الاستخلاص.

وتتوافق توجهات إدارة ترمب بالفعل مع أحدث التوجهات التقنية في صناعة النفط الأميركية التي شهدت زيادة ملحوظة هذا العام في اهتمام شركات النفط الكبرى بتحسين معدلات استخلاص النفط الصخري.

وكان الرئيس التنفيذي لشركة إكسون موبيل من أوائل قادة الصناعة الذين سلطوا الضوء على هذه النقطة، فقد صرح في مؤتمر عقد عام 2023، بأنه وضع هدف مضاعفة معدلات الاستخلاص وتطوير التقنيات المتصلة تحديًا أمام شركته لتجاوزه خلال السنوات المقبلة.

جانب من مسرح عمليات التكسير المائي للنفط الصخري في الولايات المتحدة
جانب من مسرح عمليات التكسير المائي للنفط الصخري في الولايات المتحدة - الصورة من CNBC

وقدّمت إكسون موبيل -في عرض أمام المستثمرين الأسبوع الماضي- بعض التفاصيل حول كيفية استجابتها لهذا التحدي، عبر تأكيدها أن مجموعة تقنياتها المتطورة ستمكّنها من رؤية مضاعفة الإنتاج في حوض برميان بعد عام 2030.

وتشمل أمثلة التقنيات المشار إليها، استعمال الذكاء الاصطناعي في تخطيط التطوير، والتوسع في حفر الآبار ذات الأطوال الجانبية الممتدة لأكثر من 20 ألف قدم، وغيرها.

وبلغ عدد التقنيات الجديدة التي تستعملها إكسون موبيل في حوض برميان 40 تقنية معظمها ابتكارات قيد التطوير ولم تُطرح على مستوى تجاري بعد.

وبالمثل، تشدد شركة شيفرون الأميركية الكبرى على التزامها بتحسين عمليات الاستخلاص باستعمال تقنياتها الخاصة التي تركز الآن على تجربة المعالجة الكيميائية المتقدمة ونمذجة المكامن.

ومع تركيز شركتي النفط الأميركيتين الرئيستين -حاليًا- على تحسين عمليات استخلاص النفط الصخري، وتوجه بقية الشركات نحو المسار نفسه، يمكن لوزارة الطاقة أن تتوقع زيادة عدد الشركات المتحمسين للعمل على تحقيق أهداف الرئيس ترمب.

توقعات النفط الصخري في أميركا

بحسب تقديرات وود ماكنزي، فإن قطاع النفط الصخري في أميركا وصل إلى مرحلة من النضج، ويتوقع أن يصل الإنتاج البري في الولايات الـ48 المتجاورة (التي لا تضم ألاسكا وهاواي) إلى ذروته أوائل ثلاثينيات القرن الحالي، قبل أن يبدأ بالتراجع تدريجيًا في النصف الثاني من العقد.

وكما هو الحال في أي منطقة تشهد نضجًا مماثلًا، فإن المشغلين يركزون في الغالب على عوامل الاستخلاص بوصفها المفتاح الرئيس للحفاظ على مستويات الإنتاج على المدى الطويل.

ويعتقد نائب رئيس قسم أبحاث التنقيب والإنتاج في وود ماكنزي روبرت كلارك، أن العاملين في القطاع أو الحكومة عندما يتحدثون عن مضاعفة معدلات الاستخلاص، فإنهم لا يعنون بالضرورة مضاعفة معدلات الإنتاج؛ فالعبرة بكيفية الحفاظ على الإنتاج حول مستوياته الحالية لأطول مدة ممكنة وبأقل تكلفة معقولة، على حد تعبيره.

وعلى مدى السنوات الـ10 الماضية، ظلت إنتاجية آبار النفط الصخري في الولايات المتحدة تقاس بمعدل الاستخلاص النهائي المتوقع لكل قدم أفقية.

ولا تعني مضاعفة الاستخلاص الإجمالي بالضرورة مضاعفة الإنتاج من كل بئر، بل تعني على الأرجح مزيجًا من تحسين الإنتاجية وخفض التكاليف؛ ما يجعل حفر مزيد من الآبار مجديًا تجاريًا، ولا سيما في الأحواض ذات الجودة المنخفضة التي لا يمكن تحقيق مضاعفة معدل الاستخلاص في كامل حقولها.

وبالنسبة للصناعة، من المرجح أن يؤدي تحسين معدلات الاستخلاص إلى تمديد الإنتاج لمدة أطول بدلًا من تحقيق زيادة سريعة في الإنتاج على المدى القصير.

ومع ذلك، فإن هذا التحسين سيكون له تأثير بالغ الأهمية في الاقتصاد الأميركي والأمن القومي، حيث تتوقع وود ماكنزي أن الطلب على النفط سيظل قويًا حتى عام 2050 وما بعده.

كما تشير التوقعات إلى أن دول تحالف أوبك+ ستزيد حصتها في سوق النفط العالمية بصورة مطردة بداية من عام 2030، ما يعني أن ارتفاع معدلات استخلاص النفط الصخري في أميركا سيساعدها على الحفاظ على حصتها السوقية لعقود طويلة.

استنادًا إلى ذلك، يرى المحلل كلارك أن هدف الإدارة الأميركية بمضاعفة عوامل استخلاص الموارد غير التقليدية طموح جدًا ولا يمكن تحقيقه بالكامل على المدى القصير، لكن آثاره ستظهر بقوة على المدى الطويل.

جدير بالذكر أن إنتاج النفط الخام (شاملًا الصخري) في الولايات المتحدة سجّل عدة أرقام قياسية خلال عام 2025 آخرها خلال شهر سبتمبر/أيلول عند 13.844 مليون برميل يوميًا، بحسب أحدث بيانات صادرة عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية (28 نوفمبر/تشرين الثاني).

ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدته وحدة أبحاث الطاقة- تطور إنتاج النفط الخام في أميركا منذ 2020 حتى سبتمبر/أيلول 2025:

حركة إنتاج النفط الأميركي حتى سبتمبر 2025

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:

فرص توسع إنتاج النفط الصخري في أميركا وتحدياته من وود ماكنزي.

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق