ترمب يجدد مزاعمه بشأن توقف الهند عن شراء النفط الروسي.. رغم النفي
بعد مزاعم بتأكيد مودي ذلك
حياة حسين

جدّد الرئيس الأميركي دونالد ترمب، مزاعمه بشأن توقف الهند عن شراء النفط الروسي، على الرغم من النفي الرسمي الذي جاء على لسان رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي.
وقال الرئيس الأميركي -خلال غداء عمل له مع رئيس أوكرانيا فلوديمير زيلينسكي بالبيت الأبيض- إن الهند خفّضت مشترياتها من موسكو بشدة، موضحًا أن "نيودلهي بصدد التوقف تمامًا عن شراء خام موسكو".
وبحسب تفاصيل تابعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تضغط أميركا على الهند للتوقف عن شراء النفط الروسي، وعاقبت واشنطن نيودلهي قبل عدة أسابيع بزيادة التعرفات الجمركية على سلعها بنسبة 25%، لتصل إلى 50%.
وكرّرت الهند مرارًا رفضها للضغوط الأميركية من جانب الرئيس ترمب، وأشار مسؤولون عديدون إلى أنه لم تصدر أي تعليمات إلى مصافي النفط بالبلاد للتوقف عن التعامل مع الخام الروسي.
وارتفعت واردات الهند من النفط الروسي بشدة عقب بدء الحرب في أوكرانيا أوائل 2022، وفرض عقوبات غربية هائلة على موسكو، واضطرار الأخيرة لتقديم تخفيضات سعرية كبيرة على إنتاجها؛ للعثور على أسواق بديلة.
شراء النفط الروسي
بعد يوم واحد من رد الهند على ترمب، بنفي ما قاله على لسان رئيس حكومة نيودلهي ناريندرا مودي، بأن "بلاده تتجه لتعليق مشتريات النفط الروسي"، كرر الرئيس الأميركي مزاعمه مجددًا.
وقال، خلال لقاء مع الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي، إن نيودلهي خفّفت من حدة التوتر مع أميركا، وأوقفت عمليات الشراء تقريبًا من موسكو.
وتشهد العلاقات بين الدولتين توترًا كبيرًا منذ فرض تعرفات إضافية على الواردات الهندية بسبب عدم التوقف عن شراء النفط الروسي.

وكان من المفترض إجراء مفاوضات بشأن تلك الرسوم، لكن لا تسير الأمور بطريقة سلسة، خاصة أن أميركا تضغط على الهند لفتح أسواقها على مصراعيها أمام المنتجات الزراعية من واشنطن، وهو ما ترفضه نيودلهي بشدة، كما لم تحسم مسألة النفط الروسي.
وأضاف ترمب، خلال لقائه زيلينسكي: "الهند لم تعد تشتري النفط الروسي، لكن المجر لا تستطيع عمل الشيء نفسه؛ لأنها دولة مغلقة لا تطل على بحر، ولديها خط أنابيب وحيد، وتحدثت مع زعيم المجر.. لكن الهند ستتوقف".
وتابع: "إنهم يخفضون المشتريات، وقد حصلوا من قبل على 38% من احتياجاتهم من النفط الروسي، لكنهم لم يكرروا هذا الأمر بعد ذلك".
وتأتي تصريحات ترمب في إطار الضغوط التي تمارسها واشنطن على دول العالم؛ لقطع علاقاتها مع النفط الروسي، تحت ادّعاء أن الشراء من موسكو يمول حربها المستمرة على كييف منذ ما يقارب من 4 سنوات.
متطلبات المصالح الوطنية
في صباح الخميس الماضي 16 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، ردّت الهند على تصريحات ترمب بشأن تأكيد رئيس حكومتها ناريندرا مودي له بأن البلاد ستتوقف عن شراء النفط الروسي؛ بالقول: "إن مشتريات نيودلهي تسترشد بمصالحها الوطنية، وضروريات حماية مستهلكيها".
وقال المتحدث الرسمي باسم الحكومة راندهير جايسوال: "إن الهند مستورد كبير للنفط والغاز. ومن أولوياتنا الدائمة حماية مصالح المستهلك الهندي في ظل تقلبات الطاقة. وتسترشد سياساتنا الاستيرادية بهذا الهدف بالكامل".

وكان ضمان استقرار أسعار الطاقة وتأمين الإمدادات هدفان رئيسان لسياستنا في مجال الطاقة. ويشمل ذلك توسيع قاعدة مصادر الطاقة لدينا وتنويعها بما يتناسب مع ظروف السوق.
وأضاف: "فيما يتعلق بأميركا، فقد سعينا لسنوات عديدة إلى توسيع نطاق مشترياتنا، وأحرزنا تقدمًا كبيرًا خلال العقد الماضي، وأبدت إدارة البيت الأبيض الحالية اهتمامًا بتعميق التعاون في مجال الطاقة مع الهند، والمباحثات مستمرة حتى الآن".
والتقى مسؤول أميركي وفدَ نيودلهي، الأسبوع الماضي، وأجرى الطرفان مناقشات وصفها مسؤول البيت الأبيض بـ"الإيجابية"، تضمّنت تأكيدًا لخفض واردات الهند من النفط الروسي بنسبة 50%.
موضوعات متعلقة..
- هل تشتري الهند النفط الروسي بالروبية؟.. مسؤول حكومي يجيب
- مسؤول: توقف الهند عن شراء النفط الروسي ضرورة لتكون شريكًا إستراتيجيًا لأميركا
- واردات الهند من النفط الروسي تصطدم برسوم ترمب الجمركية والتقلّبات السياسية (مقال)
اقرأ أيضًا..
- هل ينجح لبنان في استيراد الغاز والكهرباء؟.. أسرار لأول مرة (تغطية خاصة)
- حقل غرب القرنة 2.. عملاق عراقي باحتياطيات 14 مليار برميل نفط
- توقعات الطلب على النفط في 2025 و2026.. تباين نظرة 3 مؤسسات كبرى (تقرير)
المصدر: