التقاريرتقارير النفطرئيسيةروسيا وأوكرانيانفط

تحميلات النفط الروسي بعد حزمة العقوبات الجديدة.. الوجهات والأسعار

هبة مصطفى

اتجهت الأنظار إلى تحميلات النفط الروسي مع موجة التصعيد الأخيرة، ومحاولة تقييد معدلات شرائه بشراهة من الصين والهند، في ظل التركيز الغربي على حصار خزائن الكرملين وميزانية الحرب الأوكرانية.

ورصدت بيانات ارتفاعًا في تحميلات شهر أكتوبر/تشرين الأول 2025 على أساس شهري، حسب تحديثات لدى منصة الطاقة المتخصصة.

ورغم زيادة التحميل، فإن حزمة العقوبات الأميركية والأوروبية الجديدة في 22 و23 من الشهر الماضي تسببت في إرباك الصادرات وتغيير وجهة بعض الشحنات وتأخير انطلاق أخرى.

وبالتبعية، تأثرت مستويات الأسعار أيضًا، إذ تباين معدل الحسم لكل برميل قبل حزمة العقوبات الأخيرة وبعدها، وظهر ذلك خلال تداول شحنات شهر نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.

تحميلات أكتوبر والتحول السعري

قُدِّرت تحميلات النفط الروسي من ميناء كوزمينو بنحو 40 ناقلة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بمعدل 100 ألف طن متري لكل شحنة، ارتفاعًا من 35 شحنة انطلقت في سبتمبر/أيلول الماضي.

وترجع زيادة الشحنات إلى انتهاء أعمال صيانة خط أنابيب الميناء، حسب بيانات لصادرات مزيج خام إسبو.

ويظهر الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- حجم صادرات روسيا النفطية البحرية خلال العامين الماضي والجاري:

صادرات النفط الروسي المنقول بحرًا بين عامي 2024 و2025

وظهر فارق سعر الخام بين تداولات شهرَي سبتمبر/أيلول ونوفمبر/تشرين الثاني، قبل -وبعد- فرض حزمة العقوبات الأحدث في الأسبوع الأخير من أكتوبر/تشرين الأول.

ففي شهر سبتمبر/أيلول، تراوحت علاوة تداول شحنات خام إسبو لتسليم أكتوبر/تشرين الأول بين 1.40 دولارًا ودولارين للبرميل فوق سعر خام برنت، للتسليم في الصين، حسب تقديرات نشرها موقع إس بي غلوبال.

وعلى النقيض، تراجعت أسعار تداول الخام في النصف الأول من أكتوبر/تشرين الأول (لتسليم نوفمبر/تشرين الثاني) من "علاوة" تتراوح بين دولار ودولارين للبرميل فوق سعر خام برنت، إلى "حسم" قدره دولاران للبرميل، حسب طريقة التسليم ذاتها.

وتوقّع تجّار استمرار حالة التراجع السعري، وبمستويات أكثر في التداولات المقبلة، إذ ما يزال خام إسبو الروسي يواجه عزوفًا عن الشراء رغم طرحه بحسم دولارين.

وجهات الشحنات وتداعيات العقوبات

اقتنصت العملاقتان الآسيويتان (الصين، والهند) غالبية الشحنات الـ40 لخام إسبو الروسي، المنطلقة من ميناء كوزمينو خلال الشهر الماضي.

وكانت حصة الأسد من نصيب بكين بنحو 29 ناقلة، إمّا أفرغت شحنتها، أو توشك على ذلك في مواني بكين.

وبجانب ذلك اتجهت 6 ناقلات أخرى إلى الهند، ولم تكشف البيانات -حتى الآن- سيناريوهات وصولها.

وتسببت حزمة العقوبات الأميركية والأوروبية الجديدة -المعلنة في 22 و23 أكتوبر/تشرين الأول الماضي على الترتيب- في إرباك تسليم النفط الروسي إلى وجهاته الآسيوية.

وشملت الحزمة عقوبات على صادرات شركتي "روسنفط" و"لوك أويل"، بالإضافة إلى بعض المصافي الصينية.

فهناك 5 ناقلات -من أصل الـ40 شحنة حُمِّلت الشهر الماضي- ما تزال تواجه تأخيرًا في التفريغ، ولم يُحسَم مصيرها وموقع تفريغها في الصين والهند بعد العقوبات.

وأربكت العقوبات تجارة الخام في آسيا المعتمدة بقوة على واردات النفط الروسي، واضطرت بعض الشركات إلى مراجعة خططها، إما بتخفيض مشترياتها من خامات موسكو، أو الامتناع عنها نهائيًا، ولوّح بعض التجّار بإمكان التخلّي عن استيراد خام إسبو.

واضطرت شركات أخرى إلى مواصلة الاعتماد على الخام الروسي، في ظل عدم توافر وجهات بديلة للشراء.

وفشل البائع الروسي في إيجاد مشترين لنحو 10 شحنات من خام إسبو للتسليم في نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، رغم مواصلة بعض الشركات الصينية لعمليات الشراء بكثافة مؤخرًا مثل شركة "يولونغ Yulong" للبتروكيماويات.

واردات الصين من النفط الروسي
ناقلة نفط في أحد المواني الصينية - الصورة من وكالة رويترز

خام إسبو والطلب الصيني

يشهد طلب المصافي الصينية المستقلة ضعفًا حاليًا، ما يشكّل أحد العوامل الضاغطة على الفارق السعري ونشاط تداولات خام إسبو الروسي منذ سبتمبر/أيلول الماضي، قبل أن تزيد حدّتها حزمة العقوبات الأخيرة.

وتُشير التوقعات إلى "انتعاشة" مع تخصيص حكومة بكين حصص استيراد المصافي للنفط العام العام المقبل، إذ تمتنع المصافي الصغيرة عن الشراء حتى الانتهاء من تحديد الحصص.

وتسلّمت المصافي المستقلة 18 شحنة من الخام الروسي في أكتوبر/تشرين الأول الماضي (ما يعادل 1.8 مليون طنًا متريًا)، ارتفاعًا من 15 شحنة في الشهر السابق له.

أمّا المصافي الحكومية، فتستعد للصيانة الدورية المجدولة مسبقًا خلال الشهر الجاري، ما يدفع الشركات إلى تقليص طاقة التكرير في ظل ضعف الطلب المحلي.

وقد تتسبب أعمال الصيانة في غياب 840 ألف برميل يوميًا من طاقة التكرير، ارتفاعًا من 580 ألف برميل يوميًا افتقرت لها المصافي خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق