رئيسيةتقارير الغازتقارير النفطغازنفط

مشروعات النفط والغاز البحرية في الشرق الأوسط تواجه 3 تحديات

دينا قدري

مع تكثيف مشروعات النفط والغاز البحرية في الشرق الأوسط، تزداد الحاجة إلى تقديم حلول آمنة وفاعلة وقابلة للتطوير في بيئات معقدة؛ بما في ذلك ابتكار تقنيات حديثة تُشكّل مستقبل الطاقة في المنطقة.

جاء ذلك في تصريحات لنائب الرئيس التنفيذي لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا والمحيط الهادئ في شركة كينت (Kent) إيان إيدي، الذي سلّط الضوء على التحديات الهندسية التي تواجهها مشروعات النفط والغاز البحرية في الشرق الأوسط.

وأشار إيدي -في مقابلة اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)- إلى أن الابتكار يُعد ركيزة أساسية لعمليات الحفر البحرية الفاعلة من حيث التكلفة؛ ما أدى إلى تغيير جذري في طريقة تعامل المشغلين مع التصميم وإدارة الأصول.

كما أوضح أن دمج الاعتبارات البيئية في كل مشروع يضمن الامتثال وحماية التنوع البيولوجي من خلال تدابير تصميم استباقية.

تحديات مشروعات النفط والغاز البحرية في الشرق الأوسط

حدّد نائب الرئيس التنفيذي لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا والمحيط الهادئ في شركة كينت، إيان إيدي، 3 تحديات رئيسة تواجهها مشروعات النفط والغاز البحرية في الشرق الأوسط وكيفية تعامل الشركة معها، كما يلي:

  • التحدي الأول: تلبية الطاقة الاستيعابية، من خلال ضمان وجود الكفاءات المناسبة، في المكان المناسب، وخلال الوقت المناسب.

وتعتمد الطاقة الاستيعابية -أيضًا- على ضمان استمرار الشركة في تحقيق الأهداف الوطنية المتعلقة بالمحتوى المحلي وتطوير الموّردين؛ إذ يشهد الطلب في جميع أنحاء المنطقة طلبًا متزايدًا؛ ما يحدّ من موارد الهندسة المتخصصة ويُشعل المنافسة على الكفاءات ذات الخبرة في مجالي البناء والتشغيل.

واعتمدت شركة "كينت" على نموذج مختلط؛ إذ تستقطب وتنمي القدرات محليًا من خلال برامج الدراسات العليا والأكاديمية، مع مراعاة مرونة التسليم العالمي من مراكز التميز للحفاظ على جودة عالية وتكاليف متوقعة.

  • التحدي الثاني: سلسلة التوريد؛ نظرًا إلى أن المعدات طويلة الأجل وورش عمل الموردين المزدحمة قد تدفع بالمواد الأساسية إلى مسار التأخير.

ويتمثّل رد الشركة في البدء مبكرًا من خلال تأمين أوقات الإنتاج وتسريعها بذكاء، من خلال علاقات موثوقة مع الموردين؛ لكي تصبح عمليات التوريد مُمكّنة للجدول الزمني، وليست عقبة أمام تنفيذه.

ويدعم هذا النظام ضوابط متكاملة للمشروعات وفرق إدارة الموردين التي تحرص على التسريع والتفتيش والخدمات اللوجستية؛ ما يقلل من المفاجآت بين موقع الإنتاج والتوصيل البحري.

  • التحدي الثالث: الأصول القديمة والحيوية التي يجب أن تستمر في الإنتاج خلال تطويرها، وهو تحدٍّ فني.

فمشكلات السلامة في المراحل المتأخرة من العمر، والتقادم، وعمليات التشغيل المتزامنة (SIMOPS)، تجعل من "المواقع القائمة في محطة عاملة" واحدة من أصعب المهام في الهندسة.

ويمثل حل "كينت" دليلًا عمليًا للمواقع القائمة، مبنيًا على هندسة الحجم المناسب، والنمذجة المعيارية لتقليل ساعات العمل في البحر، ومجموعة أدوات تركز على البيانات تُزيل الشكوك، من نمذجة سعة المحطة والتحكم في الوزن، إلى رؤى الانبعاثات والمخاطر؛ ما يسمح للشركة بالتنفيذ بأمان وسرعة أكبر وباستعمال واجهات خارجية أقل.

ويرتكز كل هذا على الاستمرارية من المفهوم إلى التنفيذ؛ فمن خلال ربط فرق الاستشارات، والتصميم الهندسي الأولي (FEED)، والهندسة والتوريد والبناء (EPC)، تحافظ الشركة على الرؤى الأولية حتى مرحلة التشغيل، وتقليل إعادة العمل، والحفاظ على القيمة الأصلية.

وشدد "إيدي" على أن سياسة عمل "كينت" تعتمد على فكرة بسيطة ذات تأثير هائل في بيئة الخليج المتسارعة: عمليات تسليم أقل، ومساءلة أوضح، وعمليات تسليم قابلة للتطوير والتنبؤ وآمنة.

مشروعات النفط والغاز البحرية في الشرق الأوسط
إحدى المنصات البحرية للتنقيب عن النفط والغاز - الصورة من موقع شركة "كينت"

ابتكارات لتطوير مشروعات النفط والغاز البحرية

كما تحدّث نائب الرئيس التنفيذي لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا والمحيط الهادئ في شركة كينت، إيان إيدي، عن الابتكارات في الهندسة تحت سطح البحر أو تصميم سطح السفينة، التي تساعد مشغلي منصات الحفر البحرية في المنطقة على خفض التكاليف وتحسين الكفاءة التشغيلية.

وتستفيد الشركة من التطورات مثل المراقبة والتحكم عن بُعد، والتي تتيح تحويل المنشآت التي كانت تُدار تقليديًا إلى منشآت غير مُدارة، ما يُقلل من تكاليف التشغيل ومخاطر السلامة.

كما تساعد عملاءها في تحقيق قيمة مضافة من خلال إعادة استعمال البنية التحتية الحالية؛ على سبيل المثال، تُمكّن عملياتها من ربط المنصات الحالية تحت سطح البحر من خلال نمذجة مفصلة للقدرة وهندسة إطالة عمرها.

وتُعدّ كهربة منصات الحفر البحرية عاملًا آخر يُغير قواعد اللعبة، من خلال خفض الانبعاثات وتقليل الصيانة المرتبطة بتوليد الكهرباء التقليدي في عرض البحر.

كما تُعيد النظر في فلسفة التكرار من خلال تحسين موثوقية المعدات الرئيسة؛ ما يُتيح إنشاء سطح سفينة أصغر وأخف وزنًا وأسرع في التصنيع والتركيب، بحسب ما أوضحه "إيدي" في مقابلة نشرتها منصة "أوفشور ماغازين" (Offshore Magazine).

تلبية الظروف البيئية في المشروعات البحرية

تُصمم شركة كينت إستراتيجياتها الهندسية وإدارة المشروعات بطريقة تمكنها من تلبية الظروف البيئية والتنظيمية الفريدة لسوق المشروعات البحرية في الشرق الأوسط.

أشار إلى ذلك نائب الرئيس التنفيذي لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا والمحيط الهادئ في شركة كينت، إيان إيدي؛ ففي جميع أنحاء الشرق الأوسط، وخاصةً في السعودية، تعتمد تصاريح البناء على تقييمٍ دقيقٍ للأثر البيئي.

وتحرص "كينت" دائمًا على إكمال هذه التقييمات والموافقة عليها خلال مرحلة التصميم الهندسي الأولي؛ إذ يُدمج مهندسو الشركة جميع تدابير التخفيف مباشرةً في التصميم، بدءًا من إعادة توجيه خطوط الأنابيب حول الموائل الحساسة، ووصولًا إلى نمذجة تشتت المصبات في الخليج، لتلبية معايير درجة الحرارة المحيطة.

كما أوضح "إيدي" كيفية دمج الشركة للاستدامة وخفض الانبعاثات في حلولها الهندسية البحرية، ولا سيما في المناطق كثيفة الكربون مثل الخليج العربي.

وشدد على أن إزالة الكربون لم تعد مسألة ثانوية في هذا القطاع؛ بل أصبحت جزءًا لا يتجزأ من كل جانب من جوانب عمل الشركة؛ قائلًا: "سواء كنا نصمم منشآت جديدة أو نُحدّث أصولًا قديمة، فإننا ندمج الاستدامة وخفض الانبعاثات وكفاءة الطاقة منذ البداية".

على سبيل المثال: تعمل "كينت" مع أدنوك على خريطة طريق لخفض غاز الاحتراق، وتدعم المشغلين في جميع أنحاء المنطقة في تطوير إستراتيجيات تكامل الطاقة الكهربائية والطاقة المتجددة للمنشآت البحرية.

مشروعات النفط والغاز البحرية في الشرق الأوسط
إحدى المنصات البحرية للتنقيب عن النفط والغاز - الصورة من موقع شركة "كينت"

باستعمال أداة خفض كثافة الكربون الخاصة بها، تتمكن الشركة من نمذجة الانبعاثات على مدار دورة الحياة الكاملة؛ ما يساعد العملاء على اتخاذ قرارات تصميمية مدروسة تتماشى مع طموحات تحقيق الحياد الكربوني.

وفي الأصول القديمة، والتي غالبًا ما تكون الأصعب في إزالة الكربون، نُطبق إستراتيجيات هندسية وتحديثية مبتكرة لتعزيز الكفاءة، ما يُساعد على إطالة عمر الأصول مع تقليل التأثير البيئي بشكل كبير، وفق ما أكده "إيدي".

دور الرقمنة في مشروعات النفط والغاز البحرية

تطرق نائب الرئيس التنفيذي لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا والمحيط الهادئ في شركة كينت، إيان إيدي، إلى الدور البارز الذي تؤديه الرقمنة، إذ تُحدث تحولًا في كيفية تصميم الأصول البحرية وتسليمها وتشغيلها.

وتهدف شركة كينت إلى دفع هذا التحول إلى ما هو أبعد من مجرد التصور، ليشمل التنبؤ والأتمتة وذكاء اتخاذ القرار، من خلال منصة إينوفا إيه آي (EnnovaAI).

ويُمكّن نظام الشركة البيئي التوأمي الرقمي من المراقبة الفورية للمنشآت البحرية، ما يسمح للمهندسين بتصور صحة الأصول وأدائها من أي مكان في العالم؛ إذ تتوقع التحليلات التنبؤية المدعومة بالذكاء الاصطناعي أعطال المعدات وتُحسّن جداول الصيانة، ما يُقلل من وقت التوقف عن العمل ويُطيل عمر الأصول.

كما نُدمج هذه الإمكانية في العمليات عن بُعد والتشغيل الذاتي؛ حيث يُمكن إدارة الأصول بأقل قدر من الوجود في البحر؛ ما يُعزز السلامة ويُقلل من كثافة الكربون.

وشدد "إيدي" على أن الرقمنة، المدعومة بالذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء الصناعي وإينوفا إيه آي، تُمكّن من التحول من العمليات التفاعلية إلى العمليات التشغيلية الذاتية، ما يُعيد تعريف كيفية تصميم الأصول البحرية، وتسليمها وإدارتها طوال دورة حياتها.

وبالنظر إلى المستقبل، يرى "إيدي" أن قطاع الخدمات البحرية يتطور بشكل سريع؛ إذ سيشهد القطاع خلال العقد المقبل تحولًا نحو الهندسة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، والمواد خفيفة الوزن، وأنظمة الطاقة الهجينة، ونماذج تعاقد أكثر تعاونية.

ولا شك أن التقنية ستؤدي دورًا حاسمًا، بدءًا من طائرات التفتيش ذاتية القيادة وأدوات التخطيط المدعومة بالذكاء الاصطناعي، وصولًا إلى مواد الجيل التالي الأخف وزنًا والأكثر كفاءة في انبعاثات الكربون؛ ولكن سيعتمد النجاح على الشراكات والقدرة على التكيف.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق