التقاريرتقارير منوعةرئيسيةمنوعات

المعادن الحيوية في المحيط الهادئ.. هدف تنافسي جديد بين الولايات المتحدة والصين (تقرير)

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • العقيدات متعددة الفلزات تحتوي على معادن مرغوبة مثل الكوبالت والنيكل والمنغنيز.
  • الطلب على المعادن الأساسية شهد ارتفاعًا ملحوظًا مع تسابق الدول على توليد الكهرباء النظيفة.
  • حكومة جزر كوك تحظر حاليًا التعدين في قاع البحار.
  • بكين وقّعت اتفاقية مع جزر كوك للتعاون في تطوير وبحوث معادن قاع البحار.

تشهد المعادن الحيوية في المحيط الهادئ استكشافات تتنافس فيها الولايات المتحدة والصين لاستخلاص هذه الموارد المستعملة في توليد الكهرباء النظيفة.

في أعماق المحيط الهادئ، تنتشر مجموعات من الصخور البنية والسوداء، تحتوي كل منها على معادن حيوية، بحسب تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وتحتوي هذه الصخور، المعروفة باسم "العقيدات متعددة الفلزات"، على احتياطيات من المعادن الأساسية التي يمكن استعمالها لتوليد الكهرباء النظيفة وتغذية مستقبل صناعي جديد.

في جزر كوك، وهي دولة تقع في منتصف الطريق بين هاواي ونيوزيلندا، ترسم سفن الاستكشاف خرائط لقاع البحر الغني بالمعادن.

موارد المعادن الحيوية في المحيط الهادئ

في مياه دولة جزر كوك، تستكشف كل من الولايات المتحدة والصين إمكانات موارد المعادن الحيوية في المحيط الهادئ؛ ما يُمهّد لمعركة إستراتيجية جديدة بين أقوى دولتين في العالم.

وقالت المحللة الجيوسياسية لدى منصة تيرا غلوبال إنسايتس، جوسلين ترينر، إن الدولتين العظميين تتنافسان على النفوذ، وهما مصممتان على "التسابق نحو قاع البحر".

وأضافت ترينر: "نتوقع أن تكون هذه المنافسة الأولى؛ سواءً من قِبَل المطور أو المُنتِج أو من يُرسِل إلى قاع البحر فعليًا".

العقيدات متعددة الفلزات تحتوي على معادن مثل الكوبالت والنيكل والمنغنيز
العقيدات متعددة الفلزات تحتوي على معادن مثل الكوبالت والنيكل والمنغنيز - الصورة من وكالة الصحافة الفرنسية

الطلب على المعادن الأساسية

شهد الطلب على المعادن الأساسية -بما في ذلك الكوبالت والنيكل والمنغنيز- ارتفاعًا ملحوظًا مع تسابق الدول على توليد الكهرباء النظيفة، وتقنيات الدفاع والذكاء الاصطناعي.

ونتيجة لتضاؤل ​​الاحتياطيات البرية، وسيطرة الصين على جزء كبير من السوق، يتجه الاهتمام نحو أعماق البحار.

تجدر الإشارة إلى أن التعدين التجاري في أعماق البحار لم يُمارس بعد في أي مكان بالعالم، وفق تفاصيل طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

ولا يزال الأمر مثيرًا للجدل بسبب المخاوف بشأن تأثيره البيئي؛ إذ دعت عشرات الدول إلى وقف هذه الممارسة.

رغم ذلك، ومع وجود بعض من أهم احتياطيات المعادن في أعماق البحار؛ فقد برز المحيط الهادئ موقعًا رئيسًا للمنافسة، وتحديدًا جزر كوك، التي تضم واحدة من أكبر المناطق البحرية في المحيط الهادئ، وتستكشف بنشاط إمكانات موارد قاع البحر.

وعلى الرغم من أن الحكومة تحظر، حاليًا، التعدين في قاع البحار؛ فإنها تدرس إمكان التطوير التجاري للموارد تحت الماء مع إجراء تقييمات تقنية وبيئية لتوجيه أي أنشطة مستقبلية.

وتؤكد أنها لن تمضي قدمًا في عملية التعدين إلا بعد أن يتضح الأساس العلمي.

تكثيف أنشطة التعدين في أعماق البحار

في أبريل/نيسان 2025، وقّع الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أمرًا تنفيذيًا مثيرًا للجدل لتكثيف أنشطة التعدين في أعماق البحار بالمياه الأميركية والدولية.

هذا الشهر، ترسم سفينة أبحاث أميركية خرائط لأجزاء من المنطقة البحرية لجزر كوك وجمع البيانات. وستقدم 250 ألف دولار أميركي بصفة "مساعدة تقنية" لجزر كوك لدعم بناء القدرات وتبادل المعرفة وجذب الاستثمارات إلى هذا القطاع.

وفي بيان لها، قالت وزارة الخارجية الأميركية إنها تدعم تقدم العلوم "لإثراء تطوير معادن قاع البحار وأنشطة التعدين المسؤولة في المحيط الهادئ".

في وقت سابق من هذا العام، وقّعت بكين اتفاقية مع جزر كوك للتعاون في تطوير وبحوث المعادن الحيوية في المحيط الهادئ، بما في ذلك تشكيل "لجنة مشتركة" بين الحكومتين للإشراف على هذا العمل.

وتمتلك الصين، حاليًا، تراخيص استكشاف في المياه الدولية أكثر من أي دولة أخرى.

سفينة لاستخلاص المعادن الحيوية من أعماق البحار
سفينة لاستخلاص المعادن الحيوية من أعماق البحار - الصورة من الغارديان

وأفادت التقارير بأنها تدرس شراكة مع دولة أخرى في المحيط الهادئ، هي كيريباتي، لاستكشاف مواردها في أعماق البحار.

ومنحت جزر كوك تراخيص استكشاف لـ3 شركات -اثنتان منها أميركية وثالثة مملوكة لجزر كوك- لتحليل قاع محيطها.

وبعيدًا عن جزر كوك، تُعد منطقة كلاريون-كليبرتون -وهي مساحة غنية بالمعادن الحيوية في المحيط الهادئ بين هاواي والمكسيك- منطقة اهتمام رئيسة لكل من الولايات المتحدة والصين.

وفي الوقت نفسه، لا يزال التنقيب عن المعادن في أعماق البحار مثيرًا للجدل. ودعت 38 دولة حول العالم -منها عدة دول في المحيط الهادئ- إلى وقف مؤقت لهذه الممارسة، في حين انضمّت بعض دول المحيط الهادئ، بما في ذلك ناورو وكيريباتي وتونغا، إلى جزر كوك في استكشاف إمكاناتها.

وحذّر بعض العلماء من أضرار جسيمة وواسعة النطاق على النظم البيئية للمحيطات في حال المضي قدمًا في التعدين، مع آثار تشمل الضوضاء الضارة والاهتزازات وأعمدة المكامن والتلوث الضوئي.

وأعرب أستاذ علوم المحيطات بجامعة كاليفورنيا، دوغلاس ماكولي، عن قلقه من أن اشتداد المنافسة على المعادن الحيوية في المحيط الهادئ قد يضر بالنظم البيئية الهشة تحت الماء.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق