مدينة الملك سلمان للطاقة.. كيف تعزز الاقتصاد المستدام في السعودية؟
إنجاز مهم يدعم مستهدفات رؤية السعودية 2030
هبة مصطفى

تحجز مدينة الملك سلمان للطاقة موقعًا رائدًا ضمن خريطة التحول في السعودية، خاصة أنها تمثّل منظومة متكاملة تعزز أهداف الاستدامة، وتشكّل إنجازًا أساسيًا في مستهدفات رؤية السعودية 2030.
ولا يعدّ التميز سمة حديثة العهد بالمدينة -التي يُطلَق عليها اختصارًا "سبارك"-، إذ حصدت شهادات عالمية منذ سنوات تقرّ بذلك، لتمثّل "موطنًا" يستقطب الشركات والاستثمارات.
وفي "سبارك" يلتقي الطموح والفرص معًا لدعم الفصول المقبلة من خطط قطاع الطاقة السعودي، حسب رؤية طرحها الرئيس التنفيذي للمدينة "مشعل إبراهيم الزغيبي" في مقال له، تابعته منصة الطاقة المتخصصة.
ولا تقتصر رؤية المدينة على دور محلّي، بل تمتد إلى نطاق إقليمي أوسع بوصفها "بوابة" مركزية في الشرق الأوسط وأفريقيا.
خطة تطوير مدينة الملك سلمان للطاقة
تحظى خطة تطوير مدينة الملك سلمان للطاقة بدعم من رؤيتها المعلنة قبل 7 سنوات (في 2018)، إذ تستهدف التحول إلى مدينة متكاملة، تعزز أهداف المملكة وتمتد لدور إقليمي بارز.
وتستقر "سبارك" في القلب من إستراتيجية قطاع الطاقة السعودي، بوصفها مركزًا صناعيًا بصبغة عالمية يحمل رؤية متكاملة يعزز مبادئ تنوع الاقتصاد.

ومن خلال مساحة ممتدة لنحو 50 كيلومترًا مربعًا، تتّسع منظومة "سبارك" المتكاملة إلى:
- المناطق الصناعية.
- الخدمات اللوجستية.
- المناطق التجارية.
ويغطي تصميم "سبارك" سلسلة قيمة الطاقة بصورة متكاملة، بدءًا من قطاعات المنبع والمصب، مرورًا بالكهرباء والبيئة، بالإضافة إلى: المواد غير المعدنية، والرقمنة، وغيرها.
وتدريجيًا، تتّسع مدينة الملك سلمان للطاقة لاستضافة ما يزيد على 300 منشأة، حسب مقال "الزغيبي" المنشور في موقع إنرجي كونكتس.
ولا يقتصر الأمر عند المنافع الصناعية فقط، إذ تشمل رؤية المدينة أبعادًا اقتصادية واجتماعية أيضًا، من بينها:
- تعزيز الناتج المحلي الإجمالي للمملكة بما يصل إلى 6 مليارات دولار سنويًا.
- توفير 100 ألف فرصة عمل.
الشراكة مع أرامكو.. والاستدامة
لم تأتِ رؤية "سبارك" من فراغ، إذ تواكب إستراتيجيات العملاقة السعودية "أرامكو" التي تشكّل منظومة طاقة متكاملة.
وبوصف مشروع مدينة الملك سلمان للطاقة تابعًا لأرامكو، فإن "مشعل الزغيبي" يرى في هذه الشراكة "حجر زاوية" رئيسًا لنجاح "سبارك"، بالاستفادة من مبادئ عملاقة الطاقة في: الحوكمة العالمية، والإدارة المالية، بجانب الخبرات التشغيلية.
وترجمت أرامكو دعمها لـ"سبارك" في خطوة عملية، حين نقلت عددًا من عملياتها المهمة (مثل: مقرّ إدارة عمليات الحفر، وصيانة الآبار) إلى المدينة.
واقتنصت المرافق التابعة لأرامكو وحدها 370 ألف متر مربع، وتضم 1000 موظفًا.
وتعزز هذه الشراكة من توطين سلسلة قيمة قطاع الطاقة السعودي وكفاءة عمليات التوريد، إذ تقدّم نموذجًا قد يجذب مطوري عمليات التنقيب والإنتاج.
وبالتوازي مع هذا التطور، لم تُغفل "سبارك" تطبيق مبادئ الاستدامة الصناعية، بما يدعم مبادرات المملكة الخضراء المتّسقة مع أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة.
وظهر دور مدينة الملك سلمان للطاقة جليًا في هذا الشأن، حين فازت بشهادة "ليد LEED" الفضية -قبل ما يقرب 5 سنوات- في خطوة هي الأولى من نوعها عالميًا بين المدن الصناعية العالمية.

استثمارات وإنجازات تشغيلية
أوضح الرئيس التنفيذي لمدينة الملك سلمان للطاقة، مشعل إبراهيم الزغيبي، أن "سبارك" تستوعب ما يزيد على 60 شركة حاليًا، باستثمارات إجمالية تتجاوز 3 مليارات دولار.
واستند -في مقاله- إلى هذه الحقائق لتأكيد مدى موثوقية المدينة شريكًا صناعيًا للمطورين العالميين، مشددًا على الالتزام بالابتكار والتطوير في قطاع الطاقة.
وتستهدف المدينة تحقيق الحياد الكربوني بحلول منتصف القرن (2050)، والتزمت بذلك على النطاقين 1 و2.
وأشار "الزغيبي" إلى حرص "سبارك" على استعمال مواد بناء صديقة للبيئة، مثل: حديد التسليح المكون من الألياف الزجاجية، والخرسانة الخضراء.
وبالنسبة لإنارة المدينة، تعتمد "سبارك" على الطاقة الشمسية، وتدير أنظمة المياه بالتقنيات الذكية.
وعلى الصعيد التشغيلي، تؤمّن المدينة مواقع صناعية جيدة الوصول للكهرباء والمياه والغاز، عبر الذراع المرخّصة "سبارك للمرافق".
وتضمنت خطط تشغيل مدينة الملك سلمان للطاقة تطوير أول وأكبر ميناء جاف (مصطلح يُطلَق على المواني الداخلية المتصلة بالمواني البحرية برًا أو بوسائل النقل المختلفة) للقطاع الخاص في المنطقة.
وتدير "سبارك" الميناء من خلال ذراعها "سبارك للخدمات اللوجستية"، بالتعاون مع شركة هاتشيسون (Hatchison) التي تتخذ من هونغ كونغ مقرًا لها.
ويمكن للميناء تقديم الخدمات لبضائع تزن 8 ملايين طن متري سنويًا، ما يدعم رؤية المملكة وطموحاتها لعام 2030 في التحول إلى مركز عالمي للتجارة والنقل، من خلال تعزيز القدرات اللوجستية السعودية.
موضوعات متعلقة..
- مدينة الملك سلمان للطاقة.. خطوة سعودية باتجاه التنمية المستدامة
- تشغيل أول وحدة لالتقاط الكربون من الهواء بمركز سبارك في السعودية
- أرامكو السعودية تطلق عمليات منشأة الحفر وصيانة الآبار داخل سبارك
اقرأ أيضًا..
- أكبر صفقات النفط في الجزائر خلال 9 أشهر.. مسح للطاقة
- أنس الحجي: وكالة الطاقة الدولية تُصدر مبالغات وليس توقعات.. وترمب سبب التناقضات
- اكتشاف نفطي في أفريقيا يقترب من صفقة.. احتياطياته 10 مليارات برميل
المصادر: