افتتاح المتحف المصري الكبير.. مبنى أخضر يوفر الطاقة بنسبة 60%
حياة حسين
احتفلت القاهرة بافتتاح المتحف المصري الكبير، اليوم السبت 1 نوفمبر/تشرين الثاني 2025، بعد 20 عامًا من العمل في مبنى يمتد على مساحة تزيد على 80 ألف متر مربع، وأطلق عليه البنك الدولي اسم المبنى الأخضر، بسبب كفاءة استعمال الطاقة والمياه.
انطلقت فكرة إنشاء المتحف في تسعينيات القرن الماضي، من وزير الثقافة السابق فاروق حسني، بهدف جمع آثار الدولة التي تضم ثُلث آثار العالم، لكنها مبعثرة ومُهملة، وكثير من القطع تعرّض للتلف أو السرقة.
وسيضم المتحف، الذي بلغت تكاليف إنشائه نحو 1.1 مليار دولار، أكثر من 100 ألف قطعة أثرية توثّق التاريخ المصري منذ فجر الحضارة حتى العصرين اليوناني والروماني، ويُعرض للمرة الأولى الكنز الكامل للفرعون توت عنخ آمون، الذي يشمل أكثر من 5 آلاف قطعة أثرية، والمُكتشفة في 4 نوفمبر/تشرين الثاني من عام 1922.
ومُوِّل المتحف المصري الكبير ذاتيًا، إضافة إلى قروض ميسرة من الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (جايكا)، وأيضًا مساهمات محدودة من مؤسسات دولية، وفق بيانات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
إدراك الفراعنة لأهمية البيئة يدفع لتبني قواعد الاستدامة بالمتحف
وصف البنكُ الدولي المتحف المصري الكبير بـ"المبنى الأخضر"، وقال في تقرير مصور فيديو، قبل أشهر: "وجد الفراعنة هدفًا في كل عنصر امتلكوه، وأدركوا أهمية البيئة، واستخلاصًا لتلك الروح وهذه المبادئ، صُمم المتحف المصري الكبير".
وأضاف أن المتحف الذي يمتد على مساحة تقارب الـ80 ألف متر مربع، يُعد مبنى أخضر؛ إذ يستعمل طاقة أقل بنسبة 60% من مبنى تقليدي بهذا الحجم.
وتابع: "ومثلما فعل المصريون القدماء؛ فإن المتحف يحافظ على موارد المياه الثمينة؛ إذ يوفر ما يعادل أكثر من 16 مليون لتر من مياه النيل سنويًا، وهذه الكفاءة في استعمال الطاقة والمياه تعيد التأكيد على التصميم على مكافحة تغير المناخ".
وفي فبراير/شباط 2024، منحت مؤسسة التمويل الدولية، الذراع الاستثمارية للبنك الدولي، المتحف المصري الكبير شهادة "إيدج" المتقدمة للمباني الخضراء، وهي أول مرة تحصل عليها منشأة في أفريقيا والشرق الأوسط، كما لم يحصل على هذه الشهادة إلا عدد قليل من المتاحف في جميع أنحاء العالم.
ووفق بيان المؤسسة الدولية عند منح تلك الشهادة للمتحف: "بدعم من أمانة الدولة للشؤون الاقتصادية السويسرية، وحكومة المملكة المتحدة، تعترف شهادة (إيدج أدفانسد) EDGE Advanced بتصميم وبناء المتحف الموفر للموارد والذكي للمناخ".
وأضافت أن هذا التصميم يساعد على توفير أكثر من 60% من تكاليف الطاقة، وتقليل استهلاك المياه بنسبة 34% مقارنة بالمبنى التقليدي من نوعه وحجمه.

السقف العاكس من أسباب الاستدامة
شرحت مؤسسة التمويل الدولية أسباب حصول المتحف المصري الكبير على شهادة (إيدج)، مشيرة إلى أنه نفذ تدابير الاستدامة، مثل: السقف العاكس، والتظليل الخارجي للراحة الحرارية، والإضاءة الموفرة للموارد، وتركيبات المياه، إضافة إلى استعمال العدادات الذكية لاستهلاك الطاقة.
وتُترجم هذه الإجراءات إلى توفير في الطاقة بما يعادل إزالة أكثر من 400 مركبة تعمل بالبنزين من شوارع القاهرة لمدة عام واحد.
وعلق المدير الإقليمي لمؤسسة التمويل الدولية لشمال أفريقيا والقرن الأفريقي شيخ عمر سيلا، قائلًا: "يتميز المبنى الأخضر بكفاءة استعمال الموارد وفاعليته من ناحية التكلفة. لقد حان الوقت لبناء أكثر مسؤولية ودعم مصر في رحلتها نحو مستقبل منخفض الكربون".
ويأتي افتتاح المتحف المصري الكبير، الذي يشارك فيه وفود من 80 دولة؛ 40 منهم برئاسة ملوك ورؤساء دول ورؤساء حكومات، بعد 3 أعوام من تنظيم الدولة الأفريقية لفعاليات قمة المناخ كوب 27 في مدينة شرم الشيخ.
وخلال القمة، اتفقت دول العالم على إنشاء صندوق الخسائر والأضرار لتعويض الدول النامية والفقيرة المتضررة من التغير المناخي عن الخسائر الناتجة عن أزمات الجفاف وحرائق الغابات وارتفاع مستويات سطح البحر، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
موضوعات متعلقة..
- رفع كفاءة الطاقة في المباني التجارية بتقنية مصرية جديدة
-
تحليل استهلاك الطاقة في المباني الجامعية.. دراسة مصرية جديدة
-
كوب 27.. وزير المالية المصري لـ"الطاقة": نحتاج إلى تحويل تعهدات قمم المناخ للتنفيذ
اقرأ أيضًا..
- أرباح المصافي الآسيوية تنخفض.. والمنافسة مع الخليج "نقطة تحول" (تقرير)
-
موارد الغاز في أفريقيا تتعزز باكتشافات ناميبيا ومنصات الإسالة العائمة (تقرير)
-
أسعار الكهرباء والوقود في الجزائر.. خبيران يقترحان حلولًا للتخفيف عن الخزينة العامة
المصادر:
- مؤسسة التمويل الدولية تعترف بالمتحف المصري الكبير أول مبنى أخضر في أفريقيا والشرق الأوسط- بيان المؤسسة.
- الموقع الإلكتروني للمتحف المصري الكبير.
- تقرير مصور فيديو عن المتحف المصري الكبير على حساب البنك الدولي على الفيسبوك.





