سلايدر الرئيسيةأخبار النفطعاجلنفط

مصادر: إخلاء حقل هجليج السوداني وتوقف الإنتاج خوفًا من الدعم السريع

ياسر نصر

توقف الإنتاج في حقل هجليج السوداني، أحد أكبر حقول النفط في البلاد، على خلفية تصاعد التوترات في ظل الحرب الدائرة بين الجيش من جهة، وقوات الدعم السريع من جهة أخرى.

وقال مصدر رسمي، في تصريحات إلى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، إن الشركات المشغلة أخلت الحقل وغادر العاملون موقع العمل منذ أمس الأحد 7 نوفمبر/تشرين الثاني؛ خوفًا من استهداف قوات الدعم السريع.

وأضاف المصدر أن قوات الدعم السريع تسيطر على محيط حقل هجليج السوداني، لكنهم لم يدخلوا حتى الآن، وأن قرار الإخلاء جاء لحماية العمال.

وقال مصدر آخر، إن الإنتاج في هجليج توقّف تمامًا خلال الساعات الماضية، مع اقترب قوات الدعم من الحقل النفطي العملاق.

استهداف البنية التحتية للطاقة

وقعت البنية التحتية للطاقة في السودان ضحية لتصاعد النزاعات المسلحة؛ إذ استهدفت العديد من حقول النفط ومحطات الكهرباء بالإضافة إلى مصفاة الخرطوم مرارًا وتكرارًا.

وتصف الحكومة السودانية محاولات قوات الدعم السريع باستهداف البنية التحتية للطاقة بأنها أعمال إرهابية تسعى إلى تعطيل أهم الخدمات التي تتمثّل في الكهرباء والوقود.

وكان وزير الطاقة السوداني الأسبق الدكتور محي الدين نعيم محمد سعيد، قد أكد -في حوار سابق مع منصة الطاقة المتخصصة- أن البلاد حُرِمت من نحو 7 ملايين برميل نفط بسبب الحرب، مشيرًا إلى أن إعادة تأهيل قطاع النفط الذي دُمِّرَ خلال الحرب تكلّف 5 مليارات دولار.

حقل هجليج النفطي في السودان
حقل هجليج النفطي في السودان - أرشيفية

ونقلت قوات الدعم السريع الحرب من المواجهات العسكرية في الجبهات إلى حقول النفط في إقليمي دارفور وكردفان، ومنشآت مصفاة التكرير في شمال الخرطوم.

وتُحمّل الحكومة قوات الدعم السريع مسؤولية هذه الهجمات التي عادة ما تشن من خلال طائرات مسيرة؛ إذ تخوض هذه القوات معارك ضد الجيش السوداني منذ أبريل/نيسان 2023.

وأفادت الأمم المتحدة بأن الصراع دمّر البنية التحتية للمياه والطاقة في 13 ولاية؛ إذ تعرّضت 70% من مرافق المياه لأضرار كليّة أو جزئيّة؛ ما حرم ما يقارب 9 ملايين امرأة وطفل من الحصول على مياه شرب آمنة.

استهداف حقل هجليج

استهدفت قوات الدعم السريع، مطلع سبتمبر/أيلول 2025، مطار وحقل هجليج بطائرات مسيرة؛ ما أدى إلى مقتل 5 أشخاص.

ويُشكِّل حقل هجليج أحد المحاور الرئيسة لقطاع النفط في السودان، إذ يُعد مصدرًا رئيسًا لإمدادات الخام إلى مصفاة الخرطوم، ودعم الاقتصاد الوطني، من خلال التصدير عبر ميناء بورتسودان.

ويقع حقل النفط العملاق في منطقة هجليج قرب الحدود مع دولة جنوب السودان، ويبعد نحو 45 كيلومترًا إلى الغرب من منطقة أبيي بولاية جنوب كردفان السودانية.

ووفق بيانات الحقل لدى منصة الطاقة المتخصصة، يحتضن حقل هجليج قرابة 75 بئرًا نفطية تغذّي الاقتصاد السوداني بإنتاج يصل إلى 20 ألف برميل يوميًا.

ويضخّ الحقل إنتاجه إلى محطة ضخ النفط الرئيسة في منطقة هجليج التي تجمع نفط جنوب السودان والسودان معًا؛ حيث يُعالَج الخام، ويُحتَفَظ به في خزانات للوقود تزيد سعتها على 400 ألف برميل، أو يُضَخّ عبر خطوط الأنابيب إلى مواني التصدير أو مصفاة الخرطوم.

وتدير حقل هجليج حاليًا شركة النيل الكبرى لعمليات البترول (GNPOC)، وهي تحالف يضم شركات صينية وماليزية وهندية وسودانية.

وكانت شركة النيل الكبرى لعمليات البترول تخطط لزيادة إنتاج الحقل إلى 70 ألف برميل يوميًا، لكن الصراعات الداخلية وتوقُّف عمليات تطوير قطاع النفط هبطا بإنتاج هجليج والسودان بصفة عامة.

وشهد الحقل، خلال العامين الأخيرين، توقُّف الإنتاج عدّة مرات على خلفية النزاع الداخلي بين قوات الدعم السريع والجيش؛ إذ يسعى الطرفان للسيطرة على المواقع النفطية المهمة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق