الطاقة الكهرومائية في إسكتلندا.. مشغلو المحطات يتلقون فواتير استثنائية بأثر رجعي
نوار صبح
يتعرّض قطاع الطاقة الكهرومائية في إسكتلندا لضغوط جديدة؛ إذ يتلقّى مشغلو المحطات فواتير استثنائية بأثر رجعي.
وقد تواجه شبكة مشروعات الطاقة الكهرومائية الصغيرة في إسكتلندا المخاطر بعد أن تلقّت ملايين الجنيهات الإسترلينية من أسعار أعمال بأثر رجعي، حسب مصادر تابعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وأصدرت جمعية المُقيّمين "الخبراء القضائيين" الإسكتلنديين "إس إيه إيه" (SAA)، وهي جمعية تطوعية غير رسمية لمُقيّمي الأراضي، أوامر إصدار الفواتير.
من ناحيتها، تزعم شركة ألبا إنرجي (Alba Energy)، التي تُمثل مُشغّلي محطات الطاقة الكهرومائية الصغيرة في إسكتلندا، أن جمعية المُقيّمين الإسكتلنديين قررت إعادة تقييم منهجيتها الخاصة بشأن الأسعار في خضمّ معركة مستمرة بين الطرفين بشأن الفواتير السابقة.
مُنتجو الطاقة الكهرومائية في إسكتلندا
يتلقى مُنتجو الطاقة الكهرومائية في إسكتلندا فواتير غير متوقعة بأثر رجعي، أدانتها "ألبا إنرجي" بشدة ووصفتها بأنها "منحرفة وعقابية واستغلالية".
تُضاف هذه الفاتورة إلى فواتير الرسوم غير السكنية الحالية، التي كانت الأعلى بين جميع العقارات في جزيرتي آيلاي أو جورا، التي كانت قيد الاستئناف.
وتزيد فاتورة شركة "إنفر هيدرو" (Inver Hydro) بمقدار 269 ألف جنيه إسترليني (358 ألفًا و317.41 دولارًا) عن الموازنة التي وضعتها الشركة للرسوم من الآن حتى نهاية السنة المالية في أبريل/نيسان من العام المقبل.

ووفقًا لمراسلات من مكتب جمعية المُقيّمين الإسكتلنديين، أُبلغت شركة "إنفر" بأنها لن تُطالب بالرسوم الإضافية إذا سحبت استئنافها على تقييم عام 2023.
ويرى محللون أن هذا يُعد عقبة كبيرة تواجه قطاع الطاقة الكهرومائية في إسكتلندا.
وقال مالك شركة إنفر هيدرو، جون ليثغو: "لقد التزمنا بالقوانين، ودفعنا فواتيرنا، وواصلنا الاستئناف القانوني".
وأكد "أن إرسال فاتورة إضافية بأثر رجعي تزيد على ربع مليون جنيه إسترليني، وإبلاغنا بسدادها في غضون أشهر -ثم إخبارنا بإلغاء الفاتورة في حال إسقاط الاستئناف- أمرٌ لا يُطاق".
وأضاف "أن مشروعنا الصغير قصة نجاح في ظل اقتصاد ريفي هش، ويضمن توليد الكهرباء لدى شركة إنفر أمن الطاقة، وقد أثبت دوره الحيوي في الحفاظ على استمرارية الكهرباء في الجزيرة عند تعطل الشبكة المحلية".
وأشار إلى أن "هذا النوع من التلاعب يُعرّض الطاقة المتجددة المملوكة محليًا والشركات الإسكتلندية الصغيرة للخطر، وهو سلوكٌ غير مقبول بتاتًا من قِبل جهة حكومية".
مشروع للطاقة الشمسية
تبني شركة "إنفر هيدرو"، حاليًا، مشروعًا للطاقة الشمسية لزيادة الاستفادة من سعة الشبكة المتاحة في مشروع الطاقة الكهرومائية الحالي، وضمان استمرار توليد الطاقة المتجددة خلال أشهر الجفاف.
ويُعتقد أن المشروع سيصبح أول مشروع هجين للطاقة الشمسية وتخزين الطاقة الكهرومائية في المملكة المتحدة، ومن المقرر أن يبدأ العمل مطلع الشهر المقبل.
وصرح مالك شركة إنفر هيدرو، جون ليثغو، بأن القيمة التقديرية الجديدة المُحسّنة بأثر رجعي، البالغة 676 ألف جنيه إسترليني (900 ألف و455.66 دولارًا) لمحطة الطاقة الكهرومائية بقدرة 2 ميغاواط في قرية إنفر، غير دقيقة مقارنةً بالعقارات المجاورة الأخرى في جزيرتي آيلاي وجورا.

(الجنيه الإسترليني = 1.33 دولارًا أميركيًا)
وأضاف أن "ثاني أعلى قيمة تقديرية في أي من الجزيرتين هي معمل تقطير لافرويغ، الذي تبلغ قيمته التقديرية 300 ألف جنيه إسترليني؛ ما يعني أن مشروع إنفر للطاقة الكهرومائية -الكائن في منطقة زراعية صغيرة- أكبر من ضعف أحد أكبر المباني في الجزيرة".
وقال جون ليثغو إن مزرعة رياح كور، التي تبلغ قدرتها 20.5 ميغاواط على البر الرئيس المجاور لجزيرة جورا -وتفوق قدرتها 10 أضعاف قدرة محطة إنفر هيدرو- تبلغ قيمتها التقديرية 597 ألف جنيه إسترليني.
وهذا يعني أن شركة "إنفر" لديها قيمة تقديرية تبلغ 338 ألف جنيه إسترليني لكل ميغاواط من السعة المركبة، مقارنةً بـ29,122 جنيهًا إسترلينيًا لكل ميغاواط لمزرعة كور.
من ناحيتها، تزعم شركة "ألبا إنرجي" أن التغيير طُبّق بشكل انتقائي على المستأنفين؛ ما يعني أن أولئك الذين يطعنون في تقييمات عام 2023 سيتكبدون فواتير أعلى، وفق تفاصيل اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وقال المدير التنفيذي لشركة ألبا إنرجي، ألكسندر لينكليتر: "في خضمّ التقاضي، أعلن المُقيّم طريقةً جديدةً كليًا لتقييم الطاقة الكهرومائية، ثم أعاد إصدار القيم التاريخية القابلة للتقييم وفواتير إضافية للمدة 2023-2025".
وأردف "أن تطبيق هذا فقط على الخطط التي تخضع للاستئناف يُعدّ إجراءً عقابيًا في جوهره".
وأوضح أنه "لسنوات، بالغ المُقيّمون في تقدير قيمة مشروعات الطاقة الكهرومائية في إسكتلندا مقارنةً بطاقة الرياح البرية وغيرها من مُولّدات الكهرباء، وهذه المناورة الأخيرة تُفاقم الوضع غير العادل أصلًا".
موضوعات متعلقة..
- طاقة الرياح البحرية في إسكتلندا تنتعش بالتوربينات العائمة (تقرير)
- تخزين معدات مشروع رياح بحرية يثير أزمة في إسكتلندا.. ما القصة؟
- أهداف المناخ في إسكتلندا عنوان تقرير يحدد 4 موازنات كربون خلال عقدين
اقرأ أيضًا..
- الغاز الصخري في الجزائر يستفيد من تجربة حوض برميان.. ما القصة؟
- أكبر سفينة مد خطوط كهرباء في العالم تتأهب لدخول الخدمة (صور)
- أرامكو وبيكر هيوز تبرمان اتفاقية لتوسيع حفر آبار الغاز في السعودية
المصدر..




