أكبر صفقات الطاقة المتجددة في الجزائر خلال 2025.. مشروعات ضخمة (تقرير)
أحمد بدر

يشهد 2025 طفرة غير مسبوقة بقطاع الطاقات النظيفة الجزائري، إذ تُعدّ أكبر صفقات الطاقة المتجددة في الجزائر خلال الأشهر الـ9 الأولى من العام مؤشرًا واضحًا على تسارع الجهود الحكومية لجذب الاستثمارات وتوطين التكنولوجيا.
وبحسب متابعة منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) لقطاع الطاقة الجزائري، فإن الحكومة تمضي بخطى ثابتة نحو تحقيق أهدافها في التحول الطاقي عبر برامج الطاقات الشمسية والريحية والهيدروجين الأخضر، مدعومةً بشراكات قوية مع دول وشركات كبرى مثل الصين وتركيا والكويت ودول الاتحاد الأوروبي.
وتُظهر البيانات أن الجزائر نجحت خلال الأشهر الـ9 الأولى من 2025 في توقيع عدد من الاتفاقيات التي وُصِفت بأنها من أكبر صفقات الطاقة المتجددة في الجزائر خلال سنوات، نظرًا لحجم الاستثمارات المخصصة لها وطبيعة الشركاء الأجانب المنخرطين فيها، فضلًا عن ارتباطها بخطط التنمية المستدامة ورؤية 2035.
وفي هذا السياق، أجرت منصة الطاقة مسحًا لأكبر صفقات الطاقة المتجددة في الجزائر خلال المدة بين أول يناير/كانون الثاني وحتى نهاية سبتمبر/أيلول 2025.
وكشف المسح أن أغلب الصفقات تركت على مشروعات تشمل تصنيع الألواح الشمسية، وتطوير محطات ضخمة للطاقة الكهروضوئية، وبناء منظومات لتخزين الكهرباء بالبطاريات، ومبادرات أوروبية لتمويل مشروعات الهيدروجين، بجانب تعاون عربي-جزائري.
اتفاق مع لونغي الصينية - يناير 2025
جاءت أول وأكبر صفقات الطاقة المتجددة في الجزائر خلال العام 2025 من خلال اتفاق مع شركة لونغي الصينية (LONGI)، التي تعدّ من أكبر الشركات العالمية في صناعة الخلايا والألواح الشمسية.
واتفقت الجزائر مع الشركة على دراسة جدوى توطين صناعة الخلايا الكهروضوئية في الجزائر، في خطوة تعكس رغبة البلاد بالتحول إلى مركز إقليمي لإنتاج وتصدير معدّات الطاقات المتجددة، بما يعزز مكانتها ضمن الدول الساعية إلى قيادة المنطقة في الطاقة النظيفة.

وتكتسب هذه الصفقة أهمية إستراتيجية، لأنها تمثّل ركيزة ضمن أكبر صفقات الطاقة المتجددة في الجزائر لعام 2025، إذ تدعم خطط الدولة في بناء بنية تحتية متطورة للطاقة الشمسية، وتُسهم في نقل الخبرة الصينية وتطوير التكنولوجيا المحلية وتوفير فرص عمل جديدة في القطاعات التقنية.
مشروع حاسي دلاعة - فبراير 2025
تَصدّر مشروع محطة حاسي دلاعة قائمة أكبر صفقات الطاقة المتجددة في الجزائر، بقدرة إنتاجية تبلغ 362 ميغاواط، ضمن برنامج الـ1000 ميغاواط الذي أطلقته الحكومة لتعزيز قدرات البلاد في توليد الكهرباء النظيفة.
وتتولى شركة أوزغون التركية تنفيذ المشروع بالأغواط، في إطار شراكة تجمع بين الخبرة التركية والإمكانات الجزائرية، وفق مستجدات قطاع الطاقة في الجزائر لدى منصة الطاقة المتخصصة.
وتشير التقديرات إلى أن المحطة ستدخل الخدمة نهاية العام الجاري 2025 أو مطلع 2026، بعد اكتمال جميع مراحل التنفيذ التي تشمل الهندسة والمشتريات والبناء وتشغيل المرافق وخطوط النقل بقدرة 220 كيلوفولت.
ويمثّل مشروع حاسي دلاعة نموذجًا متكاملًا للتعاون الثنائي في قطاع الطاقات النظيفة، ومن أهم أكبر صفقات الطاقة المتجددة في الجزائر التي ستُسهم في رفع كفاءة إنتاج الكهرباء وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري في المزيج الوطني للطاقة.
تخزين الكهرباء بالبطاريات - أبريل 2025
يمثّل تطوير صناعة بطاريات الليثيوم أحد أبرز محاور أكبر صفقات الطاقة المتجددة في الجزائر لعام 2025، إذ وقّعت وزارة الطاقة والمناجم اتفاقية تعاون مع البروفيسور كريم زغيب، أحد أبرز الخبراء العالميين في هذا المجال، بالتعاون مع الديوان الوطني للبحث الجيولوجي والمنجمي ومجمع سونارام.
وتهدف الاتفاقية إلى تأسيس قاعدة علمية وصناعية لتصنيع بطاريات الليثيوم-حديد-فوسفات داخل الجزائر، بما يسهم في تطوير منظومة تخزين الكهرباء ودعم التحول الطاقي، إلى جانب تثمين الموارد المنجمية المحلية مثل الليثيوم والحديد والفوسفات.
وتعدّ هذه المبادرة من أبرز أكبر صفقات الطاقة المتجددة في الجزائر، نظرًا لكونها تفتح الباب أمام قطاع جديد قادر على تمكين البلاد من تصنيع البطاريات محليًا، وتقليل التبعية التكنولوجية للخارج، مع تعزيز تنافسيتها في الأسواق الإقليمية والعالمية.
دعم أوروبي لمشروعات ضخمة - أبريل 2025
يمثّل مشروع "طاقاتي 2 (TaqatHy+)" أحد أهم محاور الدعم الأوروبي في إطار أكبر صفقات الطاقة المتجددة في الجزائر، إذ أُطلق بالتعاون بين وزارة الطاقة والمناجم وبعثة الاتحاد الأوروبي وجمهورية ألمانيا، بتمويل قدره 28 مليون يورو (32.45 مليون دولار) لتمويل مبادرات الهيدروجين الأخضر والفعالية الطاقية.
ويُعدّ المشروع خطوة متقدمة في مسار التعاون الجزائري الأوروبي، إذ يهدف إلى تسريع نشر الطاقة المتجددة وتطوير البنية التحتية المرتبطة بها، بجانب تعزيز كفاءة استهلاك الطاقة في القطاعات الصناعية الأكثر استهلاكًا، بما ينسجم مع خطط الجزائر للحياد الكربوني على المدى الطويل.
ويمتدّ البرنامج حتى عام 2029، ويُنتظر أن يسهم في توسيع الشراكات التقنية بين الجزائر وأوروبا، ما يجعله أحد أعمدة أكبر صفقات الطاقة المتجددة في الجزائر، خاصة في ظل اهتمام بروكسل المتزايد بضمان إمدادات مستدامة من الطاقة النظيفة من دول جنوب المتوسط.
اتفاق مهم مع الصين - يونيو 2025
تندرج الاتفاقية الموقّعة مع المجمع الصناعي الصيني "أڤيك إنو" (AVIC INNO) ضمن أكبر صفقات الطاقة المتجددة في الجزائر، إذ تشمل التعاون في تطوير مشروعات الكهرباء والطاقات النظيفة والصناعات التحويلية، إلى جانب مجالات النفط والغاز والتعدين.
وتهدف الاتفاقية إلى تعزيز القدرات الصناعية الجزائرية عبر الاستفادة من التكنولوجيا الصينية في تطوير شبكات نقل الكهرباء ومرافق الجهد العالي، بما في ذلك الربط مع محطات الطاقة الشمسية الكبرى، لتوسيع نطاق تغطية الشبكة الوطنية.
وتعكس هذه الخطوة رغبة الجزائر في تنويع الشركاء الأجانب والاستفادة من الخبرات الصينية في التحول الطاقي، ما يجعلها من أكبر صفقات الطاقة المتجددة في الجزائر التي تمثّل مزيجًا من التعاون الصناعي والتكنولوجي طويل الأمد.
مشروع ضخم مع الكويت - سبتمبر 2025
اختتمت الجزائر الربع الثالث من العام بإبرام واحدة من أكبر صفقات الطاقة المتجددة في الجزائر، من خلال اتفاق مع شركة مترو القابضة الكويتية لتنفيذ مشروع ضخم يعتمد على الطاقة الشمسية والرياح لإنتاج الهيدروجين الأخضر وتصديره إلى أوروبا.
ويستند المشروع إلى نقل التكنولوجيا وتوطين الصناعة، ولا سيما في مجال تصنيع المحللات الكهربائية، مع التركيز على تدريب الكفاءات الوطنية وتعزيز المحتوى المحلي، بما يضمن بناء قدرات وطنية في مجالات الطاقة المستدامة.
ويُتوقع أن يسهم التعاون الجزائري الكويتي في خلق نموذج عربي للتكامل في قطاع الطاقة النظيفة، ليدعم هذا المشروع مكانة البلاد قوةً صاعدةً في سوق الطاقات المتجددة العالمية.
موضوعات متعلقة..
- من هو مراد عجال وزير الطاقة المتجددة في الجزائر؟ (تقرير)
- الطاقة المتجددة في الجزائر.. قطاع حائر بين الوزارات خلال 4 سنوات
- أهم مشروعات الطاقة المتجددة في الجزائر
نرشح لكم..
- تغطية خاصة لمستجدات أسواق الغاز المسال العربية والعالمية.
- ملف خاص عن مشروعات الطاقة الشمسية في الدول العربية.
- خريطة المناجم في الدول العربية.. كنوز واحتياطيات ضخمة
المصادر: