المعادن الأرضية النادرة في أفريقيا تدعم مشروعات مهمة.. الكونغو الديمقراطية نموذجًا (تقرير)
نوار صبح

يُسهم فرز (إثراء) المعادن الأرضية النادرة في أفريقيا في دعم مشروعات التعدين المحلية وترسيخ سياسات تحول الطاقة.
وتزخر أفريقيا بالذهب والنحاس والمعادن الأرضية النادرة، وتطبّق العديد من الدول الأفريقية سياسات لتعزيز الفرز المحلي بدلًا من الاكتفاء بتصدير هذه المعادن، حسب تحديثات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وعلى الرغم من الإجماع على أهمية معالجة المعادن الأرضية النادرة في موقع استخراجها من الأرض، يقول المؤسس المشارك رئيس مجلس إدارة شركة مينكس (Minexx)، منصور همايون، إن السؤال الأهم يكمن في طريقة بناء منظومة متكاملة للمعالجة.
وأوضح همايون أن الشركة تسعى إلى تطبيق معايير الامتثال التنظيمي وإمكان التتبع في التعدين الحرفي بالمناطق التي يصعب تشغيلها في شمال نيجيريا ورواندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية.
التعدين الحرفي
تتضمّن معظم المناجم الصناعية في شمال نيجيريا ورواندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية عنصرًا من التعدين الحرفي، غالبًا ما يكون غير آلي ويتطلّب عمالة كثيفة، ويستعمل تقنيات وأدوات بدائية لاستخراج المعادن.
وقال المؤسس المشارك رئيس مجلس إدارة شركة مينكس، منصور همايون: "إن معالجة المعادن الأرضية النادرة في أفريقيا تختلف اختلافًا كبيرًا عن القطاع الحرفي، إذ يُعدّ القصدير والتنتالوم اثنين فقط من المعادن الأساسية اللازمة لتحول الطاقة، وبالتالي فإن الطلب عليهما مرتفع للغاية".
وأوضح: "بالنسبة إلى القصدير والتنتالوم، تُعدّ طريقة الفصل والفرز والمزج اليدوية للغاية في القطاع الحرفي فنًا أكثر منه علمًا، بمعدات محدودة، ما يعني أنها تستغرق وقتًا طويلًا للغاية وغير فعّالة".
في المقابل، يُسلّط تعدين الذهب الحرفي في غايانا بأميركا الجنوبية الضوء على استعمال الزئبق في المعالجة، فهو سهل الاستعمال ولكنه ضار للغاية بالأفراد والبيئة.

زيادة الإنتاج والقيمة المضافة
أوضح المؤسس المشارك رئيس مجلس إدارة شركة مينكس، منصور همايون، أن زيادة الإنتاج والقيمة المضافة في قطاع المعادن الأرضية النادرة في أفريقيا ستساعد على رفع مهارات الأفراد، ومن ثم إضفاء الطابع الرسمي على القطاع في نهاية المطاف، ليتمكن من التوسع بنجاح.
وعلى الرغم من أن نحو 70% من التنتالوم العالمي يأتي من جمهورية الكونغو الديمقراطية، لا توجد معالجات داخل البلاد؛ كل ما يمكنهم فعله هو سحقه ومزجه ثم شحنه.
وقال همايون: "يكمن التحدي في أن إضفاء الطابع الرسمي على القطاع ليس مجرد طموح، بل تسهيل العثور على جهات فاعلة مسجلة رسميًا في هذا القطاع".
وتساءل همايون: "يكمن التحدي الحقيقي في المواد الكيميائية اللازمة للمدخلات... كيف يمكن إنشاء سلسلة توريد عكسية لضمان وصول المدخلات إلى أماكن المعالجة؟".
وأردف: "بالنسبة إلى التنتالوم، يلزم جلب الأحماض إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية؛ فكيف نستوردها وبعدها نعالجه ثم نتخلص من الأحماض المستعملة بأمان؟ إنها عملية متبادلة، وهنا تبرز أهمية التعقيد".
بدوره، طرح الرئيس التنفيذي لشركة بينسانا (Pensana)، تيم جورج، سؤالًا مشابهًا حول بدء مشروع للمعادن الأرضية النادرة في أفريقيا.
وقال: "على الرغم من أن نقطة البداية تتمثل، عادةً، في العثور على مكامن جيدة، على نطاق واسع وبدعم لوجستي، فإن إطلاق منجم عملية طويلة للغاية، بدءًا من مرحلة الاستكشاف، مرورًا بمرحلة الحصول على التراخيص ودراسات الجدوى، وصولًا إلى إعداد المشروع والجدوى المالية".
وأوضح: "استغرق الأمر 7 سنوات للانتقال من مرحلة الاستكشاف إلى إقامة مشروع فعلي في أنغولا، إذ يهدفون إلى استخراج معدن مغناطيسي عالي الجودة يمكن استعماله في توربينات الرياح والسيارات الكهربائية".
التعدين.. المخاطر ورأس المال
غيّرت جائحة كوفيد-19 سياسات الحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات نظرة المستثمرين المحتملين إلى ملف مخاطر مشروعات المعادن الأرضية النادرة في أفريقيا.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة بينسانا (Pensana)، تيم جورج، متحدثًا عن الإقبال العالمي على الاستثمار في المشروعات طويلة الأجل: "لقد تراجع التعدين بصفة ملحوظة، ولكن هناك مؤشرات على بدء تغير هذا الوضع".
ويتطلّب تطوير مشروع تعدين الوقت والتفرغ وقاعدة مهارات واسعة، وفق تفاصيل اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وغالبًا ما يعني هذا في أفريقيا الاعتماد على الخبرات الأسترالية أو الجنوب أفريقية لدفع المشروع قدمًا، إذ يضيف إنشاء عمليات فرز ومعالجة الخام في أفريقيا مستوى آخر من التعقيد.
وأشارت زميلة قسم المعادن والتعدين في مؤسسة التمويل الأفريقية، أندريا تياكوه-سانوغو، إلى أن الأمر يتطلّب رأس مال صبورًا للغاية.

وأضافت: "عندما يتعلق الأمر بأسواق رأس المال، أعتقد أن المثير للاهتمام هو إدراك أنه من ناحية الاستثمار، لا يتوافق الفرز بالضرورة مع الجدول الزمني ومستوى المخاطرة في سوق رأس المال".
وتجدر الإشارة إلى أن قطاع المعادن الأرضية النادرة في أفريقيا ليست لديه مؤسسات كافية لتوفير هذا الفرز المتطور.
رغم ذلك، فإن مشروعات المعادن الأرضية النادرة في أفريقيا تعزز التنمية الاقتصادية الإقليمية وتتيح آلاف الوظائف لمواطني القارة.
موضوعات متعلقة..
- استخلاص المعادن الأرضية النادرة من النفايات بنسبة 90%
- استخلاص المعادن الأرضية النادرة من الأجهزة القديمة يشهد ثورة تقنية
- المعادن الأرضية النادرة.. مدينة أوروبية قد تكسر الاحتكار الصيني
اقرأ أيضًا..
- أكبر صفقات النفط في السعودية خلال 9 أشهر.. طفرة بقيادة أديس وأرامكو
- الهيدروجين الأخضر في المغرب.. مسؤول: هذه 3 تحديات وموعد مهم (خاص)
- سفن إعادة التغويز تنتشر في 3 دول عربية.. والعراق والمغرب ينضمان قريبًا
المصدر..
"فرز المعادن يتجاوز مجرد مصنع للمعالجة،" من مجلة "إي إس آي أفريكا".