حقل عكاس للغاز.. 5.6 تريليون قدم مكعبة لم يستفد منها العراق
أحمد بدر

يمثّل حقل عكاس "عكاز" للغاز الطبيعي في العراق أهمية إستراتيجية كبيرة بالنسبة للدولة، التي تعاني أزمة كبيرة في قطاع الطاقة، وتسعى إلى استغلال كل مواردها الطاقية لتجاوز أزمتها المزمنة، التي عادةً ما تضربها بقوة خلال فصل الصيف.
وبحسب بيانات النفط والغاز العالمية لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فإن الحقل الغازي يعدّ واحدًا من أبرز الحقول الإستراتيجية في العراق، لدوره المهم في خطط البلاد لتعزيز الإنتاج لتلبية الاحتياجات المحلية، والتصدير لاحقًا إلى الأسواق الإقليمية.
ويتميز حقل عكاس العراقي بموقعه الجغرافي القريب من مراكز استهلاك الطاقة، وكذلك القريب من الدول المجاورة، الأمر الذي يجعله عنصرًا رئيسًا في تطوير البنية التحتية للطاقة في الدولة.
ويواصل العراق جهوده الكبيرة لتطوير قطاع الطاقة، من خلال استغلال موارد الغاز في الحقول، بالإضافة إلى استغلال كل كميات الغاز المصاحب للعمليات النفطية، ويعقد في سبيل تحقيق هذا الهدف اتفاقيات مع شركات عالمية.
وللاطّلاع على الملف الخاص بحقول النفط والغاز العربية لدى منصة الطاقة المتخصصة، يمكنكم المتابعة عبر الضغط (هنا)، إذ يتضمّن الملف معلومات وبيانات حصرية تغطي قطاعات الاستكشاف والإنتاج والاحتياطيات.
معلومات عن حقل عكاس للغاز
تشير أبرز معلومات عن حقل عكاس للغاز إلى أنه اكتُشف للمرة الأولى في عام 1981، ليتحول بعد تطويره إلى محور مهم ضمن خطط الدولة لتعزيز إنتاجها من الغاز الطبيعي، وفق معلومات نشرتها شركة "نفط الوسط" العراقية.
ويقع الحقل العملاق في محافظة الأنبار، وتحديدًا في الجزء الشمالي الغربي من الصحراء الغربية إلى جنوب نهر الفرات وشرق الحدود العراقية السورية، إذ يبعد نحو 40 كيلومترًا إلى الجنوب الغربي من مدينة القائم.
وعلى مدى السنوات الماضية، واجه الحقل عددًا من التحديات الأمنية والسياسية، نتيجة عدم الاستقرار الذي شهدته المنطقة عمومًا، والعراق خصوصًا، إلّا أن جهود تطويره -بالشراكة مع شركات دولية كبرى- ما زالت متواصلة حتى الآن.

ويمثّل الغاز الطبيعي المستخرج من حقل عكاس أهمية كبيرة بالنسبة لوزارتي النفط والكهرباء، وكذلك بالنسبة للحكومة العراقية بالكامل، إذ يسهم بشكل كبير في حل أزمة الطاقة المزمنة، وتوفير الوقود لمحطات الكهرباء الرئيسة.
كما يمثّل إنتاج الحقل العملاق فرصة كبيرة لتعزيز إيرادات الخزينة العامة للعراق، من خلال التصدير إلى دول أخرى، وذلك بعد تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز الطبيعي، والاستغناء عن الاستيراد من الخارج، وفق متابعة منصة الطاقة المتخصصة لملف الطاقة في البلاد.
يشار إلى أن العراق يستورد الغاز الطبيعي من إيران، بينما يسعى في الوقت الحالي إلى استيراد الغاز المسال من قطر، لتعويض الفجوة التي يخلّفها غياب الغاز الإيراني في أوقات الصيانة أو الأعطال المفاجئة.
احتياطيات حقل عكاس
تشير الإحصاءات الرسمية إلى أن احتياطيات حقل عكاس المؤكدة من الغاز الطبيعي في العراق، تُقدَّر 5.6 تريليون قدم مكعبة، وهو ما يجعله واحدًا من أبرز الموارد التي يمكن للدولة الاعتماد عليها لتلبية احتياجات الطاقة المحلية، والتصدير لاحقًا إلى الأسواق الخارجية.
وتشمل خطط التطوير التي تنتهجها وزارة النفط العراقية في الوقت الحالي عددًا من المراحل تستهدف المرحلة الأولى منها الوصول إلى إنتاج 100 مليون قدم مكعبة قياسية يوميًا، خلال العامين المقبلين، وفق متابعة منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) لخطط الوزارة.
وتستهدف وزارة النفط، في المرحلة النهائية من مشروع تطوير حقل عكاس الذي انطلق خلال عام 2023، الوصول بحجم الإنتاج إلى 400 مليون قدم مكعبة قياسية يوميًا بحلول عام 2027.
ويتجه جزء كبير من إنتاج الغاز الطبيعي من الحقل إلى الاستهلاك الداخلي، إذ من المخطط له -ضمن إستراتيجية الحكومة لتجاوز أزمة الطاقة المحلية- أن يغذي مشروعات كبرى، مثل محطة كهرباء الأنبار التي تُقدَّر طاقتها الإنتاجية بنحو 1640 ميغاواط.
تطوير حقل عكاس للغاز
تسعى وزارة النفط إلى تطوير حقل عكاس للغاز بالتعاون مع عدد من المستثمرين العالميين، بما يعكس طموحات بغداد لإحداث تحول مهم في قطاع الطاقة، بما يتضمنه ذلك من تحديث للبنى التحتية وإنشاء بنية تحتية متطورة.
كما تستهدف خطط التطوير إنشاء محطات كهرباء ترتبط مباشرة بالحقل، بهدف توليد كميات أكبر من الكهرباء تغطي جزءًا كبيرًا من الطلب المحلي، كما أنه من المتوقع أن يسهم الحقل في خفض الاعتماد على الغاز المستورد، وهو ما يعزز أمن الطاقة العراقي.
وكانت أعمال تطوير حقل عكاس للغاز الطبيعي قد انطلقت بقوة في عام 2011، وذلك بالتعاون بين وزارة النفط العراقية وشركة كوغاس الكورية الجنوبية، لكن المشروع تعرقل بسبب الأوضاع الأمنية.
وانسحبت من تطوير وتشغيل حقل عكاس العراقي، خلال الحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي، وذلك بسبب الاعتداءات المتكررة وعمليات الإنتاج الجائر فيه، وذلك بين عامي 2014 و2018، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

إلّا أن عمليات الإنتاج في الحقل العملاق عادت مجددًا في مارس/آذار 2023، بالتعاون بين الوزارة وشركة "يوكرزم ريسورس" الأوكرانية، وذلك من خلال مكمن الخابور العلوي، بمساهمة 4 آبار، وبمعدل إنتاج يبلغ 38 مليون قدم مكعبة يوميًا.
وبفضل الجهود المتواصلة للتطوير في أقرب وقت، يحتوي الحقل في الوقت الحالي على محطة لفصل الغاز بطاقة تصميمية تبلغ نحو 50 مليون قدم مكعبة قياسية يوميًا، بالإضافة إلى أنبوب لنقل الغاز إلى محطة كهرباء عكاس.
نرشح لكم..
اقرأ أيضًا..
- حقول النفط والغاز في الجزائر.. ملف خاص عن الاحتياطيات الضخمة والإنتاج
- حقول النفط والغاز في الإمارات.. أرقام الاحتياطيات والإنتاج (ملف خاص)
- حقول النفط والغاز في السعودية.. قصص الاكتشافات والاحتياطيات الضخمة (ملف خاص)