الرقائق الإلكترونية تقود صادرات كوريا الجنوبية إلى الارتفاع 3.6%
الطاقة
قادت الرقائق الإلكترونية صادرات كوريا الجنوبية إلى الارتفاع -خلال أكتوبر/تشرين الأول الماضي 2025- بنسبة 3.6% على أساس سنوي، لتسجّل زيادة للشهر الخامس على التوالي، بدعم قوي من الطلب العالمي عليها، رغم استمرار آثار الرسوم الجمركية الأميركية.
وبحسب تقارير طالعتها منصة الطاقة المتخصصة، فقد بلغت القيمة الإجمالية لجميع الصادرات 59.57 مليار دولار، مقابل 57.5 مليار دولار خلال الشهر نفسه من العام الماضي، وهو ما يعكس استقرار الطلب العالمي على الرقائق، التي تُعدّ المحرك الرئيس لنمو الاقتصاد الكوري.
ووفق بيانات وزارة التجارة والصناعة والموارد، انخفضت الواردات بنسبة 1.5% لتسجّل 53.52 مليار دولار، ما أسفر عن فائض تجاري قدره 6.06 مليار دولار، وهو أعلى فائض شهري منذ منتصف 2022؛ إذ حافظ قطاع الرقائق الإلكترونية على أدائه القوي، رغم التوترات التجارية مع الولايات المتحدة.
في المقابل، تراجعت صادرات كوريا الجنوبية إلى الولايات المتحدة بنسبة 16.2% إلى 8.71 مليار دولار، في انعكاس مباشر لتأثير الرسوم الجمركية المفروضة من إدارة ترمب، إلا أن زيادة صادرات الرقائق الإلكترونية بنسبة 25.4% إلى 15.73 مليار دولار عوّضت عن هذا الانخفاض.
الرقائق الإلكترونية تعزّز مكانة كوريا التجارية
أظهرت بيانات وزارة التجارة أن الرقائق الإلكترونية سجّلت في أكتوبر/تشرين الأول 2025 أعلى قيمة تصدير خاصة بأي شهر مماثل على الإطلاق، لتصبح العمود الفقري للفائض التجاري الكوري، وتؤكد أن الابتكار التقني ما زال العنصر الأهم في الصادرات الوطنية.
ويأتي هذا الأداء القوي لقطاع الرقائق الإلكترونية بعد فترة تباطؤ شهدها العام الماضي 2024، نتيجة تقلّبات الطلب العالمي، غير أن التطورات الأخيرة في قطاع الذكاء الاصطناعي رفعت الطلب على الشرائح المتقدمة المستعملة في الحوسبة السحابية والخوادم.
وأسهمت استثمارات الشركات الكبرى مثل "سامسونغ إلكترونيكس" و"إس كيه هاينكس" في تعزيز الطاقة الإنتاجية؛ إذ تعمل كوريا الجنوبية على تأمين مكانتها بوصفها أكبر مصدّر عالمي للرقائق، مع منافسة متزايدة من تايوان والصين.

وتمثّل الرقائق الإلكترونية الآن نحو 26% من إجمالي الصادرات الكورية، ما يجعلها حجر الأساس في الحفاظ على توازن الميزان التجاري، ودعم العملة المحلية "الوون" في مواجهة الضغوط التضخمية، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
ورغم استمرار الرسوم الأميركية التي تستهدف منتجات التكنولوجيا المتقدمة، فإن كوريا الجنوبية تمكّنت من توسيع أسواقها في أوروبا والهند وجنوب شرق آسيا، بفضل مرونتها الصناعية وموقعها الريادي في إنتاج الرقائق الإلكترونية.
ويخفّف الأداء القوي لصادرات الرقائق الإلكترونية من كوريا الجنوبية من تباطؤ القطاعات الأخرى، مثل السيارات والصلب والبتروكيماويات، ما يعكس أهمية التنويع التكنولوجي في الاقتصاد الكوري.
الرقائق الإلكترونية تتحدى الرسوم الجمركية الأميركية
في يونيو/حزيران 2025، أشارت تقارير إلى أن الرقائق الإلكترونية الكورية نجت من مقصلة الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب؛ إذ ارتفعت صادراتها في وقت تراجعت فيه معظم القطاعات الصناعية الأخرى داخل البلاد.
وبحسب تقارير اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، فإن الاقتصاد الكوري يواجه حالة ضعف عام، بسبب تباطؤ أنشطة البناء وتدهور ظروف التصدير، غير أن قطاع الرقائق الإلكترونية يمثّل الاستثناء الوحيد في هذا المشهد المتشائم.

وأوضح المعهد الكوري للتنمية في تقييمه الاقتصادي الشهري، الصادر في 10 يونيو/حزيران، أن صناعة الرقائق الكورية أظهرت أداءً متماسكًا بفضل الطلب العالمي المرتفع على المنتجات الدقيقة التي تعتمد عليها شركات التقنية الكبرى.
وواجهت كوريا الجنوبية ضعفًا في الاستثمار بمجالات البناء والتصنيع، إلا أن صادرات الرقائق الإلكترونية ما تزال قادرة على الإبقاء على الاقتصاد في مسار إيجابي، وتُعدّ العامل الأبرز في تعويض الخسائر الناتجة عن الرسوم الجمركية الأميركية.
في المقابل، يشهد الإنتاج الصناعي الكوري علامات تباطؤ في معظم القطاعات، فيما يعكس استمرار نمو صادرات الرقائق الإلكترونية قدرة الدولة الآسيوية على تجاوز العقبات التجارية، وتحويل التحديات إلى فرص تعزز مكانتها في الاقتصاد العالمي.
موضوعات متعلقة..
- صادرات الرقائق الإلكترونية من كوريا الجنوبية تقفز 22% خلال 10 أيام
- الرقائق الإلكترونية تقود طفرة صادرات كوريا الجنوبية خلال 20 يومًا
- الرقائق الإلكترونية تنقذ صادرات كوريا الجنوبية من هبوط عنيف
اقرأ أيضًا..
- أسعار الكهرباء والوقود في الجزائر.. خبيران يقترحان حلولًا للتخفيف عن الخزينة العامة
- تحويل النفايات إلى كهرباء في الوطن العربي.. مسح لـ"الطاقة" يشمل 12 دولة
- جنوح ناقلة نفط في قناة السويس.. و5 قاطرات تنقذ الموقف





