جدل حول تقنيات إزالة الكربون في بريطانيا.. تكاليف باهظة مقابل نتائج غير مؤكدة
وحدة أبحاث الطاقة - مي مجدي

تمثّل تقنيات إزالة الكربون في بريطانيا ركيزة أساسية بخطط الانبعاثات، إذ ينصبّ التركيز الحالي على تقنيتين رئيستين: الطاقة الحيوية مع تقنية احتجاز الكربون وتخزينه، واحتجاز الكربون من الهواء مباشرة.
ومع ذلك، حذّر تقرير حديث -اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة- من أن الحكومة قد تخاطر بإنفاق مليارات الدولارات في حالة الاعتماد على تقنيات لم تثبت جدواها بعد.
وأعلنت البلاد 10 مشروعات تهدف لتطبيق تقنيات إزالة الكربون في بريطانيا على نطاق تجاري، منها 6 مشروعات تجريبية مدعومة من الحكومة، لكن أغلب المشروعات تواجه تأخيرات أو إلغاءات، ولم يتجاوز أيّ منها المرحلة التجريبية أو الانتقال إلى عمليات التطوير.
بالإضافة إلى ذلك، لم تُسجل البلاد أيّ التقاط للكربون على نطاق تجاري، ما يخلق حالة من عدم اليقين حول إمكان تنفيذ هذه المشروعات وجدواها.
وباتت بريطانيا بحاجة إلى التركيز على حلول مضمونة وسريعة التنفيذ، مثل الطاقة الشمسية والرياح والمركبات الكهربائية، لخفض الانبعاثات، بدلًا من التركيز على تقنيات قد لا تحقق أهدافها المرجوة.
تراجُع خطط إزالة الكربون في بريطانيا
كان من المخطط بدء بعض مشروعات إزالة الكربون في بريطانيا التشغيل التجاري في أواخر العشرينيات، لكن ما يزال جميعها في مرحلة البحث والتطوير، ويحدّ ذلك من فرص بدء العمل التجاري بحلول 2030.
وتعكس التأخيرات تراجع الأهداف الحكومية على المدى القريب، إذ كان من المتوقع أن تزيل مشروعات توليد الكهرباء من الطاقة الحيوية باستعمال تقنية احتجاز الكربون وتخزينه، واحتجاز الكربون من الهواء مباشرة نحو 5.6 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا بحلول 2030، لترتفع إلى 22.9 مليونًا في 2035، صمن خطة 2023.
أمّا الخطة الأحدث (2025)، فقد خفضت توقعاتها لعام 2030 إلى 0.7 مليون طن، والهدف لعام 2035 يقارب 21.8 مليون طن.
كما خفضت لجنة تغير المناخ (CCC) توقعاتها لإزالة الكربون من هذه التقنيات، حيث كانت تفترض إزالة 3.5 مليون طن من ثاني أكسيد سنويًا بحلول عام 2030، ترتفع إلى 14.1 مليونًا بحلول عام 2035.
وأصبحت التوقعات تشير إلى أن عام 2030 لن يشهد أيّ عمليات لإزالة الكربون، مع افتراض إزالة 7.1 مليون طن سنويًا في 2035.
ويوضح الرسم التالي -من إعداد وحدة أبحاث الطاقة- قدرة احتجاز الكربون واستعماله وتخزينه بين عامي 2014 و2024:

تكلفة إزالة الكربون في بريطانيا
في الوقت نفسه، حذّر التقرير الصادر عن شركة أبحاث الطاقة النظيفة إمبر، من تكاليف مشروعات إزالة الكربون في بريطانيا، حيث قد تتطلب التقنيات دعمًا بمليارات الدولارات.
ويواجه أكبر مشروع مطروح، الذي يهدف إلى تركيب تقنية احتجاز الكربون في محطة دراكس لتوليد الكهرباء من الكتلة الحيوية، تأجيلًا جديدًا من 2027 إلى 2030.
وقد يصل دعم المشروع وحده إلى 30 مليار جنيه إسترليني (40 مليار دولار)، مع تعاظم التقديرات لتصل إلى 33 مليار جنيه إسترليني، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
(جنيه إسترليني= 1.32 دولارًا أميركيًا)
ويفوق ذلك ما خصّصته الحكومة كاملًا لتقنيات احتجاز الكربون والهيدروجين، المقدّرة بـ21.7 مليار جنيه إسترليني على مدى 25 عامًا.
ويرى أن التقرير أن هذا النوع من الدعم يجب توجيهه نحو حلول مضمونة لخفض الانبعاثات ودعم الأسر، موضحًا أن توجيه هذه المبالغ المخصصة لمحطة دراكس لبرنامج تحديث الغلايات، يمكنه تغطية تكلفة المضخات الحرارية الهوائية لقرابة سدس المنازل في إنجلترا وويلز.
بالإضافة إلى ذلك، كان من المفترض أن يخفض مشروع كلايمووركس أوركا في آيسلندا، لاحتجاز الكربون من الهواء مباشرة التكاليف إلى 100 دولار للطن من الكربون الملتقط، لكنها ما تزال مرتفعة عند 1000 دولار للطن بدءًا من مارس/آذار الماضي، ولم يحقق سوى ربع هدفه السنوي لإزالة الكربون.

تحديات إزالة الكربون في بريطانيا
يشير تقرير إمبر إلى أن تقنيات إزالة الكربون في بريطانيا تواجه تحديات، ما يجعل الالتزام بالجداول الزمنية والتكاليف غير مضمون.
وتوقّع عدم تحقيق تقنية الطاقة الحيوية مع احتجاز الكربون الأهداف المرجوّة، إذ باتت الجدوى الفعلية لها لإزالة الكربون محل جدل.
وعالميًا، ما تزال مشروعات احتجاز الكربون من الهواء مباشرة على نطاق تجاري أعلى من المستهدف، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وقدّم التقرير مجموعة من الأولويات التي يجب التركيز عليها، أبرزها:
- إدخال إجراءات لتقليل التكلفة وضمان موثوقية تقنيات إزالة الكربون.
- الاستمرار في استكشاف تقنيات إزالة الكربون البديلة.
- تركيز الاستثمار على حلول مجدية.
- تخصيص التمويل العام المحدود لتحقيق أهداف الكهربة.
- تأجيل دعم المشروعات الكبيرة لحين إثبات فاعليتها.
موضوعات متعلقة..
- حرق الخشب لتوليد الكهرباء في بريطانيا يعرقل أهداف إزالة الكربون (تقرير)
- بريطانيا تحتاج إلى 34 مليار دولار لإزالة الكربون من مباني القطاع العام (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- اكتشافات الغاز في أفريقيا تمتد إلى 24 دولة.. وهذه خريطة الاحتياطيات
- هل انبعاثات السيارات الكهربائية أقل من التقليدية؟.. دراسة تكشف مفارقة أول عامين
- أكبر مشروعات الهيدروجين الأخضر في أفريقيا.. سيطرة عربية (إنفوغرافيك)
المصدر:





