حقول النفط والغازرئيسيةموسوعة الطاقة

حقل الأحدب العراقي.. مليار برميل نفط عالي الجودة تدعم احتياطيات بغداد

أحمد بدر

يمثّل حقل الأحدب النفطي أهمية كبرى لقطاع النفط العراقي، إذ إنه أحد أهم الحقول المنتجة في البلاد، ويؤدي دورًا مهمًا في دعم صادرات بغداد من النفط الخام، بما يحقق مردودات مهمة تدعم خزينة الدولة واقتصادها.

وبحسب بيانات النفط والغاز العالمية لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فإن الحقل النفطي يحتلّ مكانة إستراتيجية في قطاع النفط العراقي، نظرًا لاحتياطياته الكبيرة، وأهميته بالنسبة للاقتصاد، كونه أحد الركائز الأساسية للإنتاج النفطي في البلاد.

وتسعى الحكومة، من خلال تطوير حقل الأحدب النفطي، الذي تديره شركة "نفط الوسط"، إلى تعزيز إنتاج البلاد الإجمالي من النفط الخام، لذلك، فقد مرَّ الحقل منذ اكتشافه بمراحل تطوير مهمة، تضمن استدامة إنتاجه واستقراره.

يشار إلى أن الحقل كان قد شهد تطورًا ملحوظًا، بفضل التعاون بين العراق وعدد من الشركات العالمية المتخصصة في قطاع النفط، لذلك تعوّل الدولة على زيادة إنتاجه للوصول إلى هدف 8 ملايين برميل يوميًا بحلول عام 2027.

وللاطّلاع على الملف الخاص بحقول النفط والغاز العربية لدى منصة الطاقة المتخصصة، يمكنكم المتابعة عبر الضغط (هنا)، إذ يتضمّن الملف معلومات وبيانات حصرية تغطي قطاعات الاستكشاف والإنتاج والاحتياطيات.

معلومات عن حقل الأحدب النفطي

خرج حقل الأحدب النفطي إلى الوجود للمرة الأولى في 1979، إذ تمّ خلال هذا العام التوصل إلى احتياطيات ضخمة من النفط الخام ذي النوعية الجيدة، ولكن الحقل ظل غير مستغل لمدة طويلة بسبب الحرب التي كانت البلاد تمرّ بها حينها مع إيران.

وظل الحقل غير مدعوم من جانب الحكومات المختلفة، لأسباب عديدة، من بينها حرب إيران، ثم حرب الخليج الأولى والثانية، وكذلك مرحلة فرض العقوبات، التي جعلت العراق غير قادر على استغلاله بشكل مثالي.

ويقع حقل الأحدب النفطي على بعد 180 كيلومترًا جنوب شرق بغداد في محافظة واسط، كما يبعد نحو 18 كيلومترًا عن غرب مدينة الكوت، في حين تبلغ مساحته نحو 300 كيلومترًا مربعًا، بواقع 30 كيلومترًا طولًا، و10 كيلومترات عرضًا.

حقل الأحدب النفطي
حقل الأحدب النفطي - الصورة من شركة نفط الوسط

واكتُشف الحقل للمرة الأولى من خلال إجراء أعمال مسوحات زلزالية لمنطقة ديالى - الكوت، وكان ذلك في عام 1977 من قبل الفرقة الرومانية، قبل إعادة المسح الزلزالي للمنطقة في عام 1978 من قبل الفرقة الزلزالية العراقية الثامنة، التي وضعت تصورًا مختلفًا لتركيب الحقل.

وفي 1979 حُفِرَت أول بئر استكشافية في القبة الجنوبية، للبحث عن احتياطيات النفط والغاز في الحقل، وصولًا إلى تكوينات الحقبة الطباشيرية المتقدمة، وعثرت فرق الاستكشاف على تجميعات نفطية متباينة الأحجام.

وبحلول نهاية عام 1985، كانت السلطات العراقية قد أكملت حفر 7 آبار في حقل الأحدب، ولكن لم تتمكن من استغلاله كما يجب حتى عام 2008، الذي شهد وضع خطط لإحياء القطاع النفطي واستغلال الثروات الطبيعية بشكل أفضل.

وفي هذا العام، وقّعت الحكومة عقدًا مع شركة النفط الوطنية الصينية (CNPC) بنظام عقود الخدمة، وكان هذا العقد جزءًا من إستراتيجية لجذب الاستثمارات الأجنبية وتنشيط الإنتاج النفطي، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

احتياطيات حقل الأحدب

تشير التقديرات الرسمية إلى أن احتياطيات حقل الأحدب النفطي تبلغ نحو مليار برميل من النفط الخام عالي الجودة، إذ يحتوي الحقل على نوعين من النفط، هما المتوسط والثقيل، وهو ما يعطي قيمة إضافية لإنتاجه.

وتسهم هذه الاحتياطيات الضخمة في تعزيز مكانة العراق بين أكبر منتجي النفط في العالم، إذ يشكّل النفط نحو 90% من إيرادات الدولة، وفق بيانات النفط والغاز العراقية لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وبالإضافة إلى هذه الكميات الضخمة من النفط الخام، يحتوي الحقل على نحو 2.1 تريليون متر مكعب من الغاز المصاحب، الذي تتجه بغداد إلى استغلاله في محطات الكهرباء، لخفض فاتورة استيراد الغاز من الخارج.

إنتاج النفط في العراق

وبالنسبة إلى إنتاج حقل الأحدب، فإنه قد بدأ فعلًا في عام 2011 بعد اكتمال المرحلة الأولى من تطويره، إذ تُقدَّر الطاقة الإنتاجية للحقل في الوقت الحالي بنحو 140 ألف برميل يوميًا، مع وجود خطط لزيادة الإنتاج في المستقبل.

كما يشكّل إنتاج الحقل جزءًا كبيرًا من إجمالي الإنتاج النفطي لمحافظة واسط، وفي الوقت نفسه، يعدّ النفط الخام المستخرج منه مصدرًا رئيسًا لتغذية المصافي العراقية وتلبية الطلب المحلي والدولي على النفط الخام.

ويعتمد حقل الأحدب النفطي في إنتاجه على بنية تحتية متطورة، تشمل محطات لمعالجة النفط، بالإضافة إلى عدد من أنظمة النقل، والخزانات، وهو الأمر الذي يضمن استمرار العمليات بسلاسة وكفاءة.

مراحل تطوير حقل الأحدب

تعددت مراحل تطوير حقل الأحدب، منذ توقيع عقد الخدمة مع شركة النفط الصينية، إذ كانت المرحلة الأولى بين عامي 2008 و2011، وتمثلت في إنشاء البنية التحتية الأساسية، مثل الآبار الإنتاجية ومحطات المعالجة.

ومع انتهاء هذه المرحلة، وصلت الطاقة الإنتاجية الأولية للحقل النفطي العملاق إلى نحو 60 ألف برميل يوميًا، وفق الأرقام التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

أمّا المرحلة الثانية من تطوير الحقل، فكانت بين عامي 2012 و2016، وتضمنت زيادة عدد الآبار، بالإضافة إلى تحسين تقنيات الاستخراج لتعزيز الإنتاج، وقد ارتفعت الطاقة الإنتاجية للحقل في هذه المرحلة إلى نحو 120 ألف برميل يوميًا.

مهندسون بموقع العمل في حقل الأحدب
مهندسون بموقع العمل في حقل الأحدب

وشهدت المرحلة الثالثة، التي كانت بين عامي 2017 و2023، إدخال تقنيات حديثة لتحسين استخلاص النفط، مثل الحقن المائي، بالإضافة إلى تطوير شبكة خطوط الأنابيب لضمان نقل النفط بفعالية إلى المصافي والمواني، لينتج حاليًا نحو 140 ألف برميل يوميًا.

وتواصل وزارة النفط العراقية خططها لتطوير حقل الأحدب النفطي، لزيادة طاقته الإنتاجية إلى أكثر من 160 ألف برميل يوميًا، وفي الوقت نفسه ستعمل الوزارة على تحسين الكفاءة البيئية وتقليل انبعاثات العمليات النفطية في الحقل.

ويعدّ حقل الأحدب النفطي نموذجًا ناجحًا للتعاون بين العراق والشركات العالمية في مجال تطوير الحقول النفطية، إذ تسهم احتياطياته الضخمة وإنتاجه الكبير في تعزيز مكانة الدولة على خريطة الطاقة العالمية.

نرشح لكم..

اقرأ أيضًا..

المصادر..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق