التغير المناخيالتقاريرتقارير التغير المناخيرئيسية

تبدل أنماط الإشعاع الشمسي يفاقم تداعيات تغير المناخ في جنوب شرق آسيا (تقرير)

نوار صبح

تسبب تغير أنماط الإشعاع الشمسي في تفاقم اضطرابات تغير المناخ في شرق وجنوب شرق آسيا؛ ما أدى إلى تراجع وتيرة الأعاصير هذا الموسم.

ولُوحظ تغير ملحوظ في أنماط إشعاع الشمس في شرق وجنوب شرق آسيا خلال شهر سبتمبر/أيلول 2025، مع تباين واضح في النتائج بالصين.

بالإضافة إلى ذلك، ظهرت إشارات ظاهرة النينيا في المناطق الاستوائية، وفق أحدث متابعات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة.

وشهدت منطقتا شرق الصين وحوض البحر الأصفر، اللتان تعرضتا لإشعاع شمسي أعلى من المتوسط ​​طوال العام حتى الآن، تحولًا في الطقس إلى غائم ورطب، في حين ظلّت الأجزاء الجنوبية والغربية من البلاد أكثر إشراقًا من المعتاد.

التبدلات في أنماط الإشعاع الشمسي

نتجت هذه التبدلات في أنماط الإشعاع الشمسي عن سلسلة جبلية قوية بصورة غير طبيعية فوق خطوط العرض المتوسطة ومياه شمال المحيط الهادئ الدافئة، وفقًا لتحليل باستخدام منصة سولكاست للأبحاث التطبيقية (Solcast API).

وسُجلت أهم الشذوذات السلبية حول البحر الأصفر، بما في ذلك المناطق الساحلية من تشينغداو إلى وسط الصين.

وقد مثّل هذا التراجع نهاية سلسلة طويلة من الشذوذات الإيجابية في الإشعاع الشمسي بالمنطقة.

من ناحية ثانية، أدى ارتفاع مستمر في الضغط الجوي، نتيجة تفاعله مع درجات حرارة سطح البحر الدافئة بصورة غير معتادة في شمال المحيط الهادئ، إلى تكثيف الحمل الحراري وهطول الأمطار فوق هذا الحوض.

الأمواج على شاطئ مدينة يانتاي في مقاطعة شاندونغ شرق الصين
الأمواج على شاطئ مدينة يانتاي في مقاطعة شاندونغ شرق الصين - الصورة من فيتشر تشاينا

كبح الإشعاع الشمسي

أدى الغطاء السحابي الناتج إلى كبح الإشعاع الشمسي بنسبة تصل إلى 30% عن المعدل الموسمي.

وفي الوقت نفسه، عزّز الدوران شبه المرتفع الرياح البحرية التي صفّت السماء فوق شمال الصين واليابان، حيث شهدت جزيرة هوكايدو اليابانية ارتفاعًا في الإشعاع الشمسي بنسبة تتراوح بين 10% و15% فوق المتوسط، حسب مصادر تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وفي أماكن أخرى من الصين، ظل الإشعاع الشمسي أعلى من المتوسط.

وأدى انخفاض وتيرة الأعاصير هذا الموسم -باستثناء إعصار راغاسا الشديد- بجانب الرياح التجارية القوية والنمط المضاد للأعاصير السائد، إلى كبح تكوين السحب في معظم أنحاء الجنوب والغرب.

وسجلت المناطق من شنغهاي عبر شمال فيتنام وحتى هضبة التبت شذوذًا في الإشعاع يصل إلى 25% فوق المعدل المناخي. وعلى الرغم من اضطراب إعصار راغاسا في تايوان وهونغ كونغ وبحر الصين الجنوبي، فإن تأثيره المحلي لم يغيّر بصورة كبيرة نمط الإشعاع الأوسع.

مياه الفيضانات في مقاطعة بولاكان بالفلبين
مياه الفيضانات في مقاطعة بولاكان بالفلبين - الصورة من وكالة شينخوا

بصمات مبكرة تقليدية لظاهرة النينيا

في جميع أنحاء المناطق الاستوائية، شهد شهر سبتمبر/أيلول الماضي بصمات مبكرة تقليدية لظاهرة النينيا. وشهد غرب المحيط الهادئ، خصوصًا بحر الفلبين، زيادة في الإشعاع مع تحول النشاط الحملي بعيدًا عن المنطقة.

في المقابل، شهد جانب المحيط الهندي من حزام الرياح الموسمية زيادة في الغيوم وهطول الأمطار، ما أدى إلى كبح الإشعاع الشمسي.

وفي الفلبين، أدت الرياح الموسمية الجنوبية الغربية القوية، التي يُحتمل أن تكون مدفوعة بشذوذ درجة حرارة سطح البحر الدافئ، إلى ظروف غائمة باستمرار وانخفاض مستويات الإشعاع.

ونظرًا إلى المستقبل، تشير التوقعات الموسمية إلى استمرار هذه الأنماط العامة.

وعلى الرغم من أن توقعات يوليو/تموز الأخيرة أشارت إلى ظروف شمسية مواتية خلال الفترة المتبقية من عام 2025، فإن النماذج تتوافق مع سيناريو انخفاض الإشعاع عبر جنوب شرق آسيا وأوقيانوسيا حتى الأشهر الأخيرة من العام، بما يتماشى مع مرحلة النينيا المتطورة من دورة النينيو.

وتُنتج منصة "سولكاست" الأسترالية (Solcast) هذه الأرقام من خلال تتبع السحب والهباء الجوي بدقة تتراوح بين 1 و2 كيلومتر عالميًا، باستعمال بيانات الأقمار الاصطناعية وخوارزميات الذكاء الاصطناعي/التعلم الآلي لديها التي تستعملها لإدارة نماذج الإشعاع.

وهذا يمكّن المنصة من حساب الإشعاع بدقة عالية، مع انحياز نموذجي أقل من 2%، بالإضافة إلى تنبؤات تتبع السحابة.

وتستعمل هذه البيانات أكثر من 350 شركة تدير أصولًا شمسيةً تزيد قدرتها على 300 غيغاواط عالميًا.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق