احتفلت شركة متخصصة في الهندسة والبنية التحتية بانهيار برج نقل كهرباء، واصفة إياه بـ"الفشل المثالي"، على عكس ما تثيره عادةً مثل هذه الحوادث التي تُلقي باللوم على الطاقة المتجددة.
ووفق التفاصيل التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، أجرت شركة "أكسيونا كونستراكشن أستراليا" (Acciona Construction Australia) اختبارات لمشروع نقل الكهرباء "هيوملينك إيست" (Humelink East).
وتتعاون أكسيونا مع شركة جينوس إنفراستراكتشر (Genus Infrastructure) لبناء المشروع، الذي تزيد تكلفته عن 912 مليون دولار، لصالح شركة ترانسغريد (Transgrid)، وهي شركة شبكة كهرباء في نيو ساوث ويلز.
ويشمل المشروع تصميم وإنشاء 237 كيلومترًا من خطوط نقل هوائية بجهد 500 كيلوفولت، وتطوير محطة فرعية بجهد 500 كيلوفولت.
ويتضمن المشروع تحويلة رئيسة إلى الجبال الثلجية (سنوي)، حيث سيوفر القدرة اللازمة لمشروع تخزين الطاقة الكهرومائية "سنوي 2.0" للاتصال ببقية الشبكة.
انهيار برج نقل كهرباء
تعليقًا على نتائج الاختبار الأخيرة لمشروع نقل الكهرباء في أستراليا، قال بيتر بارنارد، من شركة أكسيونا: "سارت الاختبارات الإتلافية في الصين لبرج الجهد الكهربائي الأول بمشروع هيوملينك إيست تمامًا كما كان مخططًا لها.. صمد البرج حتى وصل إلى 105% من الحمل، وهي نتيجة رائعة".
(تُجرى الاختبارات الإتلافية أو التحليل الفيزيائي الإتلافي، لتحديد مدى فشل عينة؛ وذلك لفهم أداء العينة أو سلوكها المادي تحت أحمال مختلفة)
وتابع بارنارد، الذي نشر لقطات انهيار برج نقل الكهرباء: "مشروعات مثل هذه تُعطي زخمًا للتحول في قطاع الطاقة: شبكات أقوى لتوفير الطاقة المتجددة حيثما دعت الحاجة".
وفي تعليقاته، أوضح بارنارد أن انهيار البرج حدث عند "105% من الحمل الاختباري، والذي اجتاز الاختبار بنسبة 100%.. هذا الحمل الاختباري يتضمن عوامل تحفظ وخطأ مدمجة.. الحمل التصميمي أقل، لذا فنحن ضمن حدود الأمان".
ويوضح الفيديو التالي -الذي نشره "بيتر بارنارد" في حسابه الشخصي بموقع "لينكدإن"- لقطات انهيار برج نقل الكهرباء في أثناء الاختبارات الإتلافية:
ولدى شركة ترانسغريد سبب وجيه للاستثمار في اختبار أبراج نقل الكهرباء.
ففي العام الماضي (2024)، انقطع التيار الكهربائي عن مدينة بروكن هيل في نيو ساوث ويلز والمناطق المحيطة بها في وقت متأخر من مساء الأربعاء 16 أكتوبر/تشرين الأول، عندما سقطت 7 أبراج على طول خط النقل الوحيد الذي يربط المنطقة بالشبكة الرئيسة، وتعطّل الربط.
وكان سقوط الأبراج هو ما تسبَّب في الحادث، لكن سبب انقطاعات الكهرباء المتكررة اللاحقة -بعضها استمر لأكثر من أسبوع- معقّد، وكان موضوعًا لعدد من التحقيقات، بما في ذلك تحقيق برلماني في نيو ساوث ويلز، بحسب ما ذكرته منصة "رينيو إيكونومي" (Renew Economy).
مشروع نقل الكهرباء في أستراليا
يتواصل العمل في مشروع البنية التحتية للطاقة "هيوملينك" التابع لشركة ترانسغريد، الذي يمتد على طول 365 كيلومترًا، ويربط مصادر الطاقة المتجددة بشبكة الكهرباء في أستراليا.
ويتكون مشروع "هيوملينك إيست"، الذي تبلغ تكلفته 1.4 مليار دولار أسترالي (912.5 مليون دولار أميركي)، من 225 كيلومترًا من خطوط النقل الهوائية بجهد 500 كيلوفولت وأبراجها، ومحطة فرعية واحدة في بانابي، ومنشأتين لسكن العمال في ياس وأدجونبيلي، ونحو 383 كيلومترًا من مسارات الوصول.
(الدولار الأسترالي = 0.65 دولارًا أميركيًا).
ويتكون مشروع "هيوملينك ويست"، الذي تبلغ تكلفته 1.5 مليار دولار أسترالي (977.7 مليون دولار أميركي)، من 140 كيلومترًا من خطوط النقل الهوائية بجهد 500 كيلوفولت وأبراجها، ومحطتين فرعيتين جديدتين في غوغا وماراغل، ومحطة فرعية واحدة في واغا واغا، ومنشأتين لسكن العمال في تاركوتا وكوناما، ونحو 325 كيلومترًا من مسارات الوصول.
وتعاقدت شركة ترانسغريد مع شركة يو جي إل إنجينيرينغ (UGL Engineering) وشركة سي بي بي كونتراكتورز (CPB Contractors) لتنفيذ الجزء الغربي من مشروع هيوملينك.

بينما تبني شركة أكسيونا كونستراكشن أستراليا وشركة جينوس إنفراستراكتشر الجزء الشرقي بين ووندالغا وبانابي، ضمن مشروع مشترك باسم "هيوملينك إيست"، بحسب التفاصيل التي نقلتها مجلة "بي في ماغازين" (PV Magazine).
موضوعات متعلقة..
- أقوى بطارية لتخزين الكهرباء في أستراليا تواجه عطلًا كارثيًا
- تكلفة نقل الكهرباء في أستراليا تثير الجدل حول جدوى المشروعات
- الكهرباء في أستراليا.. المباني السكنية والتجارية الأكثر استهلاكًا (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- شحنة نفط سعودية تصل إلى سوريا.. الأولى من نوعها
- أول محطة شمسية لإنتاج الهيدروجين في العالم.. متى يبدأ تشغيلها؟
- أكبر طائرة ورقية لتوليد طاقة الرياح في العالم تعمل بـ"أرض لا يملكها أحد"
المصادر:
- انهيار برج نقل كهرباء عقب اختبارات ناجحة، من منصة "رينيو إيكونومي"
- تفاصيل بناء مشروع "هيوملينك" لنقل الكهرباء في أستراليا، من مجلة "بي في ماغازين"





