صندوق التمويل المناخي البريطاني مُتهم بالفساد.. صفقات مشبوهة في دولتين
شراء شهادات كربون من مشروعات تكافح تلوث المحيطات في بلدان غير ساحلية
حياة حسين
 يواجه صندوق التمويل المناخي البريطاني (آي سي إف) اتهامات بالفساد، وتمويل تعويضات الكربون في مشروعات تضرّ البيئة والمناخ والمجتمعات الأصلية، وأبرزها صفقات في البرازيل، إضافة إلى أوغندا وعدد من الدول الأفريقية غير الساحلية، التي اشترى شهادات كربون من مشروعات فيها مفترض أنها تعمل على التخلص من التلوث البلاستيكي في المحيطات.
وصندوق التمويل الدولي للمناخ البريطاني هو التزام من الحكومة لدعم البلدان النامية في جهود الاستجابة لتحديات وفرص تغير المناخ، وفق موقعه الإلكتروني.
وأجرت صحيفة "ذا تيليغراف" تحقيقًا، طالعته منصة الطاقة المتخصصة، وُصِف فيه الصندوق بأنه "غارق في الفساد"، وأشار إلى أن مدّعين قانونيين طالبوا بإلغاء بعض هذه الصفقات.
وقال التحقيق، إن دافعي الضرائب في المملكة المتحدة أنفقوا 200 مليون جنيه إسترليني (262 مليون دولار أميركي)، من خلال الصندوق، على خطة لمساعدة بعض أكبر شركات العالم في التخلص من الانبعاثات، على الرغم من اعتراف موظفين في الحكومة بأنه قد يُعدّ ذلك نوعًا من ممارسة "الغسل الأخضر"، أو تضليلًا مناخيًا.
وتُخصص الحكومة هذا التمويل لشراء شهادات الكربون من خلال الصندوق؛ لمساعدة الشركات على تعويض الأضرار التي تسبّبوا في حدوثها للبيئة.
أكبر صفقات صندوق التمويل المناخي البريطاني
كانت أكبر صفقة أبرمها المسؤولون في صندوق التمويل المناخي البريطاني لشراء الكربون من مشروع بولاية بارا البرازيلية، الدولة التي تستضيف قمة المناخ كوب 30، بعد أيام، ويشارك فيها رئيس الحكومة وزعيم حزب العمال كير ستارمر.
وتبلغ قيمة دعم بريطانيا شراء الكربون في هذه الصفقة 180 مليون دولار (136 مليون جنيه إسترليني)، لشراء 12 مليون طن من أرصدة الكربون التي توفرها غابات البرازيل في المنطقة.
(الجنيه الإسترليني = 1.31 دولارًا أميركيًا).
وتواجه تلك الصفقة الآن دعاوى قانونية، إذ قال المدّعون الفيدراليون، إنه ينبغي إلغاء الصفقة؛ لأنها لا تتوافق مع القوانين البرازيلية، ولم تشارك فيها المجتمعات الأصلية.
وموّلت الحكومة من خلال صندوق التمويل المناخي البريطاني -أيضًا- شراء الكربون لصالح عدّة شركات من مشروعات أخرى في البرازيل، إضافة إلى أوغندا، تسبّبت في أضرار للمجتمعات المحيطة، وفق التحقيق.
ومن المشروعات التي اشترى الصندوق الكربون منهابـ52 مليون جنيه إسترليني: شق طريق في غابات الأمازون في البرازيل، ووضع ألواح طاقة شمسية على سطح إحدى أغنى سلاسل الفنادق في العالم.
وتشمل تلك التكلفة مشروعات إعادة تأهيل الأراضي الرطبة في أوغندا الأفريقية؛ ما تسبَّب في ترك المزارعين على شفا المجاعة، كما شملت مشروعات لوقف تلوث المحيطات بالبلاستيك في دول أفريقية غير ساحلية أصلًا.
وقال قرويّون في جنوب غرب أوغندا، إن مسؤولين ينفّذون مشروعًا لصالح صندوق المناخ الأخضر الممول من المملكة المتحدة، دمروا محاصيلهم ومنازلهم.

فضيحة كبرى
قال زعيم حزب الإصلاح البريطاني ريتشارد تايس، تعليقًا على نتائج تحقيق "ذا تيليغراف"، الذي استغرق إعداده 7 أشهر: "إنه فضيحة كبرى".
وأضافت وزيرة الظل لشؤون أمن الطاقة والحياد الكربوني كلير كوتينيو: "يبدو أن نهجنا لتحقيق الحياد الكربوني والمساعدات المناخية غير فاعل.. لا يمكننا إفلاس بريطانيا باسم الحياد الكربوني".
وكانت الحكومة قد تعهدت بإنفاق 11.6 مليار جنيه إسترليني على صندوق التمويل المناخي البريطاني بحلول نهاية السنة المالية الحالية.
ويستهدف التمويل تمكين الدول النامية من الحصول على الطاقة النظيفة، وتجنّب إزالة الغابات، وبناء بنية تحتية خضراء، ومساعدتها في التكيف مع آثار تغير المناخ.
ومن أهم المشروعات تحالف "إل إي إيه إف"، وهو شراكة بين الحكومات والعديد من كبريات الشركات، ويُقال إنه "مُصمم لتسريع العمل المناخي والحدّ من إزالة الغابات".
ويعتزم التحالف تدشين سوق للكربون بدعم من إنفاق دافعي الضرائب، ومن خلال تلك السوق سيتمكن الشركاء شراء "تعويضات" ائتمانات الكربون لتعويض التلوث الذي تُسبّبه في مسعى منها للظهور بمظهر صديق للبيئة.
وتُنشئ دول -مثل البرازيل- هذه الائتمانات التي تضع سياسات لزراعة الأشجار أو وقف إزالة الغابات، وكانت الولايات المتحدة والنرويج من بين عدّة حكومات انضمت إلى التحالف.
غير أن وثائق رسمية كشفت أن مسؤولين من وزارة أمن الطاقة والحياد الكربوني في المملكة المتحدة أقرّوا بـ"فقدان ثقة" في أسواق الكربون، لكونها تمثّل خطرًا يمسّ سمعة البلاد بمشاركتها في عمليات غسل أخضر.
موضوعات متعلقة..
- الغسل الأخضر في زمن الذكاء الاصطناعي.. 3 طرق لردع مقاطع "التزييف العميق"
 -  
بسبب الحياد الكربوني.. أستراليا في مرمى نيران أميركا وبريطانيا
 
اقرأ أيضًا..
المصادر:
1- الحكومة تعترف بأن مشروعات المناخ الفاشلة قد تكون غسلًا أخضر، من ذا تيليغراف
2- الموقع الإلكتروني لصندوق التمويل المناخي البريطاني
 
 
 
 




