التقاريرتقارير الهيدروجينرئيسيةهيدروجين

إنتاج الهيدروجين النظيف.. هل يدعم أول معيار دولي السياسات الوطنية للدول؟ (تقرير)

نوار صبح

من المرتقب أن يسهم أول معيار دولي للهيدروجين النظيف في صياغة سياسات الإنتاج الوطنية بما يتيح خفض الانبعاثات وضمان الجودة.

رغم ذلك؛ فإن هذا المعيار، في شكله الحالي، يتجاهل الدراسات العلمية المهمة المتعلقة بمصادر الكهرباء، وتسرب الميثان، وتأثيرات الهيدروجين في الاحتباس الحراري، ما يُهدد مصداقية الهيدروجين النظيف بوصفه حلًا حقيقيًا لتغير المناخ.

ولضمان تحقيق الهيدروجين فوائد مناخية حقيقية وتعزيز أهداف قمة المناخ كوب 30 (COP30) للتحول نحو الطاقة النظيفة، ينبغي أن يتضمّن معيار الهيدروجين حواجز حماية قوية قائمة على أسس علمية، حسب تحديثات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.

في نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، سيجتمع صانعو السياسات من جميع أنحاء العالم في البرازيل لرسم مسار العمل المناخي العالمي للسنوات الـ10 المقبلة، لدعم مصادر الطاقة المتجددة.

تسريع نشر التقنيات منخفضة الانبعاثات

يأتي على رأس جدول أعمال قمة المناخ كوب 30 "تسريع نشر التقنيات منخفضة الانبعاثات والمحايدة كربونيًا في القطاعات التي يصعب خفضها".

ويشمل ذلك الهيدروجين وأنواع الوقود النظيفة الأخرى التي يمكن أن تساعد العالم على التخلي عن الوقود الأحفوري.

من ناحية ثانية، فإن مدى مساهمة الهيدروجين في تحقيق هذا الهدف الرئيس للقمة يعتمد بشكل كبير على معايير انبعاثات غازات الاحتباس الحراري الموضوعة لضمان فوائده المناخية.

تجر الإشارة إلى أن الهيدروجين النظيف يُعد حلًا مناخيًا مهمًا لبعض أكثر القطاعات تلويثًا.

ويمكن تشغيل مصانع الفولاذ والسفن والطائرات، التي تعتمد على الوقود الأحفوري وتواجه صعوبة في تحويلها إلى طاقة كهربائية مباشرة، بالهيدروجين النظيف أو مشتقاته (الأمونيا والميثانول، وما إلى ذلك).

مصنع الهيدروجين الأخضر السائل في مدينة وودباين بولاية جورجيا الأميركية
مصنع الهيدروجين الأخضر السائل في مدينة وودباين بولاية جورجيا الأميركية – الصورة من بلومبرغ

التأثير المناخي للهيدروجين

يختلف التأثير المناخي للهيدروجين اختلافًا كبيرًا تبعًا لطريقة إنتاجه وإدارته؛ وفي حال إنتاجه من الكهرباء المولَّدة بالوقود الأحفوري أو عن طريق تحويل مصادر الطاقة المتجددة الحالية، فقد يكون أسوأ على المناخ من الوقود الأحفوري.

ويمثل الفشل في الحد من تسرب غاز الميثان واحتجاز ثاني أكسيد الكربون عند إنتاج الهيدروجين من الوقود الأحفوري مشكلة كبرى، وكذلك تسرب الهيدروجين نفسه.

لذلك تعمل المنظمة الدولية للتوحيد القياسي على تطوير أول معيار دولي للهيدروجين.

ولا تزال مسودة هذا المعيار أقل مما هو مطلوب لتوفير أساس متين لصناعة الهيدروجين النظيف العالمية، ومن غير المرجح أن تصل إلى هذا المستوى بحلول موعد تقديمها قبل قمة المناخ كوب 30 في مدينة بيليم البرازيلية.

حساب انبعاثات غازات الدفيئة

على مدار العامين الماضيين، تعمل المنظمة الدولية للتوحيد القياسي "آيزو" (ISO) على معيار جديد يحدد منهجية حساب انبعاثات غازات الدفيئة المرتبطة بإنتاج الهيدروجين.

ويُعد هذا المعيار مهمًا لعدة أسباب، ومن الضروري تحديد طريقة متفق عليها عالميا لحساب الانبعاثات.

وهذا يسمح، على سبيل المثال، لليابان بمعرفة أنها تستورد شكلًا نظيفًا من الهيدروجين أو الأمونيا من منتِج أميركي؛ ودولة عضوة في المنظمة البحرية الدولية بمعرفة أنها تحقق أهداف الوقود النظيف؛ ودولة مثل البرازيل بمعرفة ما إذا كان الهيدروجين يتناسب مع خططها لتحقيق الحياد الكربوني.

ومن المرجح أن يكون لهذا المعيار تأثيرٌ كبيرٌ في عملية صنع السياسات الوطنية حول العالم.

وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي وضعت معاييرها الخاصة؛ فقد أشارت دولٌ مثل الهند وإندونيسيا واليابان والبرازيل إلى نيتها دمج معيار المنظمة الدولية للتوحيد القياسي في سياساتها الوطنية الخاصة بالهيدروجين.

في المقابل، فإنّ اعتماد هذا المعيار على نطاق واسع بصيغته الحالية سيُشكّل إشكاليةً، فهو لا يُمثّل سردًا شاملًا لتأثيرات غازات الدفيئة، ويتجاهل الكثير من أحدث الأبحاث العلمية بشأن الانبعاثات، وفق تفاصيل اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

من ناحية ثانية، لا يُمكن لصانعي السياسات الاكتفاء بتكراره في معايير الهيدروجين النظيف، بل سيتعيّن عليهم استكماله بمجموعةٍ من الحواجز العلمية لديهم.

سفينة خدمة مزارع طاقة الرياح البحرية مصممة للعمل بوقود الهيدروجين
سفينة خدمة مزارع طاقة الرياح البحرية مصممة للعمل بوقود الهيدروجين – الصورة من سي إم بي

العلم الغائب في معيار الهيدروجين الدولي

لا يزال معيار الهيدروجين الدولي يتجاهل أحدث التطورات العلمية على عدة أصعدة، خصوصًا نطاق تأثيرات الانبعاثات المرتبطة باستعمال الكهرباء.

من ناحية ثانية، يسمح هذا المعيار بتقدير انبعاثات الميثان بأقل من قيمتها الحقيقية.

ويُمثل تسرب الميثان من عمليلت الاستكشاف والإنتاج أحد أكبر العوامل المساهمة في التأثير المناخي للهيدروجين الأحفوري، وتختلف معدلات التسرب اختلافًا كبيرًا باختلاف الموقع الجغرافي والجهة المُشغِّلة.

وفي حال لم يُنتج الهيدروجين بشكل صحيح، يمكن للانبعاثات المتسربة أو التشغيلية أن تُحدث تأثيرًا احتراريًا غير مباشر من خلال زيادة تركيز غازات الدفيئة الأخرى في الغلاف الجوي.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق