تشكّل صفقة سفينة إعادة التغويز في العراق (السفينة Hull 3407) نقطة تحول في جهود بغداد لتنويع الإمدادات ووضع حلول لأزمة الكهرباء، من خلال استيراد الغاز المسال.
وأبرمت بغداد، يوم الثلاثاء 28 أكتوبر/تشرين الأول (2025)، اتفاقية تجارية مع شركة إكسيليريت إنرجي (المُدرَجة في بورصة نيويورك) لتطوير أول محطة لاستيراد الغاز المسال في العراق، والمتوقع أن ترسو في ميناء خور الزبير.
تهدف هذه الخطوة -وفق بيان حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)- إلى تنفيذ منصة عائمة للغاز المسال بطاقة استيعابية 15 مليون متر مكعب يوميًا، ولمدة 5 سنوات قابلة للتجديد.
ووُقِّعَت الاتفاقية في حفل حضره وزير الكهرباء، زياد علي فاضل، والرئيس التنفيذي لشركة إكسيليريت إنرجي، ستيفن كوبوس، ونائب وزير الطاقة الأميركي، جيمس دانلي، والقائم بأعمال السفارة الأميركية في بغداد، جوشوا هاريس.
وتعدّ منصة الغاز المسال خيارًا إستراتيجيًا لتحقيق استقرار إنتاج الكهرباء، عبر ضمان إمدادات وقود كافية لتغطية الحاجة الفعلية إلى المحطات وتقليل فترات الانقطاع خلال فصول الذروة، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
الطاقة في العراق
يقول المدير التنفيذي لشركة إكسيليريت إنرجي، ستيفن كوبوس: "تُظهر اتفاقية سفينة إعادة التغويز في العراق التي توصّلنا إليها مع وزارة الكهرباء، التزام إكسيليريت الراسخ بمستقبل الطاقة في العراق واستقرار المنطقة".
وأضاف: "من خلال الجمع بين تطوير المحطات وإمدادات الغاز المسال والخبرة التشغيلية، نساعد العراق على تأمين طاقة موثوقة، وتنويع مصادر الوقود، وتعزيز أمنه الطاقي على المدى الطويل".
ومن الناحية الإستراتيجية، يُوسّع المشروع نطاق منصة البنية التحتية العالمية لشركة إكسيليريت ليشمل منطقة الشرق الأوسط، ويمثّل أول محطة عائمة متكاملة لاستيراد الغاز المسال في المنطقة".

من خلال تنفيذ اتفاقية واحدة تشمل تطوير المحطة وتوريد الغاز المسال، فإن إكسيليريت تستجيب للطلب العالمي المتزايد على البُنية التحتية لإعادة التغويز، ونعزز مكانتها مزوِّدةً رائدةً لحلول الغاز المسال المتكاملة.
وحسب بيان منفصل لشركة إكسيليريت، يتضمن المشروع المتكامل اتفاقية مدتها 5 سنوات لخدمات إعادة التغويز وتوريد الغاز المسال، مع خيارات تمديد، وبحدّ أدنى للطلب المتعاقَد عليه يبلغ 250 مليون قدم مكعبة قياسية يوميًا.
وبموجب الاتفاقية، ستتولى الشركة الأميركية تشييد محطة استيراد الغاز المسال العائمة، المصممة لاستيعاب سعة مضمونة لإعادة التغويز تبلغ 500 مليون قدم مكعبة قياسية يوميًا.
السفينة Hull 3407
ستشغّل إكسيليريت وحدة التخزين وإعادة التغويز العائمة الجديدة، وهي السفينة Hull 3407، وستكون مسؤولة عن تسليم معدّات السطح وتعديلات الرصيف لتمكين تشغيل الوحدة على الرصيف.
ومن المتوقع أن يبلغ إجمالي استثمار مشروع سفينة إعادة التغويز في العراق نحو 450 مليون دولار، شاملةً تكلفة الوحدة.
وفي إطار الاتفاق، ستتولى شركة إكسيليريت مسؤولية تزويد المحطة بالغاز المسال، وهو ما يشير إلى تغيُّر في إستراتيجية العراق الذي كان قد دخل في مباحثات مع عدد من الدول العربية -من بينها قطر والجزائر وسلطنة عمان- لتأمين شحنات من الغاز المسال.
كما من المتوقع أن تبدأ العمليات التجارية في المشروع خلال عام 2026، رهنًا بالحصول على التصاريح النهائية وجداول الإنشاءات، وشروط الإغلاق الأخرى.
وتُبنى حاليًا السفينة Hull 3407 -وهي أحدث وحدة عائمة لتخزين الغاز المسال تابعة لـ"إكسيليريت"- من قِبل شركة إتش دي هيونداي للصناعات الثقيلة في كوريا الجنوبية، ومن المقرر تسليمها في عام 2026.
وصُمِّمت السفينة بسعة تخزين تبلغ 170 مترًا مكعبًا، وسعة إعادة تغويز تصل إلى مليار قدم مكعبة قياسية يوميًا، بالإضافة إلى قدرتها العالية على نقل الغاز.
وتتميز السفينة Hull 3407 بأفضل إدارة لغاز التبخير في فئتها، مما يضمن الكفاءة التشغيلية والموثوقية، كما أن تصميمها المتطور وقدراتها المرنة تجعلها مثالية لتلبية احتياجات العراق العاجلة والواسعة النطاق من الطاقة.
محطة استيراد الغاز المسال العائمة
يُمثّل مشروع محطة استيراد الغاز المسال العائمة إنجازًا تاريخيًا للعراق، إذ يُمكّن البلاد من الوصول إلى أسواق الغاز المسال العالمية لأول مرة.
ومن خلال تنويع إمداداته من الوقود، يُتوقع أن يُقلّل العراق من اعتماده على الغاز المستورد عبر الأنابيب القادم من إيران -الذي أدى عدم انتظامه إلى انقطاعات كبيرة في التيار-، ويُعزز أمن الطاقة، ويُلبي الطلب المتزايد على الكهرباء.
ويتضمّن العقد استيراد 500 مليون قدم مكعبة قياسية يوميًا، لصالح محطات الكهرباء في بغداد، ويمكن زيادة هذه الكميات إلى 750 مليون قدم مكعبة قياسية يوميًا، حسب احتياجات وزارة الكهرباء.
موضوعات متعلقة..
- العراق يوقع عقد منصة الغاز المسال.. ويعلن خطته للاستيراد (تحديث)
- أول منصة لاستيراد الغاز المسال في العراق.. خطوة لتنويع الإمدادات
اقرأ أيضًا..
- بئر غاز جديدة في حقل ظهر المصري تضيف 70 مليون قدم مكعبة يوميًا
- ارتفاع انبعاثات الميثان من النفط والغاز عالميًا.. والعراق يسجل زيادة 50%
- أسعار الكهرباء والوقود في الجزائر ترهق خزينة الدولة.. 4 خبراء يطرحون حلولًا
المصادر:





