غازتقارير الغازرئيسية

التنقيب عن النفط والغاز في أوروبا ينتعش.. القارة لم تفق من صدمة حرب أوكرانيا

حياة حسين

تشهد خطط التنقيب عن النفط والغاز في أوروبا انتعاشة مؤخرًا؛ إذ تستعد بلدان عديدة في القارة إلى التوسع في آبار قائمة، أو العمل في حقول بحرية جديدة، بهدف ضمان أمن الطاقة المُهتز منذ غزو روسيا لأوكرانيا.

وفي فبراير/شباط من 2022، غزت روسيا أوكرانيا، وفرضت الدول الغربية عقوبات عديدة عليها؛ ما أربك سوق الطاقة العالمية؛ إذ إن موسكو من كبار منتجي النفط والغاز والفحم، وكانت أوروبا تعتمد عليها بكثافة.

وعقب الغزو، قفزت أسعار النفط لتقترب من 140 دولارًا للبرميل، وحلّقت أسعار الغاز؛ ما رفع تكاليف الوقود ومعدلات التضخم في أنحاء العالم، وليس أوروبا فقط، وإن كانت القارة قد تحمّلت القدر الأسوأ، خاصة بريطانيا، إذ تسبّبت الأزمة في إفلاس العديد من شركات الكهرباء فيها.

ووفق مقال لكاتب عمود الطاقة في رويترز رون بوسو، طالعته منصة الطاقة المتخصصة، تستورد أوروبا 85% من الغاز الذي تستهلكه، في حين أن ذروة الإنتاج بالقارة في تسعينيات القرن الماضي؛ لم تُلبِّ أكثر من 50% من الاحتياجات، وفق "يوروستات".

البحث عن النفط والغاز في أوروبا

تشهد خطط التنقيب عن النفط والغاز في أوروبا تخفيفًا للقيود التي تحكم عمليات الاستكشاف الجديدة، خاصة حفر آبار للبحث عن الهيدروكربونات، عاكسة اتجاه استمر سنوات طويلة؛ درجت فيها على تقليص النشاط لصالح حماية المناخ، وفق مقال كاتب رويترز رون بوسو.

وتستهدف عمليات تنشيط إنتاج النفط والغاز في أوروبا خفض الاعتماد الكثيف على الواردات من مصادر الطاقة المُكلّفة، شاملة أميركا.

ورغم أن الاتجاه لم يكن في كل دول القارة، لكنه أصبح واضحًا في العديد من البلدان مثل: اليونان وإيطاليا وبريطانيا، "راسمًا نموذجًا جديدًا؛ بدأ من صدمة أسعار الطاقة في 2022"، وفق الكاتب.

ومنذ غزو روسيا لأوكرانيا، اضطرت أوروبا لاستبدال الغاز الروسي الرخيص المنقول إليها في خطوط أنابيب، واعتمدت على الغاز المسال الذي يفوقه تكلفة بنسبة هائلة، خاصة من أميركا، التي باتت تزود القارة بـ16.5% من حجم الاستهلاك.

ومع أن اعتماد أوروبا على الواردات يصب في صالح واشنطن؛ فإن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، كرر مطالباته لدول في القارة بتشجيع إنتاج الغاز والنفط في أوروبا، الذي يقلل الاعتماد على روسيا خصوصًا.

وقبل عدة أشهر، أبرم الاتحاد الأوروبي صفقة مع أميركا لاستيراد سلع من الأخيرة، معظمها من الطاقة، وتحديدًا الغاز المسال، تبلغ قيمتها 750 مليار دولار، في إطار تسوية حرب التعرفات الجمركية التي أشعلها ترمب.

لذلك يُعد تطوير مشروعات إنتاج النفط والغاز في أوروبا وسيلة لخفض الاعتماد الكبير على الواردات، خاصة من الغاز، وتقليص التكاليف.

رئيسة حكومة إيطاليا بقيادة جيورجيا ميلوني
رئيسة حكومة إيطاليا جيورجيا ميلوني - الصورة من دايلي صباح

رخص جديدة في اليونان وإيطاليا وبريطانيا

تشمل أنشطة التنقيب عن النفط والغاز في أوروبا، المستهدفة المدة المقبلة، إصدار اليونان لأول رخصة للتنقيب البحري في 4 عقود، لصالح تحالف من 3 شركات أوروبية هي: هيلينك إنرجي المحلية وإنرجيان اليونانية، إضافة إلى عملاقة النفط والغاز الأميركية إكسون موبيل؛ للتنقيب في المربع 2 في البحر الأيوني (أحد فروع البحر الأبيض المتوسط).

وتشير بعض التقديرات إلى أن الموقع يشمل احتياطيات تبلغ 200 مليار متر مكعب من الغاز؛ لذلك لا يمكن تحديد حجم الاستكشاف وتكاليف التطوير قبل الحفر المُكثف، والمتوقع أن يبدأ في أواخر العام المقبل (2026)، أو أوائل 2027.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة إنرجيان ماثيوس ريغاس: "إنه تغيير كبير في موقف حكومة اليونان التي ظلت سنوات طويلة تردد أنها لا تريد الوقود الأحفوري، وتكتفي بمشروعات الطاقة المتجددة.. هذا الأمر مهم لأمن الطاقة"، مشيرًا إلى أن هذا الترخيص يفتح الباب لعمليات الاستكشاف، ولكن الإنتاج التجاري للحقل لن يبدأ قبل عام 2030.

وتستهلك اليونان، التي منحت ترخيصًا ثانيًا لتحالف من شركتي شيفرون الأميركية وهيلينك، نحو 6 مليارات متر مكعب من الغاز سنويًا، وتأمل في تطوير الحقل للاستهلاك والتصدير إلى باقي أوروبا.

وأطلقت حكومة إيطاليا بقيادة جيورجيا ميلوني، الضوء الأخضر لإنعاش الاستكشاف والتنقيب البحري، كشفت عنه شركة شل التي تستثمر بكثافة في روما، الأسبوع الماضي؛ إذ أعلنت أنها تعتزم ضخ مزيد من الاستثمارات في الحقول البحرية.

وفي الأسبوع الماضي أيضًا، بدت بريطانيا، التي تُنفذ انقلابًا في مجال الطاقة والتحول نحو المشروعات المتجددة منذ نجاح حزب العمال بقيادة كير ستارمر، أكثر مرونة بشأن العمل في بحر الشمال؛ إذ خففت القيود المفروضة على عمليات البحث والاستكشاف، وسمحت بالتوسع في الحقول القائمة، ومن المتوقع أن تمنح ترخيصًا لـ2 من الحقول الضخمة الجديدة خلال الأشهر المُقبلة، وفق كاتب رويترز رون بوسو.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق