الطاقة الشمسية في أميركا تشهد نقطة تحول بغياب الحوافز الضريبية (تقرير)
نوار صبح
يمرّ قطاع الطاقة الشمسية في أميركا بنقطة تحول في غياب الحوافز الضريبية الفيدرالية التي أسهمت في تسريع تحول البلاد نحو الطاقة النظيفة من خلال مساعدة الملايين من مالكي المنازل والشركات على تبني هذه التقنية.
ومع بدء تقليص الائتمان الضريبي الفيدرالي للاستثمار والإعفاء الضريبي بنسبة 30% لتركيبات الطاقة الشمسية تدريجيًا بعد عام 2025، يمر قطاع الطاقة الشمسية بمرحلة تحول جديدة تتطلّب بناء سوق مستقرة ومستدامة ومتنامية قائمة على الابتكار والكفاءة، بحسب تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
ووفقًا لاستطلاع المستهلكين الذي أجرته شركة "أورورا سولار" الأميركية (Aurora Solar) في أكتوبر/تشرين الأول 2025، ركّب ما يقرب من نصف الأميركيين (49%) أنظمة الطاقة الشمسية في أميركا، أو يفكرون في ذلك، أو يعرفون شخصًا قام بذلك.
ورغم ذلك أفاد 43% بأنهم سمعوا ببرنامج الائتمان الضريبي للاستثمار "آي تي سي" (ITC)، الذي أحدث نقلة نوعية في قطاع الطاقة الشمسية بأميركا، لكنهم لا يفهمون آلية عمله، فيما قلّل 82% من قيمته.
قيمة برنامج الائتمان الضريبي للاستثمار
ما زال معظم الأشخاص لا يدركون تمامًا القيمة التي حقّقها برنامج الائتمان الضريبي للاستثمار، وهذا يعني أن هناك فرصة هائلة قائمة، خصوصًا عند تحسين الكفاءة وخفض التكاليف من خلال ابتكارات أخرى.
ولتحقيق النجاح طويل الأمد، يجب على القطاع تسهيل فهم الطاقة الشمسية، وتسريع نشرها، وتقليل تكلفة تركيبها.
بمعنى آخر، يجب أن تصبح الطاقة الشمسية في أميركا محمية من السياسات.

اعتماد الطاقة الشمسية في أميركا
وسّع الدعم الفيدرالي اعتماد الطاقة الشمسية في أميركا، إلا أن المرحلة التالية من النمو تعتمد على تغيير هيكلي يقلّل من عدم الكفاءة ويعزّز الثقة مع أصحاب المنازل.
وعلى الرغم من انخفاض تكاليف الأجهزة، لا تزال التكاليف غير المباشرة -مثل التراخيص، واستقطاب العملاء، والنفقات العامة- تمثّل ما يقرب من ثلثي كل مشروع للطاقة الشمسية، وفقًا لمختبرات معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا.
ويمكن أن يؤدي خفض هذه التكاليف من خلال أدوات التصميم المُحسّنة والأتمتة وسير العمل المترابطة إلى تقليل النفقات مع خلق تجربة أكثر موثوقية وشفافية للعملاء.
حاليًا، يمكن للحلول الرقمية مساعدة المحترفين على تصميم الأنظمة في ثوانٍ، وتقليل إعادة العمل، وتقديم مقترحات دقيقة وجاهزة لأصحاب المنازل من المحاولة الأولى.
ويمكن أن يساعد استعمال هذه الأدوات مُركّبي الطاقة الشمسية متوسطي الحجم على توفير مئات الآلاف من الدولارات سنويًا، ما يسمح لهم بتقديم أسعار أفضل وتوسيع نطاق الوصول إلى الطاقة النظيفة لمزيد من الأشخاص.
وتُعد الثقة عاملًا مهمًا؛ إذ يقول 41% من أصحاب المنازل إنه من الصعب العثور على مُركّب طاقة شمسية موثوق، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وعندما يُقدّم المُركّبون إلى أصحاب المنازل معلومات واضحة ودقيقة، ويتأكدون من فهمهم التام لخياراتهم، تزداد احتمالية إقدامهم على المشروع، فالثقة، لا الحوافز، هي التي ستُحدّد المرحلة التالية من تبني الطاقة الشمسية في أميركا.

سدّ فجوة المعرفة والقدرة على تحمّل التكاليف
تُظهر بيانات المستهلكين أن التعليم والقدرة على تحمل التكاليف لا يزالان يُشكّلان أكبر عائقين أمام الطاقة الشمسية في أميركا.
ويقول أكثر من ثلث الأميركيين (37%) إنهم سمعوا عن الطاقة الشمسية، لكنهم لا يعرفون طريقة عملها، ويُخطئ نصفهم تقريبًا في تقدير تكلفتها.
بمعنى آخر، لا يزال الكثيرون يعدّون الطاقة الشمسية بعيدة المنال ماليًا، حتى مع توافر الائتمانات والخصومات.
ويُعدّ هذا مصدر قلق مشروع، فعلى الرغم من أن الطاقة الشمسية تُعد استثمارًا مفيدًا لمعظم مالكي المنازل، فإنها تُعدّ استثمارًا كبيرًا.
وبالنسبة إلى معظم المستهلكين، لا تُعدّ الطاقة الشمسية عملية دون تمويل أو حوافز.
وينطبق هذا بصورة خاصة على الأسر ذات الدخل المنخفض؛ حيث يقول ما يقرب من 4 من كل 10 أشخاص (39%) إنهم لن يُفكّروا في استهلاك الطاقة الشمسية دون حوافز حكومية، مُقارنةً بـ13% من المُستجيبين ذوي الدخل المرتفع.
لذلك، مع تلاشي الحوافز تدريجيًا، يجب على الشركات مُواكبة أصحاب المنازل هؤلاء بتوجيهات أفضل، وأدوات أبسط، ونماذج تمويل تجعل الطاقة الشمسية مُتاحة.
التحوّل إلى الطاقة المتجددة
لا ينجح التحوّل إلى الطاقة المتجددة إلا عندما يُشارك الجميع، والتعليم هو أساس هذه المُشاركة.
لذلك، مهما بلغ دخل الأسرة، فإن توسيع خيارات الدفع المرنة، وتبسيط الحوافز، وخفض تكاليف المشروعات أمورٌ أساسية.
فالخيارات المتاحة، والمعلومات، والدعم، كلها عوامل تُحدث فرقًا بين العمل والتردد، ما يُساعد أصحاب المنازل على رؤية الطاقة الشمسية بوصفها أمرًا قابلًا للتحقيق، لا مجرد طموح.
موضوعات متعلقة..
- نمو قطاع الطاقة الشمسية في أميركا يواجه عقبات.. ما دور مراكز البيانات؟ (تقرير)
- قرارات تأجيل مشروعات الطاقة الشمسية في أميركا تتجاوز 20% من القدرة المخططة
- الزراعة تحت ألواح الطاقة الشمسية في أميركا.. إيرادات وفرص عمل مهمة (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- إيرادات صادرات السعودية من النفط.. وأعلى قفزة في 2025 (إنفوغرافيك)
- إنتاج الكهرباء في كاليفورنيا يرتفع 8%.. الطاقة الشمسية تقلص دور الغاز
- 6 توجهات ترسم ملامح الطاقة النووية في 2025.. الإمارات ومصر على الخريطة
المصدر..





