الطيور المهاجرة تتجنّب توربينات الرياح (دراسة)
محمد عبد السند
- دراسة تنفي وجود صلة بين الطيور المهاجرة وحوادث الاصطدام بالتوربينات
- الباحثون درسوا حركات طيران أكثر من 4 ملايين طائر
- لا يُعد غلق مزارع الرياح بصورة كاملة خلال فترات الهجرة حلًا عقلانيًا
- لم تثبت الدراسة أي صلة بين شدة الهجرة واصطدامات الطيور بالتوربينات
- تقدم النتائج دفعةً قوية للتوسع في مشروعات الرياح البحرية
تتفادى الطيور المهاجرة توربينات الرياح بصورة شبه كاملة؛ ما يُعد تفاؤلًا بشأن زيادة مشروعات تطوير طاقة الرياح التي تبرز رقمًا مهمًا في معادلة التحول الأخضر، وفق دراسة حديثة طالعت نتائجها منصة الطاقة المتخصصة.
وتتعارض الدراسة التي أجرتها الرابطة الفيدرالية لطاقة الرياح البحرية (the Federal Association of Offshore Wind Energy)، ومقرّها ألمانيا، مع نتائج أبحاث سابقة لطالما أكدت وجود صلة بين توربينات طاقة الرياح وحوادث اصطدام الطيور بتلك الأدوات، بل نفوق الكثير منها أحيانًا.
ونفت الدراسة الحديثة أي صلة بين الطيور المهاجرة وحوادث التوربينات المستعملَة في مزارع الرياح؛ ما قد يفنّد التهم الموجهة إلى تلك الأدوات بالتسبب في مخاطر كبيرة للحياة البرية.
ودرس الباحثون رحلات الطيران التي تقطعها ملايين الطيور في بحرَي الشمال والبلطيق، على مدار أكثر من 18 شهرًا، لتثبت أن 99.8% من الطيور المهاجرة ليل نهار قد تجنّبت بنجاح الاصطدام بشفرات التوربينات.
كما لم تتوصل الدراسة إلى أي صلة بين عدد الطيور المهاجرة وحوادث الاصطدام؛ بل حتى خلال الليل الذي تزداد فيه معدلات الهجرة، لم يدخل منطقة التوربينات سوى عدد صغير من الطيور.
زيادة طاقة الرياح
تشير الدراسة إلى أن التراجع الكبير في حوادث اصطدام الطيور بتوربينات الرياح عما كان متوقعًا في السابق يؤدي إلى زيادة كبيرة في طاقة الرياح؛ ما يبرهن على أن التوربينات لا تشكل خطرًا كبيرًا على الحياة البرية، ويمهد بدوره الطريق أمام زيادة الموافقات على تطوير المزيد من مشروعات الرياح.
ولإثبات تجنّب الطيور المهاجرة توربينات الرياح بصورة كاملة، فحصت الدراسة التي أجرتها الرابطة الفيدرالية لطاقة الرياح البحرية واختصارها "بي دبليو أو" (BWO)، مخاطر الاصطدام الفعلية في مزرعة رياح ساحلية في شمال ألمانيا.
ورأت أن عمليات غلق مزارع الرياح بصورة كاملة في أثناء فترات الهجرة الكثيفة للطيور لا تبدو حلًا عقلانيًا، وفق الدراسة التي طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

4 ملايين طائر
حلّلت الدراسة حركات الطيران لأكثر من 4 ملايين طائر على مدى أكثر من عام ونصف العام؛ ما يثير تساؤلات حول عمليات الغلق الشاملة التي تشهدها توربينات الرياح في أثناء الهجرة الكثيفة، وفق "بي دبليو أو".
ووجدت الدراسة أن ما يزيد على 99.8% من الطيور المهاجرة ليلًا ونهارًا قد تجنّبت الاصطدام بتوربينات الرياح.
كما لم تثبت الدراسة أي صلة بين شدة الهجرة واصطدامات الطيور بتوربينات الرياح.
وقالت "بي دبليو أو" إن الجمع بين أجهزة الرادار والكاميرات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي يمثّل تقدمًا منهجيًا عالي الدقة في تسجيل حركات الطيور في مستوى الدوار.
