معدل تحسن كفاءة الطاقة قد يرتفع 1.8% في 2025.. و4 عوامل تعوق التقدم
الهند والصين يظهران تقدمًا مقارنة بمتوسط 2019
وحدة أبحاث الطاقة - مي مجدي

تتوقع وكالة الطاقة الدولية تحسّنًا واضحًا في مؤشر كفاءة الطاقة لعام 2025، مقارنة بالعام الماضي، وهو ما يمثّل علامة على التقدم الملموس في تعزيز أمن الطاقة والحدّ من التكاليف والانبعاثات.
وأشار التقرير، الذي اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة، إلى تحسُّن مؤشر كثافة الطاقة الأولية العالمية -مقياس للكفاءة- بنسبة 1.8% هذا العام، بعدما أن سجّل 1% في 2024.
بالإضافة إلى ذلك، توقعت وكالة الطاقة استمرار نمو الاستثمارات المتعلقة بكفاءة الطاقة لتسجل 800 مليار دولار عالميًا خلال العام الجاري، بزيادة 6% مقارنة بالعام الماضي، وأكثر من 70% مقارنة بعام 2015.
ورغم المؤشرات الإيجابية، يبقى العالم بعيدًا عن الهدف البالغ 4% بحلول 2030، الذي التزمت به نحو 200 دولة في قمة المناخ كوب 28 بدبي عام 2023.
ويبلغ معدل التحسن منذ 2019 نحو 1.3% سنويًا، أي أقل من نصف متوسط المدة 2010-2019، الذي كان يقارب 2%.
كفاءة الطاقة في 2025
يُظهر تقرير كفاءة الطاقة لعام 2025 الصادر عن وكالة الطاقة الدولية اليوم الخميس 20 نوفمبر/تشرين الثاني أن بعض المناطق الرئيسة، مثل الهند والصين، ستحقق معدلات تحسُّن أعلى في 2024، تتجاوز 4% و3% على التوالي، ما يفوق متوسطهما منذ 2019.
بينما يُتوقع أن يشهد الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة تباطؤًا إلى أقل من 1% بعد سنوات من الأداء القوي عقب أزمة الطاقة العالمية.
وحددت الوكالة 4 اتجاهات قد تعرقل مسار تقدُّم كفاءة الطاقة، أبرزها:
- استحواذ الصناعة على نحو ثلثي نمو الطلب النهائي العالمي على الطاقة منذ 2019، في وقت تَراجع فيه معدل تحسُّن الكفاءة في القطاع إلى أقل من 0.5% سنويًا مقارنة بـ2% في العقد السابق، ما حدَّ من المكاسب المحققة في القطاعات الأخرى.
- التقدم التقني في كفاءة الطاقة يتجاوز السياسات المعتمدة، ما يترك وفورات كبيرة غير مستغلة.
- ارتفاع الطلب على الكهرباء لأغراض التبريد، خاصة في الاقتصادات الناشئة، لكن معظم الأجهزة لا تتمتع بكفاءة عالية، ما يفاقم الضغط على الشبكات.
- نمو الطلب على الكهرباء بوتيرة أسرع من إمدادات الطاقة المتجددة، ويؤدي ذلك إلى الاعتماد على التوليد بالوقود الأحفوري.
ويُظهر الجدول الآتي -من إعداد وحدة أبحاث الطاقة- أمثلة لبعض التدابير التي يمكن من خلالها تعزيز كفاءة الطاقة في المصانع:

من جهة أخرى، تظل الفجوة الجغرافية المتعلقة بالاستثمارات قائمة، حيث يتركز ثلثا استثمارات الاستهلاك النهائي في الصين والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، بينما شهدت الهند وجنوب شرق آسيا أسرع نمو خلال العقد الماضي، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وتواجه الاستثمارات تحديات ملموسة، إذ تراجعت برامج الدعم بسبب ضغوط الموازنة وارتفاع تكاليف المواد.
وعلى صعيد العمالة، بلغ عدد العاملين في قطاع كفاءة الطاقة قرابة 18 مليون شخص في 2024، مع زيادة 6% عن 2023، غير أن نقص العمالة وارتفاع التكاليف يشكّلان عقبة رئيسة.
المكاسب الناجمة عن كفاءة الطاقة
أكد التقرير أن التحسن في كفاءة الطاقة ما يزال أحد أهم الأدوات لخفض الانبعاثات خلال السنوات المقبلة، موضحًا أنه لولا المكاسب المتحققة في تعزيز الكفاءة منذ عام 2010، لكانت الانبعاثات العالمية قد ارتفعت بنسبة 20%.
وأسهم التحسن منذ 2000 في خفض فواتير الطاقة للأسر في الاقتصادات المتقدمة بنسبة تصل إلى 20%، وتعزيز القدرة التنافس للصناعات.
فعلى سبيل المثال، وفّرت مكاسب الكفاءة الحاجة إلى زيادة واردات الوقود الأحفوري في الدول الأعضاء في وكالة الطاقة بنسبة 20%، وأسهمت في تحقيق ثلثي وفورات الطلب على الغاز في المنازل الأوروبية في أثناء أزمة الطاقة.
من جهة أخرى، شهد العام الجاري طفرة في السياسات، مع تنفيذ أكثر من 250 سياسة جديدة أو محدّثة في دول تُمثّل أكثر من 85% من الطلب العالمي على الطاقة، مقارنة بـ70% في 2024.
وحددت أكثر من 50 دولة أهدافًا محدَّثة ضمن إسهاماتها الوطنية قبل انعقاد مؤتمر المناخ كوب 30، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
ووصف المدير التنفيذي لوكالة الطاقة، فاتح بيرول، تقدُّم كفاءة الطاقة في 2025 بأنه مشجّع، لكن الحكومات بحاجة إلى بذل جهود أكبر لضمان وصول فوائدها للجميع.

وترى الوكالة أنه يمكن تعزيز التقدم في كفاءة الطاقة بطريقتين:
- رفع مستوى السياسات القائمة، فمع التقدم التقني لم تواكب السياسات التطورات الحاصلة.
- سد الفجوات المتعلقة بالسياسات، على سبيل المثال، ما يزال نحو نصف الدول يفتقر إلى معايير الكفاءة للمباني الجديدة، خاصة في المناطق التي تشهد نموًا سريعًا.
موضوعات متعلقة..
- كفاءة الطاقة في قطاع الصناعة سلاح لتوفير مليارات الدولارات.. نماذج عربية ناجحة
- مؤشرات تحسن كفاءة الطاقة في عام 2024 لن تتجاوز 1% (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- قفزة متوقعة بإنتاج الغاز في الخليج العربي.. هؤلاء أكبر المنتجين بحلول 2050
- استثمارات طاقة الرياح العالمية تنخفض إلى 196 مليار دولار.. نصفها في دولة واحدة
- واردات مصر من الغاز الإسرائيلي ترتفع لأعلى مستوى في 5 أشهر
المصدر..





