استكشاف حقل غاز وزيادة الإنتاج.. تفاصيل اتفاق سوريا وكونوكو فيليبس
فتح اتفاق جديد بين سوريا وشركة كونوكو فيليبس الأميركية مجالًا لاستكشاف حقل غاز وزيادة الإنتاج المحلي، في خطوة من شأنها دعم جهود البلاد لتأمين احتياجاتها المتزايدة من الوقود.
ووقّعت الشركة السورية للبترول أمس الثلاثاء 18 نوفمبر/تشرين الثاني (2025) مذكرة تفاهم مع شركتي كونوكو فيليبس ونوفاتيرا الأميركيتين، بحضور وزير الطاقة محمد البشير.
تهدف المذكرة -وفق بيان اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)- إلى تطوير قطاع الغاز وزيادة الإنتاج من الحقول القائمة، بالإضافة إلى استكشاف حقل غاز جديد، لدعم المنظومة الكهربائية والاحتياجات المنزلية.
تأتي الخطوة ضمن توجهات الحكومة لرفع الإنتاج المحلي من الغاز، وتوفير متطلبات مشروعات الطاقة الكهربائية، مما يدعم الاقتصاد الوطني ويحسن الخدمات المقدّمة للمواطنين.
إنتاج الغاز في سوريا
أكد الرئيس التنفيذي للشركة السورية للبترول، يوسف قبلاوي، أن المذكرة تهدف أساسًا إلى إعادة إدخال شركة كونوكو فيليبس للعمل في سوريا.
وتوقّع قبلاوي أنه بموجب المذكرة الجديدة سيُزاد إنتاج الغاز في سوريا بواقع 4 إلى 5 ملايين متر مكعب يوميًا خلال عام واحد من بدء العمل.

وأشار إلى أن المذكرة تشمل أيضًا استكشاف حقل غاز جديد، قد يتطلب تطويره نحو 3 سنوات، موضحًا أن عملية تطوير الحقول القائمة ستسهم بشكل ملموس في تعزيز إمدادات الغاز المخصصة لتوليد الكهرباء وتوفير الغاز المنزلي.
وانخفض إنتاج الغاز في سوريا إلى 3 مليارات متر مكعب في عام 2023، من 8.7 مليار متر مكعب في عام 2011، بسبب الحرب.
يشار إلى أن متوسط إنتاج سوريا من الغاز خلال العام الجاري 2025 بلغ نحو 6 ملايين متر مكعب يوميًا (حسب تصريحات لوزارة الطاقة بتاريخ 30 أكتوبر/تشرين الأول، نشرتها وكالة الأنباء السورية).
دعم قطاع الطاقة
أشار قبلاوي إلى توقيع وزارة الطاقة -مؤخرًا- اتفاقية مع شركة أورباكون القابضة (UCC) القطرية لإنشاء محطات توليد كهرباء جديدة، وتتطلب هذه المحطات زيادة في كميات الغاز التي تعمل الشركة السورية للبترول على تأمينها من خلال هذه الشراكات.
ونتيجة لتدمير البنية التحتية للطاقة خلال الحرب التي استمرت 14 عامًا، لا تنتج سوريا حاليًا سوى جزء قليل من الكهرباء التي تحتاج إليها، على الرغم من أن الإمدادات تحسّنت بشكل ملحوظ في الأشهر الأخيرة بفضل الغاز من أذربيجان وقطر.
من جهته، عبّر الرئيس التنفيذي لشركة نوفاتيرا للطاقة، مايكل كانافينا، عن سعادته بمتابعة توقيع المذكرة، مؤكدًا أن الشركتين الأميركيتين تمتلكان مصداقية وخبرة كبيرة.
وقال: "سنبذل كل جهد ممكن لزيادة إنتاج الغاز في سوريا، ودعم جهودها في تطوير قطاع الطاقة".
وتنصّ المذكرة على تطوير عدد من حقول الغاز القائمة، إضافةً إلى إطلاق برامج استكشاف لحقول جديدة وفق أحدث المعايير الفنية والتقنية، بما يعزّز قدرات الإنتاج الوطني ويدعم أمن الطاقة في البلاد.

ويأتي توقيع المذكرة ضمن جهود وزارة الطاقة لتوسيع الشراكات مع الشركات العالمية وتطوير البنية الإنتاجية لقطاع النفط والغاز، بما يحقق مردودًا اقتصاديًا مهمًا، ويدعم خطط التعافي والتنمية في سورية.
وشهدت العلاقات الأميركية-السورية تحوّلًا بعد رفع العقوبات في يونيو/حزيران 2025؛ إذ أعلنت شركات بيكر هيوز وهانت إنرجي وأرجنت خطة شاملة لإعادة تأهيل البنية التحتية للنفط والغاز والكهرباء، تشمل التنقيب والإنتاج ومحطات الدورة المركبة.
وتزامن ذلك مع إعادة دمج سوريا في النظام المالي العالمي، بعد إزالتها من لوائح العقوبات الأميركية؛ ما فتح الباب أمام تدفقات بالدولار واستقطاب استثمارات أجنبية.
وكانت العاصمة الأميركية واشنطن قد شهدت في 10 نوفمبر/تشرين الثاني أول زيارة لرئيس سوري منذ عام 1946، إذ بحث أحمد الشرع مع ترمب ملف الطاقة، في لقاء وُصِف بأنه غير مسبوق من حيث التوقيت والمضامين.
موضوعات متعلقة..
- النفط والغاز في سوريا.. خطط 3 شركات أميركية لتطوير القطاع بعد رفع العقوبات
- النفط والغاز في سوريا.. 3 عوامل تحدد مستقبل القطاع
اقرأ أيضًا..
- بالأرقام.. إنتاج الكهرباء في مصر.. قدرات ضخمة تسمح بالتصدير
- أفريقيا تقود اكتشافات النفط والغاز في العالم (تقرير)
- ديون الطاقة المستحقة على الأسر في بريطانيا تبلغ 8 مليارات دولار خلال 2026 (تقرير)





