التقاريرتقارير الطاقة المتجددةتقارير دوريةرئيسيةطاقة متجددةوحدة أبحاث الطاقة

هل أصبحت الطاقة الكهرومائية مصدرًا غير موثوق؟.. الجفاف والفيضانات كلاهما خطر

وحدة أبحاث الطاقة - رجب عز الدين

اقرأ في هذا المقال

  • الطاقة الكهرومائية ثالث أكبر مصدر للكهرباء عالميًا بعد الفحم والغاز
  • الطاقة الكهرومائية أكبر مصدر للكهرباء النظيفة قبل الشمس والرياح
  • إنتاج الطاقة الكهرومائية يتضرر بشدة في البرازيل والصين وكندا
  • ظواهر الطقس المتطرفة مثل الجفاف والفيضانات أبرز التحديات
  • الصين تبني أكبر محطة كهرومائية في العالم بقدرة 60 غيغاواط
  • مخاوف في الهند وبنغلاديش من نقص المياه بسبب السدود الصينية

ظلّت الطاقة الكهرومائية أحد أهم مصادر الكهرباء النظيفة في العالم لعقود طويلة، إلّا أن التوسع في الاعتماد عليها مستقبلًا أصبح يواجه شكوكًا وتحديات ومخاوف متصاعدة.

في هذا السياق، حذّر تحليل حديث -اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة- من مخاطر تآكل الثقة في الطاقة المائية بسبب الظواهر الجوية المتطرفة المرتبطة بتغيّر المناخ.

واستشهد التحليل بالتحديات المتزايدة التي تواجهها محطات الطاقة الكهرومائية في أميركا الجنوبية، لا سيما البرازيل التي تستضيف قمة المناخ كوب 30 هذا العام (10-21 نوفمبر/تشرين الثاني 2025).

وتضم البرازيل إحدى أقدم المحطات الكهرومائية في العالم على نهر الأمازون، كما تشكّل الطاقة المائية أكثر من نصف احتياجاتها من الكهرباء، لكنها أصبحت تعاني من انخفاض القدرة التوليدية بسبب الجفاف خلال السنوات الأخيرة.

تحديات الطاقة الكهرومائية في البرازيل

أثّر الجفاف وعوامل الزمن في مئات محطات الطاقة الكهرومائية حول العالم، ومنها سد توكوروي في البرازيل، الذي اكتمل بناؤه قبل 40 عامًا، ما أدى إلى انخفاض التوليد.

وبحسب بيانات مركز أبحاث الطاقة النظيفة "إمبر"، انخفض إنتاج الكهرباء من الطاقة المائية في البرازيل بنسبة 3%، ليصل إلى 413 تيراواط/ساعة خلال عام 2024، مقارنة بنحو 426 تيراواط/ساعة خلال عام 2023.

كما انخفضت حصة الطاقة الكهرومائية في مزيج الكهرباء البرازيلي إلى 55.4% خلال العام الماضي، مقارنة بنحو 60.2% خلال عام 2023.

وكانت البرازيل قد تعرضت لموجهة جفاف قاسية تضررت منها بعض خزانات المياه في البلاد خلال عامي 2014 و2015؛ ما اضطر الحكومة لاتخاذ إجراءات عاجلة لترشيد استهلاك الكهرباء.

وأسهم الجفاف وتسارع معدلات إزالة الغابات في منطقة الأمازون -موطن 60% من الغابات المطيرة المتبقية في العالم- بانخفاض منسوب المياه وتضرُّر القدرة التوليدية.

وعلى الجانب الآخر، أجبرت الفيضانات والانهيارات الأرضية محطات الطاقة الكهرومائية في جنوب البرازيل للإغلاق -أحيانًا- خشية التعرض لانهيارات في المعدّات أو تلف التوربينات وغيرها، ما أدى إلى اضطراب معدلات التوليد رغم وفرة المياه.

وأنتج قطاع الطاقة المائية 48% من إجمالي إنتاج الكهرباء في البرازيل خلال شهر أغسطس/آب الماضي، وهو أدنى مستوى منذ 4 سنوات، بينما وفرت الطاقة الشمسية والرياح ثلث كهرباء البلاد خلال الشهر لأول مرة في تاريخ القطاع، بحسب بيانات مركز إمبر.

اضطراب إنتاج الطاقة الكهرومائية عالميًا

لا يقتصر انخفاض إنتاج الطاقة الكهرومائية على البرازيل فحسب، بل يمتد إلى دول أخرى عانت من انخفاضه خلال السنوات الأخيرة، مثل كندا والصين والولايات المتحدة.

وانخفض توليد الطاقة المائية عالميًا بنسبة 2% أو ما يعادل 91 تيراواط/ساعة في عام 2023، ليصل الإجمالي إلى 4 آلاف و232 تيراواط/ساعة.

وكان هذا الانخفاض يعادل استهلاك الكهرباء في تشيلي أو الفلبين خلال عام واحد، وهو أكبر انخفاض سنوي تتعرض له الطاقة الكهرومائية منذ عام 1956، بينما حدث ثاني أكبر انخفاض في عام 2021، بحسب التحليل المنشور في موقع صحيفة نيويورك تايمز الأميركية.

وتقول وكالة الطاقة الدولية، إن الطقس المتطرف مسؤول إلى حدّ كبير عن هذا الانخفاض، بينما يشير مدير شركة ماكولو لأبحاث الطاقة بمدينة بورتلاند الأميركية روبرت ماكولو إلى أن هذه الظاهرة تشهد انتشارًا واسعًا، ومقلقًا للغاية، ولا يدركه إلّا القليل.

لم يلبث توليد الطاقة الكهرومائية العالمي كثيرًا حتى انتعش بقوة في عام 2024، مع ارتفاعه بنسبة 4.3% أو ما يعادل 186 تيراواط/ساعة، ليصل الإجمالي إلى 4 آلاف و416 تيراواط/ساعة.

ويرجع ذلك إلى عدّة أسباب، أبرزها تحسُّن ظروف الطقس نسبيًا، ودخول بعض المحطات الجديدة حيز التشغيل التدريجي مثل محطة سد النهضة الإثيوبي، أكبر محطات الطاقة الكهرومائية في أفريقيا، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

وما زالت الطاقة المائية، ثالث أكبر مصدر للكهرباء في العالم بعد الفحم والغاز الطبيعي، إضافة إلى كونها أكبر مصدر نظيف للكهرباء، متفوقةً على الطاقة الشمسية والرياح والطاقة النووية.

وبلغت حصة الطاقة الكهرومائية في مزيج الكهرباء العالمي قرابة 14.3% خلال عام 2024، بينما بلغت حصص الطاقة الشمسية (7%)، والرياح ( 8%)، والطاقة النووية (9%).

وما زالت الصين أكبر دولة منتجة للكهرباء من الطاقة الكهرومائية، تليها البرازيل وكندا والولايات المتحدة، كما يوضح الرسم التالي الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة:

أكبر 10 دول منتجة للطاقة الكهرومائية في عام 2024

الصين تبني أكبر محطة كهرومائية في العالم

رغم التحديات والمخاوف البيئية والاجتماعية القائمة منذ عقود حول السدود، تواصل بعض الحكومات وشركات الكهرباء الضغط للتوسّع في بناء المزيد منها.

كما تحظى الطاقة الكهرومائية بدعم وكالة الطاقة الدولية التي تدعو العالم إلى ضرورة إعطائها الاهتمام الذي تستحقّه ضمن البدائل النظيفة المطلوبة لتلبية الطلب على الكهرباء عالميًا، بدلًا من الوقود الأحفوري.

وتعمل الصين -حاليًا- على أكبر مشروع للطاقة الكهرومائية في العالم بإقليم التبت، وسط مخاوف من تأثير هذا المشروع في إمدادات المياه بالهند وبنغلاديش.

وتصل القدرة المخططة لهذا المشروع إلى 60 غيغاواط، ويقع على الروافد السفلى لنهر يارلونغ زانغبو قرب الحدود مع الهند، ومن المتوقع تشغيله بحلول عام 2030.

وتضم الصين أكبر محطة كهرومائية في العالم -حاليًا-، تُعرَف باسم محطة سد الخوانق الثلاثة، بقدرة تصل إلى 22.5 غيغاواط، ما يعني أن قدرة المحطة الجديدة تزيد عليها مرتين تقريبًا.

ورغم القدرة التوليدية الضخمة للمشروع، فإنه يواجه احتمالات بيئة واجتماعية واسعة، حيث يتذكر الكثيرون الآثار السلبية الناجمة في أثناء بناء سد الخوانق الثلاثة بداية من تهجير 1.4 مليون شخص وانتهاءً بتدمير العديد من النظم البيئية المحيطة.

وأضافت الصين 14.4 غيغاواط من سعة الطاقة الكهرومائية خلال 2024، منها 7.75 غيغاواط في قطاع التخزين بالضخ المائي، لتظل بكين أكبر دولة في الإضافات الجديدة عالميًا، كما يوضح الرسم التالي، الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة:

أكبر 10 دول حسب الطاقة الكهرومائية المضافة في 2024

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:

تحديات الطاقة الكهرومائية في العالم، من نيويورك تايمز

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق