الهند تستأجر ناقلات النفط لشحن الخام من الشرق الأوسط مع اقتراب العقوبات الأميركية

محمد عبد السند

2025-11-20

0 274

تسابق الهند الزمن من أجل استئجار عدد كبير من ناقلات النفط لنقل الخام من الشرق الأوسط، فيما يتطلّع المشترون الهنود إلى تعويض تراجع الإمدادات الروسية قبل سويعات من بدء سريان العقوبات الأميركية التي طالت كبار منتجي النفط الروسي.

ففي 21 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري تدخل العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على شركتَي روسنفط (Rosneft) ولوك أويل (Lukoil) الروسيتَيْن حيز التنفيذ؛ ما سيؤدي على الأرجح إلى تغيير جذري في مسارات الشحن، لا سيما تلك الواصلة إلى الهند.

وتتجه معظم ناقلات النفط التي تقصِد الهند حاليًا إلى مصفاة جامناغار (Jamnagar) المملوكة لشركة ريلاينس إنداستريز (Reliance Industries) في ولاية غوجارات، أو الرصيف التابع لشركة نايارا إنرجي (Nayara Energy) المملوكة جزئيًا لشركة روسنفط، في ميناء فادينار غرب البلاد.

ويتراوح موعد تسليم الشحنات من نهاية نوفمبر/تشرين الثاني الجاري إلى شهر ديسمبر/كانون الأول المقبل، وقد تتغيّر وجهات السفن في أثناء الرحلة، وفق تفاصيل اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

ومن المقرر وصول ما لا يقل عن 7.7 مليون برميل من خام الأورال الروسي المرتبط بالمنتجَيْن الخاضعَيْن للعقوبات إلى شواطئ الهند بعد دخول العقوبات الأميركية حيز التنفيذ في 21 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، وفقًا لأرقام شركة تحليل البيانات "كبلر".

ويثير هذا تساؤلات حول ما إذا كان البلد الآسيوي سينجح في تفريغ تلك الشحنات بسلاسة في المواني التابعة له في أعقاب تطبيق العقوبات المذكورة.

النفط الشرق أوسطي

تعكس الزيادة في معدلات حجز الهند ناقلات النفط لجلب شحنات الخام من الشرق الأوسط ارتفاعًا في تدفقات الواردات المستقبلية، فيما تجبر العقوبات المفروضة على شركات النفط الروسي، نيودلهي على البحث عن موردين بدائل.

ومنذ بداية الأسبوع الحالي استأجرت الهند قرابة 12 ناقلة لشحن الخام من بلدان مثل السعودية والكويت والعراق والإمارات، ونقله عبر بحر العرب، وفق تقارير صادرة عن وسطاء في قطاع الشحن.

ويمثّل عدد ناقلات النفط المستأجرة تلك صعودًا من العدد المسجل في الشهر الماضي البالغ نحو 4 وحدات فقط.

وتشتمل تلك الحجوزات على ناقلات نفط عملاقة إلى جانب سفن من طراز "سويزماكس" (Suezmax) الصغيرة، لتحميل الخام خلال المدة من أواخر نوفمبر/تشرين الثاني الجاري إلى ديسمبر/كانون الأول المقبل.

ناقلة نفط ترفع العلم السعودي

زيادة استئجار الناقلات

ما يزال المورّدون الهنود يبحثون عن مزيد من ناقلات النفط لشحن الخام في المسارات ذاتها، وفق تقارير.

ويراقب تجار النفط من كثب مشتريات الخام غير الروسي في السوقَيْن الفورية والآجلة في أكبر بلد تعدادًا للسكان في العالم؛ في محاولة لفهم الخطوات التالية لتطبيق العقوبات الأميركية التي تطول كبار شركات النفط الروسي.

وهبطت واردات الهند من النفط الروسي جراء العقوبات الغربية المفروضة على شركات النفط الروسية؛ ما أجبر المصافي الهندية على التوجُّه نحو إمدادات الشرق الأوسط بصفة أكبر لتعزيز الإمدادات.

وتساعد أحدث حجوزات ناقلات النفط في الهند على رفع معدلات الشحن، في وقت تحوم فيه التكاليف اليومية لاستئجار ناقلة خام عملاقة من الشرق الأوسط إلى آسيا بالقرب من أعلى مستوياتها في 5 سنوات.

مصفاة تكرير نفط هندية - الصورة من فورشين إنديا

امتثال للعقوبات

قالت 5 من شركات التكرير الـ7 في الهند، بما في ذلك "ريلاينس إنداستريز"، إنها ستمتنع عن تسلّم النفط الروسي بعد انتهاء المهلة التي تسبق بدء سريان العقوبات اليوم الخميس 20 نوفمبر/تشرين الثاني 2025.

ومن المتوقع أن تواصل الشركات المتبقية شراء النفط من بائعين لا تشملهم العقوبات الغربية، وفق تفاصيل اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

وكان حجم مشتريات الهند من النفط عبر المناقصات الشهرية قد سجل زيادة طفيفة مقارنة بالأنماط المعتادة؛ ومع ذلك، لا تكفي الزيادة تلك حتى الآن لتعويض الفقدان المحتمَل لما يزيد على مليون برميل يوميًا من تدفقات الخام الروسية، وفق التجار المشاركين في المناقصات.

ويمكن أن يُعزى هذا إلى بحث شركات التكرير الهندية عن مزيد من الإمدادات من بائعين في السوق الآجلة بالشرق الأوسط، في حين قد تشتري شركات أخرى الخام الكويتي المتاح في السوق الفورية بعد توقف العمليات غير المخطط له في مصفاة الزور البالغة سعتها الإنتاجية 615 ألف برميل يوميًا، بسبب حريق.

يُشار إلى أنه بدءًا من غد الجمعة 21 نوفمبر/تشرين الثاني، ستخضع 4 من أكبر شركات إنتاج النفط الروسية -وهي تمثّل 80% من صادرات البلاد إلى الهند- للعقوبات الأميركية.

وسيجعل هذا الأطراف التي تتسلّم شحنات خام من تلك الشركات، ابتداء من التاريخ المذكور، عرضة لخطر العقوبات الثانوية.

موضوعات متعلقة..