أرامكو السعودية تحذر من أزمة نفط وشيكة بسبب نقص الاستثمارات

حذّرت شركة أرامكو السعودية -أكبر مصدر للنفط في العالم- من أزمة نفط عالمية، مع تراجع الاستثمارات وأنشطة الاستكشاف، ما قد يحدّ من الإمدادات في المستقبل، مع تنامي الطلب بزيادة أعداد السكان.
وأطلق الرئيس التنفيذي لعملاقة النفط السعودية، أمين الناصر، تحذيرًا من أزمة وشيكة في الإمدادات العالمية، في ظل تراجع الاستثمارات بعمليات الاستكشاف والإنتاج على مدى السنوات الـ10 الماضية.
تأتي تحذيرات أرامكو السعودية بعد يوم واحد من تأكيدات الأمين العام لمنظمة أوبك هيثم الغيص -خلال مشاركته في أسبوع الطاقة الروسي- أن النفط سيظل يشكّل 30% من مزيج الطاقة العالمي حتى عام 2050، مشيرًا إلى أن عدد سكان العالم واقتصاده يواصلان النمو، ومن ثم سيحتاجان إلى المزيد من الطاقة.
وتتوقع أوبك وصول الطلب العالمي على النفط إلى 118.9 مليون برميل يوميًا بحلول 2045، أي أعلى من المتوقع في تقرير العام الماضي بنحو 2.9 مليون برميل يوميًا، وإلى 120.1 مليون برميل يوميًا بحلول 2050.
أزمة إمدادات النفط
قال الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو السعودية، إن العالم قد يواجه أزمة إمدادات إذا لم يُستأنف الاستثمار جدّيًّا، مؤكدًا أن حجم الإنفاق الحالي منخفض للغاية، في وقت يستمر فيه الطلب العالمي على النفط في النمو.
وأشار الناضر إلى أن شركات الطاقة الكبرى قلّصت إنفاقها على الاستكشاف والإنتاج منذ انهيار أسعار النفط عام 2014، متأثرة بتوقعات الانتقال السريع إلى الطاقة النظيفة وضغوط المستثمرين لزيادة العائدات.
ومن المتوقع أن ينخفض الاستثمار في استكشاف وإنتاج النفط والغاز بنسبة 6% إلى 420 مليار دولار هذا العام، وفقًا لتقديرات وكالة الطاقة الدولية، وهو أول انخفاض على أساس سنوي منذ الركود المرتبط بفيروس كورونا في عام 2020.
وقال الناصر في تصريحات لصحيفة فايننشال تايمز: "مررنا بعقد من الزمان لم يستكشف فيه الناس.. وسيكون لذلك تأثير.. إذا لم يحدث الاستثمار، فستكون هناك أزمة في المعروض"

وأوضح أن أزمة الإمدادات لا تلوح في الأفق البعيد فقط، بل ستبدأ آثارها بالظهور إذا لم تتخذ الشركات قرارات استثمارية عاجلة.
وأشار إلى أن تطوير المشروعات الجديدة يستغرق من 5 إلى 7 سنوات، ومن ثم فإن مستقبل العرض العالمي يعتمد على الإجراءات التي تتخذها الشركات الآن.
وقال الناصر: "نراقب قرارات الاستثمار النهائية، ويمكنك أن ترى انخفاضًا كبيرًا في القرارات والمشروعات التي تدخل السوق"، مضيفًا أن أرامكو تنفق ما بين مليار وملياري دولار سنويًا على الاستكشاف.
وأشار إلى أن أرامكو السعودية تنظر إلى الموضوع بصفته أمرًا إستراتيجيًا، إذ تواصل الاستكشاف وتضيف كميات كبيرة من الاحتياطيات.
النفط الصخري
حذّر رئيس أرامكو السعودية من أن الطفرة النفطية في قطاع النفط الصخري الأميركي، التي أغرقت العالم بالنفط على مدى عقد ونصف، من غير المرجّح أن تتكرر. وقال: "80 إلى 90% من النمو جاء من النفط الصخري.. إذا نظرت إلى السنوات الـ15 المقبلة، فمن المرجّح أن يصل النفط الصخري إلى مرحلة الاستقرار، ثم التراجع"، متسائلًا: "من أين ستأتي البراميل الإضافية لتلبية الطلب؟".
ويعتقد العديد من المحللين أن استهلاك النفط سيكون أقوى مما كان متوقعًا سابقًا، نظرًا لتباطؤ التحول إلى الطاقة النظيفة، إذ قدّرت شركة ريستاد إنرجي أنه نتيجةً لذلك قد يكون هناك عجز عالمي في النفط يقارب 10 ملايين برميل يوميًا بحلول عام 2040.
ومنذ انهيار أسعار النفط عام 2014، خفضت شركات النفط الكبرى إنفاقها على الاستكشاف والإنتاج، كما تأثرت بتوقعات التحول السريع في مجال الطاقة بعيدًا عن الوقود الأحفوري.
وتعكس تعليقات أمين الناصر القلق المتزايد في الصناعة بشأن الاحتياطيات والإمدادات على المدى الطويل، إذ أعلنت شركات بي بي، وشيفرون، وإكسون موبيل، وتوتال إنرجي، مؤخرًا أنها تريد تكثيف عمليات الاستكشاف والإنتاج.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة النفط الحكومية الماليزية بتروناس، تنكو محمد توفيق، في منتدى إنرجي إنتليجنس هذا الأسبوع، إن هناك حاجة إلى "المزيد من الاستكشاف"، مشيرًا إلى أن هناك "فراغًا يجب ملؤه".
وقالت الرئيسة التنفيذية لشركة أوكسيدنتال بتروليوم، فيكي هولوب، في مؤتمر لندن، إن ربع الاستهلاك العالمي السنوي من النفط فقط يُستبدَل من خلال الاكتشافات الجديدة.
وأضافت أن "المشكلة لا تكمن في الاستثمار فحسب، بل في العثور على خزّانات أكبر"، مشيرةً إلى أن الاكتشاف العملاق الذي حققته شركة إكسون موبيل في غايانا لن يلبي سوى جزء صغير من الطلب العالمي على النفط.
موضوعات متعلقة..
- أرامكو السعودية توقع صفقة مهمة لتطوير تقنيات تحويل النفط إلى كيماويات
- أرامكو السعودية تخفض أسعار غاز النفط المسال لأدنى مستوياته في عامين
اقرأ أيضًا..
- أكبر حملة حفر في تاريخ مصر للتنقيب عن النفط والغاز.. 480 بئرًا استكشافية
- واردات الكويت من الغاز المسال تنخفض 6%.. دولتان عربيتان ضمن المصدرين
- انخفاض إيرادات صادرات الطاقة الروسية.. و8 دول عربية ضمن المستوردين
المصادر..