التقاريرتقارير الطاقة المتجددةطاقة متجددة

مستقبل طاقة الرياح البحرية في إسكتلندا قد تقرره المواني

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • إسكتلندا تمتلك المشروعات التي ستقود ثورة طاقة الرياح العائمة العالمية
  • دون استثمارات كبيرة تُخاطر إسكتلندا بخسارة مكانتها أمام دول أخرى
  • مشروع كينكاردين قبالة ساحل أبردين بُنيت منصاته العائمة في مدينة فيرول بإسبانيا
  • موجة من المشروعات بدأت تُعيد تشكيل مشهد المواني في إسكتلندا

تفيد تقارير بأن مستقبل قطاع طاقة الرياح البحرية في إسكتلندا قد يتقرر في المواني التي تؤدي دورًا مهمًا في تجميع المكونات.

ويمكن لإسكتلندا أن تكون في طليعة ثورة عالمية بمجال طاقة الرياح العائمة، وفق أحدث متابعات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة.

وبالنظر إلى وجود أكثر من 40 غيغاواط من القدرة الكامنة التي ستُطلق من خلال جولة تأجير سكوت ويند (ScotWind)، تمتلك إسكتلندا المشروعات التي ستقود ثورة طاقة الرياح العائمة العالمية.

ولا يتوقف إدراك هذا الطموح على خفض التكاليف، وإنما على البنية التحتية الحيوية: المواني.

الحاجة إلى استثمارات كبيرة في المواني

دون استثمارات كبيرة في المواني، تُخاطر إسكتلندا بخسارة مكانتها أمام دول أخرى.

على سبيل المثال أعلنت حكومة المملكة المتحدة مؤخرًا استثمارًا خاصًا بقيمة 700 مليون جنيه إسترليني (919.39 مليون دولار) في البنية التحتية للمواني، سيستفيد معظمها من المواني الإنجليزية.

حتى الآن، ركّزت إسكتلندا دورها في مجال طاقة الرياح البحرية على الحشد والتجميع، إذ غالبًا ما تُصنّع مكوناتها في الخارج، كما هو الحال في أوروبا أو الشرق الأقصى، ثم تُنقل إلى المواني الإسكتلندية للتجميع النهائي قبل التوجه إلى البحر.

مزرعة الرياح البحرية كينكاردين التابعة لشركة فلوتيشن إنرجي
مزرعة الرياح البحرية كينكاردين التابعة لشركة فلوتيشن إنرجي – الصورة من موقع الشركة

وبُنيت المنصات العائمة لمشروع كينكاردين قبالة ساحل أبردين في مدينة فيرول بإسبانيا، ثم نُقلت إلى ميناء روتردام في هولندا للتجميع النهائي والسحب.

وبوصفه أحد المشروعات الأولى من نوعها، كان من الضروري إنجاز المشروع ضمن قيود البنية التحتية وسلسلة التوريد الحالية.

ونتيجة لتزايد شيوع مشروعات طاقة الرياح العائمة، ستكون هناك حاجة إلى تحديثات في المواني لضمان وجود أرصفة كافية في المياه العميقة، مع قدرة الرفع الثقيلة ومساحات الرسو الشاسعة المطلوبة لهذه الهياكل الأكبر والأكثر تعقيدًا، حسب تحديثات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وفي الآونة الأخيرة، كان لا بد من سحب توربينات من المشروع نفسه إلى ميناء روتردام لإجراء صيانة مكثفة، ما يُبرز القيود المستمرة في قدرة المواني الإسكتلندية.

إعادة تشكيل مشهد المواني في إسكتلندا

على الرغم من أن الاستثمار كان بطيئًا في التبلور، بدأت موجة من المشروعات تُعيد تشكيل مشهد المواني في إسكتلندا، محولةً الإمكانات إلى تقدم ملموس.

على سبيل المثال: برز ميناء أرديرسييه في المرتفعات الإسكتلندية بصفته عامل تغيير جذري في مجال طاقة الرياح العائمة من خلال تذليله العوائق طويلة الأمد التي تحول دون خفض التكاليف، وزيادة الحجم، وكفاءة سلسلة التوريد،

مزرعة سيغرين لطاقة الرياح البحرية في إسكتلندا
مزرعة سيغرين لطاقة الرياح البحرية في إسكتلندا – الصورة من موقع الشركة

وعلى عكس المواني التقليدية، يدمج هذا الميناء تجميع الهياكل العائمة وإطلاقها على اليابسة، ما يقلّل من مخاطر الطقس ويُبسّط الخدمات اللوجستية.

وبدعم من استثمارات عامة وخاصة غير مسبوقة، كسرت عملية إعادة تطويره الجريئة حلقة الغموض حيث تنتظر المواني التزامات أكيدة من المطورين قبل الاستثمار، ما يُشير إلى الثقة بمستقبل طاقة الرياح العائمة في إسكتلندا، ويرسي سابقة جديدة في طريقة بناء البنية التحتية قبل الطلب.

وفي الوقت نفسه، أظهر ميناء كرومارتي فيرث ما يمكن تحقيقه حتى مع عقبات جمع رأس المال بوصفه ميناء استئمانيًا؛ إذ دعم بنجاح مشروعات طاقة الرياح البحرية في إسكتلندا ولديه خطط مفصلة لتوسيع سعة رصيفه بصورة أكبر.

وجرى الاعتراف بهذا التقدم الآن من خلال استثمار حكومي بريطاني بقيمة 55.7 مليون جنيه إسترليني (73.16 مليون دولار) لدعم هذا التوسع، وهي إشارة واضحة إلى الدور الحاسم الذي تؤديه المواني في تسريع تحول الطاقة.

وأدى نجاح ميناء نيغ بصفته ساحة حشد مشروعات طاقة الرياح البحرية في إسكتلندا والإمكانات المستقبلية التي جلبتها مزادات "سكوت ويند" دورًا رئيسًا في تحديد شركة سوميتومو إلكتريك (Sumitomo Electric) موقع مصنع خطوط التيار المستمر عالي الجهد الجديد لديها بجوار الموقع، فيما يمثّل أول استثمار تصنيعي واسع النطاق في إسكتلندا مدفوعًا بنمو مصادر الطاقة المتجددة.

تجدر الإشارة إلى أنه في جميع أنحاء أوروبا، توجد أمثلة على ما يمكن أن تحققه الرؤية طويلة المدى.

وعلى سبيل المثال ميناء إسبيرغ في الدنمارك حيث أدت شركة "سي أوه دبليو آي" (COWI) دورًا محوريًا في تحويله إلى أكبر مركز لطاقة الرياح البحرية في العالم.

ولم تُبنَ هذه المرافق على التكهنات، بل أُنجزت بنيتها التحتية للمياه العميقة بما يتماشى مع السياسة الوطنية والتزامات القطاع الخاص.

وبذلك، وفّرت الثقة للمطورين، ورسّخت مكانة الدنمارك مركزًا عالميًا لتصدير مكونات طاقة الرياح البحرية وخبراتها، حيث يمكن تنفيذ مشروعات متعددة في آنٍ واحد.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:

"الدور الحاسم للمواني في إطلاق العنان لمستقبل طاقة الرياح البحرية في إسكتلندا"، من منصة "إنرجي فويس"

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق