التقاريرتقارير الطاقة المتجددةرئيسيةطاقة متجددة

مشروعات الطاقة المتجددة في أستراليا تتجاهل تطلعات السكان المحليين (تقرير)

نوار صبح

تتجاهل مشروعات الطاقة المتجددة في أستراليا تطلعات السكان المحليين في المناطق الريفية، خصوصًا فيما يتعلق بسياسة الحياد الكربوني وتوفير الكهرباء بأسعار مقبولة.

ووفقًا لبحث جديد صادر عن معهد الشؤون العامة "آي بي إيه" (IPA)، مقرّه مدينة ملبورن الأسترالية، فإن حجم المعارضة لمشروعات الطاقة المتجددة في أستراليا أكبر بكثير مما يُقر به كثيرون في الطبقة السياسية.

وقالت الباحثة لدى معهد الشؤون العامة، ميا شليكت، إن "المزارعين وملاك الأراضي في جميع أنحاء البلاد غاضبون من سياسة الحياد الكربوني وتأثير تطبيقها في أراضيهم، وهم متحدون للوقوف صفًا واحدًا والقول: كفى"، مُصرّةً على أن هذا الرفض ليس معزولًا، بحسب تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وأضافت: "لمدة طويلة جدًا، روّجت جماعات مؤيدة للطاقة المتجددة لفكرة أن معارضة مشروعات الطاقة المتجددة معزولة أو هامشية".

معارضة مجتمعية للمشروعات

وثّقت قاعدة بيانات رفض مصادر الطاقة المتجددة الجديدة التابعة لمعهد الشؤون العامة، التي أُطلقت هذا الأسبوع، أكثر من 150 حالة معارضة مجتمعية لمشروعات طاقة الرياح والطاقة الشمسية والبطاريات والنقل منذ عام 2008.

الباحثة لدى معهد الشؤون العامة ميا شليكت
الباحثة لدى معهد الشؤون العامة ميا شليكت – الصورة من رينيو إيكونومي

وتُظهر النتائج أن 9 من أصل 10 دوائر انتخابية تُسجّل أعلى مستويات مقاومة مجتمعية يسيطر عليها نواب الائتلاف، مع وجود أكبر عدد من المشروعات المرفوضة في مناطق نيو إنغلاند وريفرينا ومالي.

وأكدت شليكت أن قاعدة البيانات تكشف عن مدى انتشار رد الفعل العنيف.

وأضافت: "عندما تجمع هذه المجموعات معًا، يمكنك أن ترى أن هذه المعارضة ليست معزولة، بل هي وطنية ومتنامية ومنظمة".

النقاش الوطني بشأن الحياد الكربوني

أشارت الباحثة لدى معهد الشؤون العامة، ميا شليكت، إلى أن سكان الريف الأسترالي، المجتمعات الأكثر تضررًا من تطورات الطاقة المتجددة واسعة النطاق، قد تم تجاهلهم من قِبل كلا الحزبَيْن الرئيسَيْن واستبعادهم من النقاش الوطني بشأن الحياد الكربوني.

وقالت شليكت: "لم تُتح للأستراليين فرصة لإبداء رأيهم في الحياد الكربوني".

وأردفت: "لقد حصلنا على دعم من الحزبَيْن للحياد الكربوني في الانتخابات الأخيرة، وفي الانتخابات الفيدرالية الأخيرة. خسر الائتلاف خسارة ساحقة".

وأكدت أن "الأستراليين لا يدعمون الحياد الكربوني، ولقد أجرينا استطلاعات رأي، وقال 79% من الأستراليين إن القدرة على تحمّل التكاليف والموثوقية يجب أن تكون المحور الرئيس لسياستنا في مجال الطاقة، وليس تحقيق الحياد الكربوني".

من ناحية ثانية، أظهرت استطلاعات الرأي التي أجراها معهد الشؤون العامة بشأن الطاقة المتجددة في أستراليا قلقًا عامًا كبيرًا من تكاليف إزالة الكربون.

ويعتقد واحد فقط من كل 5 أستراليين أن تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050 يجب أن يكون أولوية سياسة الطاقة.

وحذّرت شليكت من أن القادة السياسيين الذين يتجاهلون دوائرهم الانتخابية الإقليمية يفعلون ذلك على مسؤوليتهم الخاصة.

وقالت إن "العديد من هذه المجتمعات الإقليمية تشكّل جزءًا كبيرًا من الدوائر الانتخابية، ومن المهم التأكد من إشراك أصواتهم وآرائهم".

مزرعة وامبو للرياح في منطقة دايموندي بأستراليا
مزرعة وامبو للرياح في منطقة دايموندي بأستراليا - الصورة من شبكة إيه بي سي

الملكية الأجنبية بقطاع الطاقة المتجددة في أستراليا

أثار بحث معهد الشؤون العامة تساؤلات حول الملكية الأجنبية في قطاع الطاقة المتجددة في أستراليا.

وقالت الباحثة لدى معهد الشؤون العامة، ميا شليكت: "إن نحو 75% من مشروعات الطاقة المتجددة في أستراليا مملوكة لأجانب؛ إذ يتحمّل المستهلكون الأستراليون الفاتورة دون علمهم من خلال رسوم خفية على فواتير الكهرباء".

في المقابل، تجاهل كلا الحزبَيْن الرئيسَيْن المجتمعات الأكثر تضررًا من مشروعات الطاقة المتجددة واسعة النطاق، وأُقصيت عن النقاش الوطني بشأن الحياد الكربوني، وفق تفاصيل اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

وقالت شليكت: "ما لا يدركه الكثير من الأستراليين هو أنهم مَن يدعمون هذه الشركات المملوكة لأجانب من خلال سيل من الإعانات التي يدفعونها مقابل رسوم خفية في فواتير الكهرباء".

وأضافت: "لدينا أستراليون يطالبون بخفض أسعار الكهرباء، وفي الوقت نفسه، ترتفع الفواتير بسبب الحياد الكربوني، وبسبب هذه السياسات ستُملأ جيوب الشركات المملوكة لأجانب".

وأكدت أن تكاليف وعواقب إطلاق مشروعات الطاقة المتجددة تتحمّلها بصورة غير عادلة المجتمعات نفسها التي تدعم الأمن الغذائي والطاقة في البلاد.

وأشارت إلى "أن المجتمعات التي تعتمد عليها أستراليا في غذائها وصادراتها تعاني بسبب سياسات الحياد الكربوني".

وأوضحت "أن محنتهم يتجاهلها السياسيون أنفسهم الذين انتخبوهم ومنحوهم الثقة لخدمة مصالحهم الأساسية".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق