تركيا تمدد عقود استيراد الغاز الروسي.. وتدرس زيادة التعاون مع أميركا وإيران
هبة مصطفى
تسير تركيا في 3 خطوط متوازية مؤخرًا ضمن إطار مساعيها للتحول إلى مركز لتجارة الغاز العالمية، من بينها مواصلة استيراد الغاز الروسي الذي يستعد لحظر أوروبي بموجب قرارات حديثة.
وفي الوقت ذاته، تستمر أنقرة في تمهيد الطريق لتعاون أميركي وإيراني شملَ بحث عقود استيراد وضخ استثمارات في قطاع المنبع.
وكشف وزير الطاقة "ألب أرسلان بيرقدار" أن هناك اتجاهًا لتعزيز البنية التحتية لاستيراد الغاز المسال، مشيرًا إلى إمكان تعزيز أسطول أنقرة بوحدات عائمة جديدة.
ودعا الوزير لإبقاء البنية التحتية للطاقة خارج إطار الحرب الروسية الأوكرانية، حسب تصريحات له تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.
تركيا تواصل استيراد الغاز الروسي
تعتزم تركيا مواصلة استيراد الغاز الروسي بعد تمديدها عقدين مع شركة غازبروم، كان يُفترض انتهاؤهما نهاية العام الجاري 2025.
وأوضح الوزير "ألب أرسلان بيرقدار" أن تمديد العقدين لمدة عام، يتيح لأنقرة استمرار استقبال 22 مليار متر مكعب، بحسب ما نقلته عنه رويترز اليوم (الخميس 4 ديسمبر/كانون الأول).
وأشار الوزير إلى أن شركة بوتاش التركية أنهت إجراءات التجديد مع "غازبروم" الروسية، مستدركًا أن مواصلة استيراد الغاز من موسكو ستستمر لمدة عام واحد.

ويأتي الإعلان عن التمديد في توقيت مثير للجدل، إذ أعقب قرارًا أوروبيًا -بالتوقف التدريجي عن استيراد الغاز من روسيا بحلول نهاية عام 2027- بيوم واحد فقط.
وكان ممثلو الاتحاد والبرلمان الأوربيين قد اتفقوا -أمس الأربعاء 3 ديسمبر/كانون الأول- على خريطة طريق إنهاء الاعتماد على إمدادات الطاقة الروسية، فيما وصفته رئيسة المفوضية "أورسولا فون دير لاين" بأنه "عصر الاستقلال الأوروبي"، في ظل نجاح مبادرة (ريباور إي يو).
ويبدو أن أنقرة استفادت من بعض ثغرات القرار الأوروبي، الذي حدَّد موعد سريان الحظر على واردات الغاز عبر خطوط الأنابيب من 17 يونيو/حزيران العام المقبل، للعقود الموقّعة في الشهر ذاته من العام الجاري.
في حين يمتدّ استقبال واردات الغاز عبر خطوط الأنابيب، للعقود طويلة الأجل، حتى نهاية سبتمبر/أيلول 2027.
وبدأت تركيا خطة خفض تدريجي لحصّة إمدادات الغاز من موسكو في مزيج الطاقة لديها، إذ تسجل حاليًا أقل من 40%.
استثمارات أميركية وإيرانية
بجانب تجديد العقد مع غازبروم لمدة عام، تسعى تركيا تأمين المزيد من إمدادات الغاز والغاز المسال، في إطار مساعيها لتنويع مصادر إمداداتها والتحول إلى مركز للتجارة.
ووقّعت أنقرة عددًا من الاتفاقيات طويلة الأجل لاستيراد المزيد من إمدادات الغاز المسال، غالبيتها من أميركا.
وبحصّة بلغت 5.5 مليار متر مكعب، احتلّت واشنطن المركز الـ4 ضمن قائمة أكبر مورّدي الغاز لتركيا العام الجاري، ما يعادل 14% من الواردات.
ويبدو أن تركيا تتطلع إلى ما هو أكبر من التأمين الطويل الأجل للإمدادات، إذ عززت طموحات التحول لمركز تجارة الغاز بحثَ الاستثمار في منشآت غاز أميركية بقطاع المنبع لتأمين سلسلة قيمة كاملة.
وتواصل شركة النفط الحكومية "تباو TPAO" محادثاتها مع عدد من كبريات شركات الطاقة الأميركية (من بينها: إكسون موبيل، وشيفرون)، بتوقعات التوصل إلى اتفاق بحلول الشهر المقبل.
وعلى صعيد آخر، كشف وزير الطاقة التركي أن المشاورات جارية مع إيران حول عقد استيراد 10 مليارات متر مكعب، ينتهي يوليو/تموز المقبل.
ويركّز جزء من المفاوضات على زيادة واردات أنقرة من الغاز التركمانستاني عبر طهران عبر صفقة تبادل، ضمن الاتفاق الموقَّع مع تركمانستان العام الجاري لتوريد 1.3 مليار متر مكعب، استقبلت تركيا منها 0.5 مليار متر مكعب حتى الآن.
ويوضح الإنفوغرافيك التالي -من إعداد منصة الطاقة- نموذجًا لعدد من صفقات الغاز المسال التي وقّعتها تركيا خلال 24 ساعة نهاية سبتمبر/أيلول الماضي:

البنية التحتية
سلّط وزير الطاقة التركي الضوء على البنية التحتية، بجانب تصريحاته حول تمديد اتفاق الغاز الروسي مع غازبروم رغم الحظر الأوروبي، والمفاوضات مع الشركات الأميركية والجانب الإيراني والتركمانستاني.
وشمل ذلك التوسع في مرافق استيراد الغاز المسال، إذ كشف "بيرقدار" عزم بلاده تعزيز أسطول تركيا من سفن إعادة التغويز بوحدتين إضافيتين خلال السنوات المقبلة.
ومن جانب آخر، دعا الوزير كل من روسيا وأوكرانيا إلى إقصاء بنية الطاقة التحتية من دائرة الحرب بينهما، لضمان استمرار تدفقات الإمدادات، طبقًا لتقرير منفصل لرويترز.
وتطرَّق إلى ضرورة ضمان سلامة المرافق، مثل: خط أنابيب بحر قزوين، بعد تعرُّض ناقلتين فارغتين كانتا متجهتين لميناء روسي إلى هجوم بمسيّرة أوكرانية.
وكان الخط -الذي ينقل ما يزيد على 80% من صادرات النفط القازاخستاني- قد توقَّف عن العمل السبت الماضي بعد تضرُّر مرافقه في الهجوم، قبل تحويل مسار التدفقات إلى خط (باكو تبليسي جيهان).
وأدت هذه الهجمات -وغيرها- إلى ارتفاع أسعار الشحن والتأمين في البحر الأسود، وعطّلت سير عمل شركات تركية ذات صلة بروسيا.
ونقل "بيرقدار" مخاوف تركيا من المخاطر التي تتعرض لها المرافق البحرية، وخطّا "بلو ستريم" و"ترك ستريم" المخصصان لنقل الغاز الروسي إلى أنقرة، بحسب ما نقلته عنه أسوشيتد برس.
موضوعات متعلقة..
- واردات تركيا من النفط والغاز الروسيين.. هل تتوقف بسبب ترمب؟ (مقال)
- إيران تعلن موقفها من تمديد اتفاقية تصدير الغاز إلى تركيا
- أكبر صفقات الغاز المسال في تركيا خلال 9 أشهر.. اتفاقيات ضخمة (مسح)
اقرأ أيضًا..
- أنس الحجي: إنتاج النفط الأميركي يشهد مبالغات.. وهذه حقيقة خوف لوك أويل من ترمب
- مخزونات النفط الأميركية ترتفع للأسبوع الثاني على التوالي
- أكثر الدول الأفريقية امتلاكًا لسعة الطاقة الشمسية العاملة.. هيمنة عربية (تقرير)
المصدر:





