التقاريرتقارير الغازتقارير النفطتقارير دوريةرئيسيةغازنفطوحدة أبحاث الطاقة

تحولات بخريطة استكشاف النفط والغاز.. ماذا يحدث في القطاع؟

استمرار تراجع الاكتشافات قد يهدد الإمدادات وأمن الطاقة

وحدة أبحاث الطاقة – مي مجدي

اقرأ في هذا المقال

  • اكتشافات النفط والغاز التقليدية قد تتراجع من 20 مليار برميل نفط مكافئ إلى 5 مليارات
  • الإنفاق العالمي على الاستكشاف يتراجع إلى 50-60 مليار دولار سنويًا
  • شركات النفط الكبرى مسؤولة عن 22% من الاكتشافات منذ 2015
  • استمرار تراجع الاكتشافات قد يؤدي إلى نقص الإمدادات ويهدّد أمن الطاقة

هبطت عمليات استكشاف النفط والغاز واستثماراتها إلى مستويات غير مسبوقة منذ أكثر من عقد، رغم أنها تمثّل صمام أمان لأمن الطاقة العالمي.

فقد كانت شركات الطاقة العالمية تسجل اكتشافات تقليدية تتجاوز 20 مليار برميل نفط مكافئ سنويًا خلال العقد الماضي، لكنها انخفضت إلى قرابة الثلث.

وتراجع المعدل السنوي لعمليات استكشاف النفط والغاز إلى 8 مليارات برميل نفط مكافئ منذ عام 2020، وسط تقديرات بانخفاضه إلى نحو 5.5 مليار برميل خلال المدة من 2023 وحتى نهاية سبتمبر/أيلول 2025، بحسب تقرير حديث، اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.

وعلى مدى الأشهر الـ8 الأولى من 2025، بلغ إجمالي اكتشافات النفط والغاز قرابة 3.9 مليار برميل نفط مكافئ، مقارنة بـ5.1 مليار برميل خلال المدة نفسها من عام 2024.

ويرى التقرير أن السبب وراء تراجع استكشاف النفط والغاز يكمن في انخفاض الإنفاق العالمي على الاستكشاف خلال العقد الماضي من ذروة بلغت 115 مليار دولار في عام 2013 إلى نحو 50-60 مليار دولار سنويًا.

ويُعزى ذلك إلى تأثير الضغوط الخارجية مثل السياسات المناخية ومراقبة المستثمرين، بالإضافة إلى الانضباط الداخلي نتيجة الدروس المستفادة من الإفراط في الاستثمار.

وأكد التقرير ضرورة الاكتشافات الجديدة للحفاظ على تأمين إمدادات النفط والغاز العالمية بما يتماشى مع الطلب طويل الأجل.

وبحلول 2050، تتوقع منظمة أوبك ارتفاع الطلب على النفط عالميًا، ليصل إلى 122.9 مليون برميل يوميًا، على عكس تقديرات وكالة الطاقة -التي تواجه انتقادات حادة- بوصول الطلب إلى ذروته قبل 2030.

غير أن وكالة الطاقة الدولية أقرت -مؤخرًا- بضرورة إنفاق 540 مليار دولار سنويًا على الاستكشاف والإنتاج، لمواجهة تراجع إنتاج الحقول وضمان توازن الأسواق.

خريطة استكشاف النفط والغاز

خلال العقد الأخير، تقلّصت خريطة استكشاف النفط والغاز، لتتمحور حول عدد محدود من المناطق عالية التأثير، أبرزها حوض أورانج في ناميبيا، والمياه العميقة في سورينام، وحقول ما قبل الملح في البرازيل، وكذلك المشروعات القريبة من البنية التحتية، بحسب التقرير الصادر عن شركة الأبحاث ريستاد إنرجي.

في المقابل، بدأت شركات النفط الكبرى والشركات الوطنية تتخلى عن المناطق القديمة والمشروعات ذات العائد المحدود؛ إذ تفضّل -حاليًا- الدمج بين البيانات الجيولوجية الدقيقة، والتقنيات الرقمية، وربط الحقول القريبة منخفضة التكلفة، مع بنية تحتية منخفضة الكربون، لضمان الموازنة بين العائد والمخاطر.

وشهد العالم خلال العقدَيْن الماضيَيْن 3 محطات أعادت رسم خريطة استكشاف النفط والغاز:

  • البرازيل (2006): بدأت حقبة ما قبل الملح باكتشاف شركة بتروبراس لحقل "توبي"، المعروف حاليًا باسم "لولا"، في حوض سانتوس، وأثبتت قدرة التقنيات الحديثة على استخراج النفط من أعماق كانت مستحيلة الاختراق.
  • غايانا وسورينام (2015): فتح اكتشاف حقل ليزا بقيادة إكسون موبيل الباب أمام أكثر من 30 اكتشافًا في حوض ستابروك، بإجمالي موارد قابلة للاستخراج تفوق 13 مليار برميل نفط مكافئ قبالة سواحل غايانا، بالإضافة إلى ملياري برميل في سورينام.
  • ناميبيا: حوّلت اكتشافات شل وتوتال إنرجي وغالب إنرجيا في حوض أورانج خلال السنوات الـ3 الماضية البلاد إلى واحدة من أحدث وأهم المناطق الواعدة في العقد الحالي، ومهدت لتحولها إلى دولة محورية في إنتاج النفط من المياه العميقة.

ويوضح الرسم الآتي -من إعداد وحدة أبحاث الطاقة- أحجام اكتشافات النفط والغاز العالمية حتى أغسطس/آب (2025):

أحجام اكتشافات النفط والغاز العالمية منذ 2022 وحتى أغسطس 2025

دور شركات النفط الكبرى والوطنية

رغم التراجع العام في استكشاف النفط والغاز، ما تزال شركات النفط الكبرى (Supermajors) وشركات النفط الوطنية (NOCs) تحتفظ بالدور الأكبر في رسم ملامح المرحلة المقبلة.

ومنذ عام 2015، تستحوذ الشركات الـ6 الكبرى -إكسون موبيل وشل وتوتال إنرجي وبي بي وإيني وشيفرون- على نحو 22% من إجمالي الاكتشافات العالمية، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

وتشكّل هذه الشركات المحرك لعمليات استكشاف النفط والغاز في المناطق الجديدة، عبر الاعتماد على التحليل الرقمي والقدرات الرأسمالية الضخمة، مع تحديد معايير جديدة في تقليص الفجوة الزمنية بين الاكتشاف والتطوير.

أما شركات النفط الوطنية، مثل بتروبراس وأدنوك الإماراتية وقطر للطاقة، فقد تبنّت إستراتيجيات تجمع بين تعزيز أمن الطاقة المحلي وتوسيع محافظها الاستثمارية، مستهدفة تعويض الاحتياطيات، وتعزيز مكانتها في قطاع النفط والغاز.

وتسيطر شركات النفط الكبرى والشركات الوطنية على الاكتشافات في المياه العميقة عالية التأثير، التي تدعم نمو الإمدادات العالمية، في حين تقتصر إسهامات الشركات المستقلة والصغيرة على دور محدود.

ويشكّل توازن المخاطر والعوائد عاملًا حاسمًا في تحديد مناطق الاستكشاف الواعدة، في حين تعتمد مشروعات الاستكشاف الكبرى على الشركات التي تمتلك خبرة تقنية كبيرة وقدرة على الاستثمار طويل الأجل.

منصة بحرية تساهم بزيادة استكشاف النفط والغاز
منصة بحرية - الصورة من إكوينور

خطر تراجع استكشاف النفط والغاز

في الوقت نفسه، حذّر التقرير من استمرار تراجع عمليات استكشاف النفط والغاز عالميًا؛ إذ قد يقود إلى احتمال نقص الإمدادات وارتفاع الأسعار.

وأكد أن هذا التراجع لن يهدد أمن الطاقة فحسب، وإنما سيشكّل تهديدًا لاستقرار عملية تحول الطاقة، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

ورغم مساعي الدول لتحقيق أهداف الحياد الكربوني، يتضح أن تراجع الإنتاج لا يمكن إدارته من دون اكتشافات جديدة تضمن توازن السوق على المدى الطويل.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر..

  1. تحولات خريطة استكشاف النفط والغاز، من ريستاد إنرجي.
  2. توقعات الطلب على النفط، من أوبك.
  3. أحجام اكتشافات النفط والغاز عالميًا، من وحدة أبحاث الطاقة.
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق