
تتدفق شحنات إضافية من النفط العراقي باتجاه تركيا خلال أيام، مع بدء المصافي التركية تنويع مصادر إمداداتها، في وقت تتزايد فيه العقوبات الأميركية والأوروبية على النفط الروسي.
وبحسب تقارير طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فإن البيانات تشير إلى ارتفاع متوقع في الأحجام النفطية من العراق وقازاخستان باتجاه تركيا خلال شهري نوفمبر/تشرين الثاني الجاري وديسمبر/كانون الأول 2025.
وتوضح مصادر في القطاع أن هذه الزيادة تمثّل جزءًا من إستراتيجية أوسع تهدف إلى تنويع سلة المورّدين لدى تركيا، إذ تعمل على الموازنة بين إمدادات النفط العراقي والقازاخستاني، بعيدًا عن الخام الروسي، وفق ما نقلته عنهم وكالة رويترز.
وكانت بيانات شركة "كبلر" قد أشارت إلى تراجع متوسط واردات تركيا من النفط الخام المنقول بحرًا إلى 72 ألف برميل يوميًا خلال الأشهر الـ9 الأولى من العام الجاري 2025، مقابل أكثر من 100 ألف برميل في المدة نفسها من العام الماضي 2024.
مشتريات المصافي التركية من النفط العراقي
كثّفت مصافٍ نفطية كبرى في تركيا، من بينها مصفاتا ستار وتوبراش، مشترياتها من النفط العراقي ضمن خطة لزيادة الإمدادات غير الروسية شهريًا، استعدادًا لتحولات أكبر في سوق الطاقة الأوروبية.
وبدأت مصفاة "ستار" في إزمير، التابعة لشركة "سوكار" الأذربيجانية، باستيراد كميات إضافية من النفط الخام العراقي إلى جانب شحنات من قازاخستان، ضمن مسعى واضح لتقليل الاعتماد على الخام الروسي الذي كان يمثّل معظم وارداتها خلال الأشهر الماضية.
واشترت المصفاة مؤخرًا 4 شحنات من الخام العراقي والقازاخستاني ومصادر أخرى، تُقدَّر بنحو 77 إلى 129 ألف برميل يوميًا، ما يعزز من مرونتها التشغيلية ويقلل من مخاطر الإمدادات في ظل العقوبات الغربية الجديدة.

وتُعدّ هذه الخطوة بمثابة تحول إستراتيجي في سياسة التوريد الخاصة بـ"سوكار"، إذ تسعى الشركة المالكة للمصفاة إلى ضمان استمرار عملياتها دون التأثر بقيود التمويل أو الشحن المفروضة على روسيا، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
ويأتي توسُّع المصفاة باستيراد النفط العراقي في وقت ترتفع فيه المنافسة بين المورّدين الإقليميين لتلبية احتياجات السوق التركية، لا سيما مع تزايد الطلب على الخام المتوسط القريب في مواصفاته من خام "الأورال" الروسي.
وعلى الرغم من امتناع "سوكار" عن التعليق على تفاصيل الصفقات، فإن التحركات الأخيرة تشير إلى التزامها بالامتثال للعقوبات الغربية، مع الحفاظ على مستويات إنتاج الوقود المحلي وتوفير بدائل آمنة ومستقرة للإمدادات.
زيادة الإمدادات العراقية تدريجيًا
في سياق موازٍ، بدأت شركة "توبراش - أكبر مصفاة في تركيا- تنفيذ خطة متدرجة لزيادة وارداتها من النفط العراقي خلال الأشهر المقبلة، مستفيدة من مرونة التعامل مع بغداد، وتنوّع درجات الخام، بما يلائم منشآتها التكريرية المختلفة.
واتجهت الشركة مؤخرًا إلى شراء شحنات إضافية من الخام العراقي، بديلًا عن الخام الروسي، لتأمين احتياجاتها المتنامية من الإمدادات، لا سيما مع استمرار تصدير منتجاتها إلى الأسواق الأوروبية.
وتسعى توبراش لتنويع مصادرها عبر إضافة شحنات من البرازيل وأنغولا، إلى جانب النفط العراقي، إذ تعمل حاليًا على تحويل جزء من عملياتها بالكامل إلى الخامات غير الروسية، بما يسمح لها بالالتزام باللوائح الأوروبية الجديدة.

ويرى عدد من المحللين أن هذه التوجهات ستجعل النفط العراقي أحد أهم مصادر الإمدادات لتركيا خلال عام 2026، خصوصًا مع نمو العلاقات التجارية وتوسُّع البنية التحتية اللوجستية بين البلدين.
يشار إلى أن بغداد كانت قد استأنفت -رسميًا- تصدير نفط كردستان العراق عبر خط جيهان التركي، بعد توقُّف دام أكثر من عامين، في خطوة إستراتيجية تدعم اقتصادها، وتحقق توازن الأسواق، وتعزز ثقة المجتمع الدولي في قدرة العراق على إدارة صادراته.
موضوعات متعلقة..
- مسؤول: آلية عادلة لإعادة تقييم إنتاج النفط العراقي ودول أوبك+
- صادرات النفط العراقي تتجه شرقًا.. الأسواق الآسيوية تهيمن على الشحنات
- خط أنابيب النفط العراقي السوري.. فرصة ذهبية رغم توقفه منذ 22 عامًا
اقرأ أيضًا..
- أكبر الصفقات النفطية في أكتوبر 2025.. مصر والعراق والجزائر بالمقدمة
- صادرات الغاز المسال الروسي تقفز 21% في أكتوبر.. و13 شحنة إلى الصين
- ما الفرق بين مزارع الرياح البحرية التقليدية والعائمة؟
المصدر:





