الطاقة النووية في اليابان تعود بقوة.. تشغيل أكبر محطة بالعالم
هبة مصطفى
يتّجه قطاع الطاقة النووية في اليابان إلى إحراز خطوة إيجابية توحي ببوادر انفراجة، بعد تعرضه لكارثة حادث محطة فوكوشيما قبل 14 عامًا.
وتشهد الدولة الآسيوية مساعي حثيثة لتشغيل أكبر محطة في العالم بصورة جزئية، تبدأ بمفاعل واحد أو اثنين، حسب تفاصيل تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وتلقّى تشغيل محطة "كاشيوازاكي كاريوا" دعمًا على أكثر من مستوى؛ شمل: رئيسة الوزراء، ووزير الصناعة، ومحافظ "نيغاتا".
ولجأت طوكيو إلى هذه الخطوة بهدف تقليل الاعتماد على الواردات التي تشكل عبئًا على ميزانية البلاد، في ظل معدلات الطلب الآخذة بالارتفاع.
تطورات الطاقة النووية في اليابان
تُشير تطورات الطاقة النووية في اليابان إلى بدء فك الحصار عن المفاعلات المغلقة بشكل تدريجي، مع موافقة محافظ "نيغاتا" على إعادة تشغيل بعض مفاعلات محطة "كاشيوازاكي كاريوا" الأكبر في العالم.
ويمهّد ذلك إلى بدء تشغيل المفاعلين 6 و7 (الأكبر بالمحطة) فور إنجاز مرحلة الموافقات النهائية، حسب ما نقلته رويترز عن وزير الصناعة الياباني "ريوسي أكازاوا" اليوم الجمعة 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2025.

ويعد المفاعلان أكبر وحدات المحطة، بقدرة إجمالية تصل إلى 2 غيغاواط و710 ميغاواط، ما يعادل ثلث إنتاج المحطة المقدر بنحو 8 غيغاواط و212 ميغاواط.
ويملك المفاعل 6 وحده القدرة على تلبية 2% من طلب طوكيو على الكهرباء.
ويبدو أن استعدادات ميدانية سبقت الإعلانات الرسمية والتنفيذية حول إنعاش قطاع الطاقة النووية في اليابان؛ إذ خضع المفاعل 6 بالمحطة إلى فحص دقيق من قِبل شركة طوكيو للكهرباء "تيبكو TEPCO".
وأنجزت الشركة هذه الخطوة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بعد التيقن من عملية تحميل المفاعل بالوقود النووي، واختبار تشغيل الأنظمة الرئيسة.
وبجانب التشغيل المحتمل للمفاعلين، تعتزم الشركة اليابانية وقف تشغيل المفاعلات الـ5 المتبقية في المحطة.
ورحّبت رئيسة الوزراء ساناي تاكايتشي بخطوة استئناف التشغيل، لتعزيز أمن الطاقة وخفض تكلفة الواردات التي تعادل ما يتراوح بين 60 و70% من عملية توليد الكهرباء في البلاد.
تحديات التشغيل
لا يزال تشغيل مفاعلين من أصل 7 بأكبر محطة طاقة نووية في العالم محاطًا بالتحديات؛ إذ يترقّب نتائج تصويت مجلس المحافظة بعد بدء دورته العادية في 2 ديسمبر/كانون الأول المقبل.
وبإقرار محافظ نيغاتا "هيديو هانازومي" بموافقة المجلس، تتخلّص شركة "تيبكو" من آخر العقبات الإدارية المعطلة لتشغيل المفاعلين.
ومن جانب آخر، يتعيّن على الشركة المشغلة للمحطة والهيئات المعنية استيعاب مخاوف السكان المحليين للمحافظة، بشأن اعتبارات السلامة واستعدادات الطوارئ.
ويعد استئناف تشغيل المفاعلين أولى خطوات شركة طوكيو للكهرباء، منذ كارثة تسونامي محطة فوكوشيما دايتشي عام 2011، التي لا تزال "تيبكو" تتحمل دفع تعويضاتها حتى الآن.
وعقب هذا الحادث المروع -ثاني أشد الحوادث النووية العالمية بعد مفاعل تشيرنوبل عام 1986- أغلقت اليابان مفاعلاتها كافة، البالغ عددها 54 وحدة.
واستغنت طوكيو نهائيًا عن 21 مفاعلًا من بين هذا الأسطول، وشغلت بعض الشركات 14 وحدة أخرى من أصل 33 وحدة متبقية.

واردات اليابان من الطاقة
لم يقتصر الأمر على استئناف تشغيل مفاعلي أكبر محطة نووية في العالم؛ إذ شرعت شركة "كانساي" في إجراء مسح لبحث بناء مفاعل جديد غرب اليابان، يوليو/تموز الماضي.
وبعد غلق المفاعلات الـ54، كثفت اليابان من اعتمادها على واردات الطاقة، لكن هذا الحل لم يكن ملائمًا لأسباب عدة من بينها:
- التعرض لمخاطر صدمات الإنتاج والانقطاع المحتمل للإمدادات.
- ارتفاع فاتورة استيراد الغاز المسال والفحم إلى 10.7 تريليون ين ياباني (68 مليار دولار) العام الماضي.
(الين الياباني = 0.0064 دولارًا أميركيًا).
وفي ظل تزايد طلب مراكز البيانات وصناعة الرقائق على الكهرباء، بات التوازن بين تأمين إمدادات منخفضة الكهرباء، وخفض فاتورة الواردات ضروريًا.
ومع بدء ضخ إمدادات الطاقة النووية في اليابان بعد تشغيل المفاعل 6 في محطة "كاشيوازاكي كاريوا"، يتوقع محللون تراجع واردات الدولة الآسيوية العام المقبل بنحو 4 ملايين طن متري.
موضوعات متعلقة..
- الطاقة النووية في اليابان أمام تحدٍ جديد.. تأجيل مفاعل بقدرة 1100 ميغاواط
- تحولات مزيج الكهرباء في اليابان منذ حادثة فوكوشيما 2011 (إنفوغرافيك)
- أسعار الكهرباء في اليابان قد تواصل الانخفاض مع زيادة القدرات النووية والمتجددة
اقرأ أيضًا..
- إنتاج قطر من الغاز يتجاوز 55 مليار متر مكعب في الربع الثالث
- رئيس شركة إمباور: بديل الغاز الطبيعي هدف أوروبا للاستغناء عن روسيا (حوار)
- إنتاج الكهرباء في سلطنة عمان.. حصة الغاز تتراجع والطاقة المتجددة تتوسع
المصدر:





