التقاريرتقارير منوعةسلايدر الرئيسيةعاجلمنوعات

شركة إمباور: تحويل النفايات إلى طاقة فرصة استثمارية لـ5 دول عربية

سامر أبووردة

تشهد سوق تحويل النفايات إلى طاقة توسّعًا متسارعًا على المستويين الإقليمي والعالمي، مع تنامي الحاجة إلى بدائل نظيفة ومستدامة للوقود التقليدي، وتعاظم الاستثمارات في الغاز الحيوي بوصفه إحدى ركائز الاقتصاد الدائري.

وفي تصريحات ضمن حوار مع منصة الطاقة المتخصصة (الصادرة من واشنطن) -سيُنشر لاحقًا- أكد رئيس مجلس إدارة شركة إمباور المصرية، الدكتور حاتم الجمل، أن المنطقة العربية أصبحت مهيّأة لتبنّي هذا التحول، لا سيما في السعودية التي تمتلك فرصًا ضخمة بفضل وفرة المخلفات العضوية المتولدة من القطاع الحيواني.

وقال الجمل، إن الحرب الروسية الأوكرانية غيّرت خريطة الطاقة العالمية، إذ دفعت معظم الدول إلى التوسع في استعمال الغاز الحيوي، ليس فقط لتوليد الكهرباء، بل لإنتاج الغاز الطبيعي المتجدد (RNG) المطابق للمواصفات الأوروبية.

وبيّن أن الغاز الحيوي والغاز الطبيعي المتجدد متشابهان كيميائيًا، لكن الأخير يمرّ بعملية تنقية دقيقة لبلوغ مستويات النقاء المطلوبة في الاتحاد الأوروبي.

وفي تصريحاته أيضًا، يرى الدكتور حاتم الجمل أن هناك فرصًا كبيرة لتحويل النفايات إلى طاقة في 5 دول عربية، هي السعودية ومصر والمغرب والإمارات وقطر.

إنتاج الغاز الطبيعي المتجدد

"التوجّه نحو استعمال الغاز الحيوي في إنتاج الغاز الطبيعي المتجدد يعزّز الاستثمارات في تكنولوجيا التنقية المتقدمة، ما جعل تحويل النفايات إلى طاقة خيارًا اقتصاديًا قابلًا للتطبيق على نطاق واسع"، هكذا صرّح رئيس مجلس إدارة "إمباور".

وأضاف أن زيادة الاستثمارات العالمية أسهمت في انخفاض تكلفة محطة التنقية الواحدة من نحو مليون و600 ألف يورو (مليون و855 ألف دولار) إلى 600 ألف يورو (695.61 ألف دولار) فقط بين عامي 2022 و2025.

(اليورو = 1.16 دولارًا أميركيًا)

وأشار رئيس إمباور إلى أن انخفاض التكاليف انعكس على نمو مبيعات الغاز الطبيعي المتجدد عالميًا، الذي يتراوح متوسط سعره حاليًا بين 17 و25 دولارًا لكل مليون وحدة حرارية.

وأضاف أن أوروبا تعمل على استبدال نحو 50% من وارداتها من الغاز الروسي بالغاز الطبيعي المتجدد بحلول عام 2030، ضمن برنامج الشراكة الصناعية لغاز الميثان الحيوي (Biomethane Industrial Partnership).

 

تحويل النفايات إلى طاقة في السعودية

أوضح الجمل أن السعودية تُعدّ من أكثر الدول امتلاكًا لمصادر إنتاج الغاز الحيوي، نتيجة وفرة مزارع الأبقار وتطوّر أنظمتها، وهو ما يتيح كميات ضخمة من المخلّفات العضوية الصالحة للتحويل إلى طاقة.

وأكد أن شركة إمباور تخطط لدخول السوق السعودية قريبًا، عبر إنشاء مشروعات لجمع هذه المخلّفات وتحويلها إلى غاز، على أن يُخصَّص جزء من الإنتاج للمصانع المصدّرة إلى الاتحاد الأوروبي.

وأشار إلى أن الطاقة الناتجة من المخلّفات الحيوانية في أنحاء المملكة جميعها قادرة على تلبية احتياجات شركة "سابك" للأسمدة، ما يُبرز حجم الإمكانات الهائلة لسوق تحويل النفايات إلى طاقة في السعودية.

مزرعة أبقار
مزرعة أبقار - الصورة من رويترز

محطات إمباور في مصر

لدى إمباور تجربة رائدة في مصر تمثّل نموذجًا متكاملًا لنجاح مشروعات تحويل النفايات إلى طاقة في الأسواق الناشئة.

وتمتلك الشركة 4 محطات لإنتاج الطاقة بقدرة إجمالية تبلغ 27.7 غيغاواط سنويًا، منها محطتان في كفر الشيخ بطاقة 18 ميغاواط يوميًا لكل منهما، ومحطتان في النوبارية والصالحية بطاقة 24 ميغاواط يوميًا لكل منهما.

وقال الجمل، إن الغاز المنتج من هذه المحطات يُنقل عبر الشبكة القومية للغاز، موضحًا أن تسعير الغاز في مصر بالدولار الأميركي يوفر استقرارًا نسبيًا للشركات العاملة في القطاع، مقارنة بتقلبات أسعار الصرف المحلية.

وأضاف أن الشركات التي تتبنّى حلول خفض البصمة الكربونية تمكنت من رفع أسعار منتجاتها المُصدّرة إلى أوروبا بنسبة تتراوح بين 5 و15%، ما يعزز الجدوى الاقتصادية لتلك المشروعات.

تحويل النفايات إلى طاقة
محطة النوبارية لتحويل المخلّفات إلى طاقة - الصورة من شركة إمباور

فرص استثمارات تحويل النفايات إلى طاقة

أكد رئيس إمباور أن الفرص الاستثمارية في مجال تحويل النفايات إلى طاقة لا تقتصر على مصر والسعودية، بل تمتد إلى الإمارات والمغرب وقطر، التي تشهد اهتمامًا متزايدًا من الحكومات والقطاع الخاص بمشروعات الطاقة المتجددة وتقنيات إدارة المخلّفات.

وأضاف أن تأمين المخلّفات يُعدّ المرحلة الأصعب في منظومة الإنتاج، نظرًا إلى الحاجة لعقود توريد طويلة الأمد تضمن استقرار الإمدادات، سواء بالتعاقد مع شركات الصرف الصحي للحصول على الحمأة أو مع أصحاب المزارع لجمع المخلّفات الحيوانية.

وشدد على أهمية إقرار قواعد محددة في الدول العربية تُنظِّم تداول الغاز الحيوي ونقله، سواء عبر الشبكات القومية أو في صورته المضغوطة.

ويتوقع الجمل أن تشهد السنوات المقبلة انطلاقة قوية لصناعة الغاز الحيوي في المنطقة، مع دخول رؤوس أموال جديدة وتزايد الطلب على الطاقة النظيفة، ليصبح تحويل النفايات إلى طاقة إحدى الركائز المستقبلية لأمن الطاقة وخفض الانبعاثات الكربونية في العالم العربي.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق