التقاريرتقارير السياراتتقارير دوريةرئيسيةسياراتوحدة أبحاث الطاقة

هل انبعاثات السيارات الكهربائية أقل من التقليدية؟.. دراسة تكشف مفارقة أول عامين

وحدة أبحاث الطاقة - رجب عز الدين

يشيع اعتقاد بأن انبعاثات السيارات الكهربائية صفرية تمامًا؛ لكونها تعمل ببطاريات تتزود بالكهرباء، وليس بالوقود الأحفوري الذي يبدو تلويثه للبيئة ظاهرًا ومحسوسًا.

ورغم انتشار هذا الاعتقاد بقوة في أوساط صناعة السيارات الكهربائية العالمية، فإن الحقائق العلمية تشير إلى أن حساب الانبعاثات لا يقتصر على المباشر منها فحسب، بل لا بد أن يشمل الانبعاثات غير المباشرة على طول سلسلة القيمة.

في هذا السياق، حدّدت دراسة حديثة -اطّلعت عليها وحدة أبحاث الطاقة- 3 معايير لقياس انبعاثات السيارات الكهربائية في الولايات المتحدة، تبدأ بحساب الانبعاثات الصادرة في أثناء عمليات إنتاج الوقود والبطاريات، ثم الانبعاثات الصادرة في أثناء تصنيع المركبات من النوعين، وصولًا إلى انبعاثات تشغيل كل منهما.

وانتهت الدراسة الصادرة عن جامعة ديوك الأميركية إلى أن المركبات الكهربائية ربما تسجل إجمالي انبعاثات أعلى من نظيرتها التقليدية خلال أول عامين من الاستعمال، بينما يظهر تفوقها في خفض الانبعاثات التراكمية بداية من العام الثالث.

وأرجعت الدراسة فجوة السنوات الأولى إلى أن الإنتاج المبكر لبطاريات الليثيوم أيون يتطلب استهلاكًا كثيفًا للكهرباء؛ ما سيؤدي إلى ارتفاع البصمة الكربونية الأولية للصناعة.

ورغم ذلك، فإن المركبات الكهربائية تستطيع تعويض هذه الفجوة بسرعة من خلال خفض انبعاثات التشغيل مقارنة بنظيراتها التقليدية، خاصة لو استمرت شبكة الكهرباء الأميركية في خطط إزالة الكربون.

نتائج انبعاثات السيارات الكهربائية

اعتمدت الدراسة على نموذج محاكاة لتفاعل أنظمة النقل والكهرباء في الولايات المتحدة حتى عام 2050 في ظل سيناريوهات مختلفة لمعدلات تبنّي السيارات الكهربائية.

وأظهرت النتائج أن تصنيع السيارات الكهربائية يمكنه أن يطلق كميات من ثاني أكسيد الكربون أعلى بنسبة 30% من تصنيع السيارات العاملة بالبنزين، لكن هذه الفجوة تتقلص بسرعة بمجرد القيادة على الطريق دون انبعاثات.

وتتقلص هذه الفجوة أكثر في العام الثاني للقيادة، ثم تتّسع بمرور الوقت مع تحول شبكات الكهرباء نحو مصادر طاقة أنظف مثل الطاقة الشمسية والرياح أو منخفضة الكربون مثل الغاز الطبيعي.

وتقدّر الدراسة وصول حجم الانبعاثات الأميركية المتجنَّبة بسبب السيارات الكهربائية إلى 485 رطلًا (220 كيلوغرامًا) من ثاني أكسيد الكربون لكل كيلوواط/ساعة من سعة البطارية بحلول عام 2030، ثم إلى 280 رطلًا (127 كيلوغرامًا) بحلول عام 2050.

ولا تتضمن هذه التقديرات الانبعاثات الناتجة عن إعادة تدوير أجزاء المركبات أو التخلص منها في نهاية عمرها الافتراضي، كما لا تتضمن الانبعاثات الناتجة عن بناء شبكات الشحن أو البنية التحتية الجديدة للكهرباء، بحسب تفاصيل منهجية رصدتها وحدة أبحاث الطاقة.

انبعاثات السيارات الخفيفة في الولايات المتحدة
انبعاثات السيارات الخفيفة في الولايات المتحدة - الصورة من Los Angeles Times

ويمثّل قطاع النقل 28% من إجمالي الانبعاثات الكربونية في الولايات المتحدة، مع استحواذ المركبات الخفيفة بما في ذلك السيارات والشاحنات الصغيرة وسيارات الدفع الرباعي على 3 أخماس (60%) هذه الانبعاثات.

وبالمثل، تُصنَّف حركة المرور على الطرق ضمن أحد مصادر ملوثات الهواء الرئيسة في البلاد، خاصة أول أكسيد الكربون وأكاسيد النيتروجين، وأغلبها يصدر من محركات الاحتراق الداخلي في المركبات العاملة بالبنزين والديزل.

وبحسب نتائج الدراسة، فإن المركبات التقليدية تتسبب في أضرار بيئية أعلى مرتين إلى 3 مرات من المركبات الكهربائية عند احتساب القيمة الاقتصادية لأضرار تلوث الهواء وآثارها في تغير المناخ.

انبعاثات محطات شحن السيارات الكهربائية

ليست هذه أول دراسة أميركية تشير إلى انبعاثات السيارات الكهربائية غير المباشرة، فقد سبقتها دراسة نُشرت -مؤخرًا- تُحذّر من أن محطات الشحن السريع للسيارات الكهربائية تُصدر تركيزات عالية من الجسيمات الدقيقة التي لا تُرى بالعين المجردة.

واستندت الدراسة الصادرة عن كلية فيلدنغ للصحة العامة بجامعة كاليفورنيا إلى تحليل الهواء في محيط 50 محطة من محطات شحن السيارات الكهربائية السريعة بمقاطعة لوس أنجلوس التي يقطنها 10 ملايين نسمة.

سيارات كهربائية تتزود بالكهرباء من محطات شحن تابعة لشركة تيسلا
سيارات كهربائية تتزود بالكهرباء من محطات شحن تابعة لشركة تيسلا - الصورة من CNN

وجاءت النتائج صادمة؛ إذ ثبت أن محيط الهواء بـ25 محطة يحتوى على تركيزات عالية من الجسميات الدقيقة تصل إلى 15.2 ميكروغرامًا لكل متر مكعب، وهو أعلى بقليل من مستويات محطات الوقود التقليدية، كما يفوق إرشادات منظمة الصحة العالمية، إضافة إلى كونه أعلى من المستويات المرصودة في المناطق الحضرية الأخرى.

وأرجعت الدراسة السبب في ذلك إلى المراوح المستعملة بوحدات توزيع الكهرباء بمحطات الشحن السريع، فرغم أهميتها في تبريد المحطات، فإنها تتسبب في آثار جانبية غير مقصودة تتمثل في تشتيت الغبار والجزئيات المتطايرة من تآكل الإطارات والفرامل في الهواء.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:

تحليل انبعاثات السيارات الكهربائية في أميركا، من دراسة جامعة ديوك

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق