3 سيناريوهات لحقل غرب القرنة 2 العراقي بعد انسحاب لوك أويل (حصري)
ياسر نصر
يشكّل حقل غرب القرنة 2 العراقي أحد المصادر المهمة في إمدادات النفط العالمية، وسط تخوفات من تراجع إنتاج البلاد في أعقاب إعلان القوة القاهرة على خلفية العقوبات الأميركية على شركة لوك أويل الروسية.
وفرضت الولايات المتحدة الشهر الماضي عقوبات على أكبر شركتين نفطيتين في روسيا، (لوك أويل، وروسنفط)، جزءًا من الجهود التي تبذلها إدارة الرئيس دونالد ترمب لإجبار موسكو على إجراء محادثات سلام مع أوكرانيا.
ومنحت وزارة الخزانة الأميركية الأسبوع الماضي تصريحًا للمشترين المحتملين للتفاوض مع لوك أويل بشأن أصول أجنبية، إذ يتسابق العديد من الشركات على محفظة لوك أويل التي لا تقل قيمتها عن 20 مليار دولار.
ويعدّ حقل غرب القرنة 2 العراقي أحد المشروعات الرئيسة في محفظة لوك أويل الدولية، التي تسهم بنحو 2% من إنتاج النفط العالمي في الداخل والخارج.
وتبحث الشركة الروسية -وفق بيانات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)- عن مشترين لأصولها الدولية، بما فيها الحقل العراقي، التي تنتج 0.5% من النفط العالمي، وتُقدَّر قيمتها بنحو 22 مليار دولار، استنادًا إلى ملفات عام 2024.
سيناريوهات تخارج لوك أويل من العراق
كشفت مصادر في تصريحات إلى منصة الطاقة المتخصصة 3 سيناريوهات لتخارج لوك أويل من أصولها في العراق.
وحسب المصادر، فإن السيناريوهات تتركز حول:
- دخول شركة نفط أجنبية، والأقرب إكسون موبيل، إمّا لشراء كامل حصة لوك أويل الـ75%، أو جزء منها.
- شركة نفط البصرة قد ترفع حصتها فوق الـ25%.
- دخول شركة وطنية أخرى لشراء جزء من حصة لوك أويل.

وتدير شركة لوك أويل مشروع حقل غرب القرنة 2 العراقي، وقد يشكّل فرصة لعودة إكسون موبيل إلى العراق، خاصةً أنها ظلت مدة طويلة مشغّلةً لحقل غرب القرنة 1 المجاور قبل خروجها منذ عام.
وفي مطلع 2024 غادرت إكسون موبيل الأراضي العراقية، وسلّمت جميع العمليات في حقل غرب القرنة 1 (يتجاوز إنتاجه 600 ألف برميل نفط يوميًا) إلى شركة بتروتشاينا الصينية.
وتسعى الحكومة العراقية حاليًا للحصول على إعفاء من العقوبات لمدة 6 أشهر من وزارة الخزانة الأميركية، يُتيح لشركة لوك أويل مزيدًا من الوقت لبيع حصتها في حقل غرب القرنة 2.
حقل غرب القرنة 2
دفعت العقوبات التي فرضتها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب على "لوك أويل" الشركة الروسية إلى إعلان حالة القوة القاهرة بحقل غرب القرنة 2، في ضربة لإنتاج أحد أكبر الحقول النفطية عالميًا.
وتملك لوك أويل 3 مصافٍ في أوروبا، وحصصًا في حقول نفط في قازاخستان وأوزبكستان والعراق والمكسيك وغانا ومصر ونيجيريا، ومئات محطات الوقود بالتجزئة في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة.
ووصف مدير عام شركة تسويق النفط العراقية "سومو"، علي نزار الشطري، إعلان القوة القاهرة في حقل غرب القرنة 2 العراقي بأنه مخالف للقانون؛ لأنه جاء من طرف واحد، وهو شركة لوك أويل الروسية.
ولفت إلى أن وزارة النفط العراقية -وهي أحد أطراف العلاقة مع الشركة الروسية- لم تعلن حالة القوة القاهرة حتى الآن، ومن ثم فإن إعلان هذه الحالة ليس عامل حسم نهائيًا، مع العلم أن العقوبات لن تدخل حيز التنفيذ قبل نهاية الشهر الجاري.

وأشار مدير عام "سومو" إلى أن إحدى شركات النفط الوطنية ربما تحلّ بديلًا لانسحاب لوك أويل من حقل غرب القرنة 2، كما قد يكون البديل واحدة من الشركات العالمية العاملة داخل العراق في الوقت الحالي.
وكانت مصادر قد أوضحت في تصريحات إلى منصة الطاقة المتخصصة أن العراق لم يحسم مصير حصة لوك أويل الروسية في حقل غرب القرنة 2؛ إذ إن الدولة قد تشتري 40 إلى 50% فقط من حصة الشركة البالغة 75%.
ولفتت إلى أن حجم صادرات الحقل يتراوح بين 450 و500 ألف برميل يوميًا؛ لذلك فإن دخول قرار القوة القاهرة حيز التنفيذ رسميًا من شأنه أن يوقف الإنتاج، ومن ثم فإنه سيؤدي إلى انخفاض حجم صادرات النفط العراقي.
إنتاج حقل غرب القرنة 2
يبلغ إنتاج حقل غرب القرنة 2 نحو 480 ألف برميل يوميًا، من مكمنَي المشرف واليمامة، إذ ينتج المشرف نحو 450 ألف برميل، في حين ينتج اليمامة 30 ألف برميل، ويُقدَّر أن مكمن المشرف يمثّل -منفردًا- نحو 10% من إنتاج النفط العراقي.
وتجاوز إجمالي الإيرادات المتراكمة من إنتاج الحقل منذ بدء تشغيله حاجز الـ40 مليار دولار، وهو الرقم الذي عطّل انسحاب لوك أويل من حقل غرب القرنة 2 العراقي في عام 2021، ودفعها إلى توقيع اتفاقية تكميلية لتطويره حتى عام 2045.
وتبلغ احتياطيات الحقل العملاق نحو 14 مليار برميل من النفط القابل للاستخراج، التي يتركّز أكثر من 90% منها بمكمنَي المشرف واليمامة، وهما الأكثر إنتاجًا في العراق.
موضوعات متعلقة..
- مصير حقل غرب القرنة 2 العراقي بعد انسحاب لوك أويل
- حقل غرب القرنة 2.. عملاق عراقي باحتياطيات 14 مليار برميل نفط
اقرأ أيضًا..
- استثمارات الطاقة المتجددة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تتجاوز 21 مليار دولار
- سوق ناقلات النفط تُنعش موقف الشرق الأوسط.. ما دور أوبك+؟
- أزمة الكهرباء في باكستان.. حلول غير واقعة تركز على مصادر الطاقة المتجددة (مقال)