وقال العضو الإداري للرابطة الفيدرالية لطاقة الرياح البحرية ستيفان ثيم: "الدراسة الجديدة تثبت أن الطيور المهاجرة تتجنّب توربينات الرياح، ويؤكد هذا أن التوسع في طاقة الرياح البحرية الصديقة للبيئة يتسق تمامًا مع الطيور تلك، ولا تعمل ضدها على الإطلاق".
وأضاف: "نرغب من خلال هذا البحث في جعل النقاش أكثر موضوعية؛ وتحسين قاعدة البيانات واتخاذ قرارات مبنية على الحقائق بهذا الخصوص".
دور الذكاء الاصطناعي
قال رئيس قسم الأبحاث والتطوير في شركة "بيو كونسالت إس إتش جي إم بي إتش أند كو" (BioConsult SH GmbH & Co) جورج ويلكر: "استعملنا طرقًا حديثة، وقد رصدت أجهزة الكاميرات المعتمِدة على الذكاء الاصطناعي نشاط طيران في منطقة الدوار، فيما سجل رادار الطيور المتخصص نشاط هجرة".
وأضاف: "استطعنا عبر مقارنة البيانات حساب درجات تجنّب الطيور المهاجرة لتوربينات الرياح بدقة. كما أننا بحثنا تحديدًا عن ضحايا لحوادث تصادم بهذا الخصوص".
وتابع: "وقد أدى هذا إلى رسم صورة شاملة لمخاطر الاصطدام الفعلية للطيور المهاجرة في توربينات الرياح".
يُشار إلى أن الدراسة قد أُجريت بتكليف من الرابطة الفيدرالية لطاقة الرياح البحرية بتنسيق وتمويل بوساطة دانتيسك ساندبنك (DanTysk Sandbank) وشركات إي إن بي دبليو (EnBW)، وإيبردرولا، وأورستيد، وآر دبليو إي (RWE)، وسكاي بورن رينيوابولز (Skyborn Renewables)، وفاتنفول (Vattenfall) السويدية، إلى جانب ويند إم دبليو جي إم بي إتش (WindMW GmbH).
وأُجري البحث بوساطة شركة البحوث والاستشارات "بيو كونسالت إس إتش".
نتائج الدراسة
وفق متابعات منصة الطاقة المتخصصة، يمكن تلخيص نتائج الدراسة في النقاط الـ3 الآتية:
- تتفادى الطيور المهاجرة توربينات الرياح بصورة موثوقة؛ إذ يتجنّب ما يزيد على 99.8% من الطيور المهاجرة التوربينات في أثناء الليل والنهار، وهي نسبة تزيد كثيرًا عما كان يُفترض سابقًا.
- لا علاقة بين شدة الهجرة وحوادث الاصطدام؛ فعكْس الفرضيات السابقة، لم يرتفع معدل الاصطدام بالتوربينات مع زيادة عدد الطيور المهاجرة، وحتى في أثناء فترات نشاط الهجرة الليلية المرتفع لم تحلّق سوى طيور قليلة جدًا في محيط منطقة الدوار.
- التقدم التقني؛ إذ يمثّل الجمع بين استعمال الرادار والكاميرات المعتمِدة على الذكاء الاصطناعي طفرة واضحة؛ ما يُتيح هذا دقة متناهية في تسجيل حركات الطيور خلال الطيران على مستوى الدوار، وبالتالي الحصول على نتائج موثوقة بشأن معدل الاصطدامات.
موضوعات متعلقة..
- مزرعة رياح في تسمانيا الأسترالية تفوز بمعركة قضائية ضد "الببغاء"
- بدء بناء أكبر مزرعة رياح في نيو ساوث ويلز الأسترالية
- أول مزرعة رياح بحرية في نيويورك تبدأ تركيب 12 توربينًا
اقرأ أيضًا..
- التنقيب عن الذهب في السعودية ينتعش برخصة منجم كتينة
- الطاقة الشمسية في أميركا تشهد نقطة تحول بغياب الحوافز الضريبية (تقرير)
- أديس السعودية توقع أول صفقة حفر بعد الاستحواذ على شيلف دريلينغ





